ما هي مآزق سياسة الصمت التي تتبعها قطر؟
شارك الموضوع:
نشر موقع Opendemocracy مقالا كتب فيه مايكل ستيفانز عن الدبلوماسية التي تتبعها قطر، جاء فيه…
لا بد من القول أن قطر استقبلت عام 2013 بالكثير من الضغوطات، ففي رحلاتي الأخيرة وحيثما أذهب أستمع الى المظالم والاتهامات الموجهة لقطر. وبسبب نشأتي بين القطريين وثقافتهم، أجد نفسي في بعض الأحيان أدافع عن قطر. ولكن لنضع المشاعر الشخصية جانبا، فقد حان الوقت لنسأل ماذا يحدث، وما هو السبب لانخفاض شعبية قطر في الأشهر الأخيرة؟
وأنا لست بصدد الحديث عن قناة الجزيرة، أو الإخوان المسلمين، أو الجهاديين في مالي أو سوريا، إن قطر تعدّ دولة صغيرة ينقصها البحث والتطوير كما أنها لا تمتلك جهاز استخبارات اجنبي، وهي تعتمد بدلا من ذلك على حسن نية الآخرين لتبادل المعلومات معها.
وبالرغم من وجود مؤسسات الفكر والرأي، كمعهد بروكينغز، ومركز الجزيرة للدراسات، واستخدام دبلوماسيين من دول عديدة، الموارد التي تقدمها لتعميق فهمهم للشؤون العالمية، إلا أن قطر لم تُظهر أي أهمية تُذكر سوى استضافة مؤتمرات السياسة الخارجية.
على النقيض من ذلك، يقوم المفكرون الحكوميون في المملكة العربية السعودية و البحرين بالجلوس معا، حيث تدور المناقشات الصريحة وراء الأبواب المغلقة، ويمكننا أن نرى لماذا تقع قطر في المصائب. فالنخبة الحاكمة في قطر هي على مسافة من الأحداث التي تدور من حولها، غير مدركة في كثير من الأحيان دوامة الشائعات التي تدور، مثل خشية الإمارات العربية المتحدة من تمويل قطر للخلايا الإرهابية في رأس الخيمة، وظن معظم الدول أن قطر تقوم بنشر الفكر الجهادي في مالي.
وعندما تكبر الشائعات بحيث تتطلب الحصول على إجابات، تُقابل بسياسة الصمت، ليس لأن قطر تخفي بعض الحقائق، ولكن هذه هي ثقافة الحكم هناك.
وما يثير القلق أن المسؤولين في جميع أنحاء العالم أصبحوا الآن يؤمنون بهذه الروايات، كما الصحف ووكالات الأنباء العالمية الكبرى. وبالرغم من أن 99% من هذه القصص هي عارية عن الصحة، إلا أن قطر لا تستطيع القيام بأي شيء للحؤول دون المواقف السلبية التي تنهال عليها.
وحاليا يتجه مسار السياسة الخارجية القطرية الى الإنسجام قدر الإمكان مع الأحداث العالمية والاستفادة من المهارة الدبلوماسية، كما أن قناة الجزيرة تقوم بدور فعال في مساعدة طموحاتها العالمية لتعميق العلاقات.
ولكن الأمر يحتاج الى أكثر من مجرد محطة تلفزيونية وخمسة من النافذين للتعامل مع الصعوبات التي تواجهها قطر، وفي يومنا هذا، الدولة الراغبة في التطلع إلى القيادة الإقليمية، والتطرق الى ما يدور في سوريا وليبيا ومالي وفلسطين ومناطق أخرى، تحتاج إلى سياسة واضحة، ويوميا تشهد قطر اتخاذ قرارات تؤثر بحياة الملايين من الناس.
وباختصار، إن اعتماد قطر سياسة الصمت ليس لصالحها، فقد تجاهل العرب كما الغرب تصريحات رئيس الوزراء الأخيرة بنفي أي علاقة لقطر في مالي وسوريا، ويعتقد الكثير أنه اذا لم يكن لقطر أي شيء تخفيه، فلماذا لا تحرك ساكنا؟
ويكمن الحل بتعيين متحدث باسم وزارة الخارجية لتقديم تصريحات أسبوعية إلى الصحفيين، ولطمئنة المجتمع الدولي. وأخيرا، ينبغي تعيين المزيد من الموظفين القطريين من ذوي الخبرة الدولية في وزارة الشؤون الخارجية للبحث في المشاكل ووضع توصياتهم، على غرار ما فعلت البحرين والسعودية.
إن طريقها الى الساحة العالمية ستكون دائما وعرة، ولكنها تحتاج إلى تطوير بنيتها للتعامل مع التحديات. فمؤخرا تم إحراق العلم القطري في القاهرة، وإذا استمرت شعبية قطر بالإنحدار، فستواجه ما هو أكبر من مجرد حرق علمها.