لزوم ما يلزم أيها المتثاقفين

 

 وكأن ثمة من يرفض الحل بعد أن تعب السوريون، كل السوريين، وفقدوا حتى قدراتهم على العيش و التعايش، إثر العهر والحقد الذي طفى والعري الذي تكشّف، من الأخوة والجيران، أشخاص ودول ومواقف .
 
لكن هؤلاء السُراق، للأضواء والمواقف ولجلود الحملان، لم يقفوا على المسببات والمسببين ولا على نية النظام بأي حل، وهو الذي تقدمت له حلول على أطباق من بقاء، ورفضها باستقواء وعنجهية ولؤم أيضاً، وآثر التعامل بعقلية صاحب الحق والميراث الذي يجب ألا يمسا، وعرف بخبث السياسة التي لم ينهل من القواميس سواها، كيف يستميل أشباهه بفعل التخويف والرشى …و أيضاً "الروحانيات " .
 
سيء مؤسف أن تقرأ لمن كنت مغرّر يوماً بثقافتهم ووعيهم وسعيهم لإحقاق الحق، وأخص أؤلئك اللذين لم ينالوا من النظام سوى الظلم والتهميش والاستعباد، لأن من يأخذ ثمن أقواله مبرر له تلك المراوغات، لأن النظام عرف سعره واشتراه من أمد .
 
لكم موجع حال سوريتنا بكل ما آلت إليه، والأكثر إيلاماً أن لا أملاً يلوح بالأفق ولا على أي صعيد، لكن ذلك لا يعني الرضوخ لقرارات الظالم وجور القتلة…لأن منحهم شعور المنتصر سيؤسس لممالك يتشهى خلالها السوريون على زمن الرق …وهذا لا يعني دعوتي للقتال والدم، لأني ممن دفع أثماناً غالية للحماقة ويتشهى حلاً كثكلى لرؤية وليدها، ولو بالحلم، لكنها- الأثمان – لا يمكن أن تعميني أو تعيدني لزمن الولدنة …
 
على فكرة، هذا لا يعني أن المعارضة ملائكة وسينقلون سوريا للتعددية والخلاص ومنح الحقوق، بل انحرفت وتشوّهت ولم يعد من أمل يرجى، إلا إن رحم ربي .
 
لذا وكلما نظرت إلى الواقع وإلى الصراصير اللذين آثروا تهديم سوريتنا باسم المعارضة أو الداعمين من أصدقاء وأشقاء وحلفاء، تزيد نقمتي على النظام لأنه يتحمل كامل المسؤولية في ظهورهم ومنحهم الفرصة، وكان بوسعه، لولا الاستكبار والشعور بالغرور والفوقية، أن يحل الأزمة، كما أن بيده فقط الحل والمحافظة على ما تبقى، حتى الآن، لأننا سنندم على هذه الأيام كما نندم على أيام القائد الملهم، وهي سر السياسة التي يعتمدها النظام، بعد أخذه بنصائح آله وصحبه…وأختم بإعجابي بمن قال وفعل"الأسد أو نحرق البلد " لما لهذا الشعار- على حقارته – من وجودية وعدمية في آن.
 
 عدنان عبدالرزاق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى