ميزانية اسرائيل تكشف النقاب عن أقامتها ممثلية سرية في إحدى دول الخليج وعينت مبعوثا يصول ويجول فيها
كشفت صحيفة “هآرتس″ العبرية في عددها الصادر الأحد النقاب عن أن ميزانية الدولة العبرية للعامين القادمين تشمل بندًا جاء فيه أن إسرائيل أقامت قبل سنة ونصف السنة ممثلية دبلوماسية في إحدى الدول الخليجية، مشددةً على أن البند المذكور موجود في الميزانية التي تقترحها وزارة المالية الإسرائيلية.
وقال مراسل الشؤون السياسية في الصحيفة، باراك رافيد، إن الوزارة حرصت على عدم ذكر اسم الدولة الخليجية، في ما عقبت وزارة الخارجية الإسرائيلية على النبأ بالقول إننا لا نُريد التعقيب بسبب حساسية الموضوع، كما جاء في الصحيفة.
وبحسب الوثيقة فإنه بين الأعوام 2010 وحتى 2012 أقامت إسرائيل 11 ممثلية مختلفة في دول العالم، وفي الصفحة رقم 213 الذي يظهر أيضًا على موقع الإنترنت التابع لوزارة المالية جاء أن الممثليات المذكورة أقيمت في إحدى دول الخليج، دون ذكر اسم الدولة، مع أن باقي الممثليات الجديدة تم ذكر اسمها.
وتابعت الصحيفة قائلةً إن عاقات الدولة العبرية مع دول الخليج هي قضية حساسة للغاية، لافتةً إلى أن سفير إسرائيل في ألمانيا، يعقوف هداس، كتب ونشر مقالاً على موقع مركز أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب في كانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي جاء فيه أن للدولة العبرية ولدول الخليج توجد مصالح مشتركة، إن كان ذلك في المجال الاقتصادي أو المجال السياسي، على حد تعبيره.
وتابعت الصحيفة قائلةً إن الدبلوماسي هداس، الذي شغل منصب مدير ممثلية إسرائيل في العاصمة القطرية، الدوحة بين الأعوام 2002-2003، وبعد ذلك تسلم منصب مدير قسم الشرق الأوسط في وزارة الخارجية قال أيضًا إنه إذا كانت العملية السلمية بين إسرائيل والفلسطينيين في وضع سيء فإنه من غير الممكن أنْ تكون لإسرائيل علاقات علنية مع دول الخليج العربي، وتحديدا إقامة ممثليات، ولكنه استدرك قائلاً إن الوضع ديناميكي ومُتغير، على حد وصف.
وزادت الصحيفة قائلةً إن إسرائيل تُقيم علاقات سرية مع الإمارات العربية المتحدة، لافتة إلى أنه في برقية لوزارة الخارجية الأمريكية في آذار (مارس) من العام 2009، والتي قام بتسريبها ونشرها موقع (ويكيليكس) يتحدث السفير هداس لعدد من الدبلوماسيين الأمريكيين الكبار بأن وزير خارجية الإمارات، الشيخ عبد الله بن زايد طور علاقات شخصية وثيقة ووطيدة جدا مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية آنذاك، تسيبي ليفني، ولكن بلاده ليست على استعداد لأنْ يُعلن عن المحادثات السرية وعن فحواها. كما قال الدبلوماسي هداس آنذاك إن الدول الخليجية تؤمن بدور الدولة العبرية المهم جدًا بسبب علاقاتها الوطيدة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وأيضًا لأن هذه الدول تؤمن بأن إسرائيل تقدر على الاعتماد على إسرائيل في المسألة الإيرانية، وهو يعتقدون، أضاف الدبلوماسي هداس، أن إسرائيل قادرة على صنع المعجزات، على حد تعبيره.
وشددت الصحيفة العبرية، نقلاً عن مصادر سياسية رفيعة في تل أبيب، قولها إن افتتاح ممثلية في دولة خليجية هو أمر مهم للغاية، خصوصا وأن الدولة العبرية تُقيم علاقات علنية فقط مع المملكة الأردنية الهاشمية ومصر، لافتةً إلى أنه في الماضي كانت لإسرائيل ممثلتين في دول الخليج، الأولى في قطر، والثانية في عاصمة سلطنة عُمان، مؤكدةً على أن الممثلية في مسقط افتتحت في العام 1996، بعد أكثر من 15 عامًا من العلاقات السرية بين عُمان وإسرائيل، واستمرت في العمل حتى اندلاع انتفاضة القدس والأقصى في العام 2000، الأمر الذي دفع السلطات العمانية إلى إغلاقها.
كما أشارت إلى أن الممثلية الإسرائيلية في قطر تم افتتاحها في العام 1996، مشيرةً إلى وجود علاقات وطيدة جدًا بين الدولتين، وبعد عملية الرصاص المسبوك ضد قطاع غزة في العام 2009، قامت قطر بطرد الدبلوماسيين الإسرائيليين وإغلاق الممثلية في الدوحة، وأضافت أنه في العام 2010 جرت مباحثات بين الدوحة وتل أبيب لإعادة افتتاح الممثلية في الدوحة، ولكن إسرائيل رفضت الشروط التي وضعتها قطر، وبالتالي تنازلت تل أبيب عن هذا المشروع.
بالإضافة إلى ذلك، فإن إسرائيل قامت بتعيين مبعوث سري خاص لدول الخليج، قبل 10 أعوام، والذي كشف عنه الصحافي الإسرائيلي بن كاسبيت، حيث كتب أن اسمه بروس كشدن، وهو دبلوماسي إسرائيلي قائلاً في العام 2002 إنه يقوم بأعمال بطولية في دول الخليج، ويعرف أيضا السعوديين، على حد وصف الصحافي كاسبيت، الذي نشر مقاله في آذار (مارس) من العام 2002، كما قالت “هآرتس″ أمس الأحد.
“القدس العربي” ـ زهير أندراوس