“وطن” تكشف: الإمارات لا ترحب بزيارة السبسي والرئاسة التونسية تعلن عن الزيارة منذ أكتوبر

تونس – وطن (خاص) – أكد مصدر مطلع لـ”وطن” أن الإمارات رفضت زيارة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي متذرعة بانشغال المسؤولين الإماراتيين.

وكان مدير الديوان الرئاسى وعضو الهيئة التأسيسية لحركة “نداء تونس” رضا بلحاج، صرّح للإذاعة التونسية اليوم الإثنين، أن السبسى سيقوم بزيارة رسمية إلى الإمارات خلال الأسابيع المقبلة.

ويزور الرئيس التونسى غدا الثلاثاء، كل من الكويت والبحرين في زيارة تستمر حتى 28 يناير الجارى، تلبية لدعوة أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ودعوة ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة.

وفي شهر أكتوبر الماضي أكد المستشار السياسي لرئيس الجمهورية التونسية ووزير الخارجية الحالي، خميس الجهيناوي، أنّ الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي سيزور الإمارات قريباً بعد أن تلقى دعوة رسمية من رئيسه خليفة بن زايد آل نهيان، مضيفاً أنّ علاقات تونس بالإمارات “طيبة جداً” إلا ان هذه الزيارة لم تتحقق إلى اليوم رغم التصاريح الإيجابية من قبل الرئاسة التونسية.

وشدّد الجهيناوي في مقابلته على إذاعة “موزاييك أف أم” وقتها بأنّ “تونس تربطها علاقة طيبة بدول الخليج وخاصة دولة الإمارات”، مشيرا لوجود رغبة بتعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين.

وقبل أيّام صرّح الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي في أكثر من ظهور إعلامي أن الإمارات تقود الثورة المضادّة في تونس وأنّها تسعى لعرقلة الإنتقال الديمقراطي في البلاد.

وفي 20 من شهر سبتمبر الماضي تحوّل الرئيس التونسي مرفوقا بوفد رفيع المستوى إلى دولة الإمارات العربية المتحدة لتقديم التعازي للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء و حاكم دبي و الى السلطات العليا و الشعب الإماراتي إثر وفاة الشيخ راشد بن محمد بن راشد آل مكتوم نجل حاكم دبي.

وعلى إثر ذلك أعلن وزير الخارجية الطيب البكوش في تصريح لموزاييك أنّ الزيارة التي سيؤديها السبسي إلى الإمارات تسعى لبحث العلاقات بين البلدين وتجاوز الأزمة الدبلوماسية التي تعود لعهد الترويكا، وفق تعبيره.

وفي شهر يونيو الماضي تناقلت وسائل إعلام دولية ومحلية خبر منع دبي التونسيين من الحصول على تأشيرة للدخول لمباشرة أعمالهم أومشاريعهم التي يشرفون عليها، و هو ما نتج عنه استياء التونسيين المقيمين بالإمارات العربية المتحدة باعتبار أن ذلك فيه تعطيل لمصالحهم.

ولم يشمل المنع فقط المقيمين أو أصحاب المشاريع هناك بل شمل أيضا مهندسين وأطباء مرتبطين بمباشرة تظاهرات عالمية ومتحصلين على دعوة لتأثيث التظاهرة ووصل المنع حتى لمنح التونسيين المولودين بدولة الإمارات الجنسية والتعبير عن عدم رغبتهم بتسجيلهم وذلك من خلال التلكأ بفترات تتجاوز الثلاثة أشهر أو أكثر.

وكان الرئيس التونسي نفى في شهر أكتوبر الماضي، وجود خلاف بين بلاده ودولة الإمارات العربية المتحدة، مشيرا إلى أن الإمارات دولة صديقة وشقيقة لتونس، كما أن علاقته الشخصية مع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان كانت قوية، حيث إنه كان رجلا حكيما، ونفى السبسي طلبه من الرئيس عبدالفتاح السيسي التدخل لحل الأزمة بين تونس والإمارات لأنها ليست موجودة من الأساس.

وعن تقليص الإمارات التأشيرات الممنوحة للتونسيين، وكذلك تراجع الاستثمارات الإماراتية في تونس، قال الرئيس التونسي: “كل هذه شائعات والإنسان العاقل لا يبني موقفه على الشائعات، حيث لا توجد مذكرة لوقف التأشيرات، وكنت في دبي وأؤكد أن الأمر لا وجود له من الأساس”.

وكان الأمين العام لحزب حراك تونس الإرادة عدنان منصر أكّد في حواره مع “وطن” في 30 ديسمبر الماضي أنّ “هناك مشكل واضح في العلاقة مع دولة الإمارات العربية المتحدة. هناك استعداء من طرف هذه الدولة للتجربة الديمقراطية التونسية وهو استعداء تجسم في كثير من المحاولات للسيطرة على القرار التونسي بضخ الكثير من الأموال في الساحة التونسية ودفع الأمور في اتجاه يشبه ما حدث في مصر..ولقتل حلم التونسيين في انتقال ديمقراطي سلمي وتشويه العملية السياسية في بلدنا أمر مؤسف جدا”.

جدير بالذكر أن الإعلامي التونسي سفيان بن فرحات كان قد كشف في 18 من شهر مايو 2015 أثناء مداخلته على قناة “نسمة”، أن الرئيس التونسي الباجي القائد السبسي أعلمه في لقاء خاص أن دولة الإمارات طلبت منه إعادة سيناريو مصر وإزاحة حركة النهضة التونسية للإيفاء بتعهداتها المالية لتونس إلا أن الأخير رفض ذلك وفضل سياسة الحوار والتوافق لتفادي الحرب الأهلية بالبلاد وإراقة الدماء.”

وجدير بالذكر أيضا أنه أنه لم يكن خافيا على أحد أن الإمارات كانت تكن من الود الكثير للباجي قائد السبسي قبل فوزه بالإنتخابات وما السياراتان اللتان أهدتهما له إلا شيء من ذلك الود ، ويوصف نداء تونس في الصحافة الإماراتية بأنه حزب علماني في مواجهة حزب إسلامي ولذلك تقرأ عناوين من قبيل «نداء تونس تنهي هيمنة النهضة» وتقرأ كلاما من قبيل «أفلحت حركة «نداء تونس» بقيادة زعيمها الباجي قائد السبسي في دحر حزب «النهضة» الذي ارجع عقارب الساعة إلى الوراء في تونس بسرعة مقلقة منذ استئثاره بالحكم مسنودا بمليشياته التي اغتالت قيادات ورموزا وطنية وديمقراطية»(جريدة البيان 1نوفمبر ص34).

تعليق واحد

  1. المشكل الأساسي بين تونس و الامارات يعود بالأساس الى عدم فهم هذه الاخيرة لطبيعة التونسيين فهم شعب لا يمكن تطويعه بسهولة و هذا ينطبق على حكامه أيضا و الجميع متشبث الدولة الديمقراطية و غير قابل للعودة الى الوراء مهما كانت التكاليف.و الرئيس السبسي ليس بالرجل الغبي حتى يعيد الدكتاتورية الى تونس فهو يدرك أن نتيجة ذلك ستكون حربا طاحنة و دوامة من العنف لا يمكن الخروج منها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى