قناة (العربية): تسجيل صوتي لحزب الله يظهر صعوبة سحب جثث قتلاه بالقصير

 

قالت قناة "العربية" انه وصلها تسجيلا صوتيا بين عنصرين من حزب الله يُظهر ارتباك ميليشيات حزب الله وعدم مقدرتهم على سحب جثث قتلاهم وذلك لجهلهم بجغرافيا القصير.
ويأتي التسجيل ليثبت من جديد صدق كلام وتصريحات الجيش الحر في مدينة القصير من حيث أنه لا يزال يسيطر على القصير، وفي الوقت ذاته يوضح تفاصيل الحرب النفسية التي حاول النظام ممارستها بعرض مقاطع فيديو على شاشة التلفزيون السوري تؤكد أن النظام يسيطر على القصير.
وحمص مرة ثانية وثالثة وعاشرة، والقصير مرة أخرى تتعرض لحرب إبادة بحسب شهود عيان من داخل القصير، ومع وصول عدد القتلى إلى 41 ودفع حزب الله بقواته التي دعمها وعززها ومن عدة محاور بتغطية جوية كاملة من طائرات النظام تصبح سيطرة الجيش الحر إلى الآن على القصير أشبه بمعجزة لا يملك أحد أن يفسّرها.
ويقول مصدر من الجيش الحر لـ"العربية نت" إنهم إلى الآن لم يسمحوا لقوات النظام ورجال حزب الله بالدخول إلى القصير، كما أنهم قاموا بعطب دبابتين وقتل العديد منهم، ويأتي التسجيل الصوتي الذي ذكرناه سابقاً ليؤكد كلام المصدر.
لماذا القصير؟
وأما لماذا القصير فإنه – وبحسب نشطاء على الأرض وشهود عيان وخبراء بجغرافيا المنطقة – فإن القصير هي عقبة أمام الشريط الساحلي الذي يحاول النظام أن يسيطر عليها بالكامل في إطار خطته الإعلامية التي تهدف للإيحاء بأنه يعتزم إقامة الدولة العلوية، إذ إن القصير جغرافياً تقع على الطريق ما بين دمشق والساحل السوري، ودون السيطرة عليها لن يكون هناك امتداد علوي متصل.
ويأتي هذا في ظل دعايات النظام ومحاولته جاهداً بث الروح الطائفية من خلال إشعار الأكثرية السُّنية بأن الهدف هو إقامة دولة علوية غرب العاصي، في حين أنه يقوم بتخويف طائفته من بشاعة انتقام السنة منهم، خصوصاً أن المجازر التي ارتكبها الشبيحة تحت اسم طائفي ينبئ بأنه يريد توريطهم أكثر فأكثر.
وبحسب الصحافي اللبناني أسعد بشارة فإن حزب الله يعتبرها معركته المصيرية كما قال لـ"العربية"، ويبدو ذلك واضحاً من الحشود الضخمة التي دخلت سوريا من لبنان خلال الأيام الماضية.
وأضاف أن نصر الأسد في القصير سوف يعطيه ويعطي موقفه في حال قيام المؤتمر الدولي المزمع عقده في الفترة القادمة من أجل سوريا، قوة أكثر من حيث قدرته على السيطرة على الأرض.
كما يبدو أن حزب الله يعتبر معركته مصيرية من رسائل الهواتف التي يرسلها إلى جماهيره في الضاحية الجنوبية في محاولة على ما يبدو لإقناعهم بضرورة هذه الحرب التي دخلها والتي سيدفعون هم وأولادهم ثمناً لها، وتقول الرسائل المرسلة: "ادعوا لنا.. لن تُسبى زينب مرتين"، كما سحب القوات من الجنوب والبقاع والهرمل، وتم منع المتفرغين من العودة إلى بيوتهم وإبقاؤهم في أماكن فرزهم.
ولعل جبهة القصير التي تحوي أقوى التشكيلات المقاتلة على جبهة حمص والقضاء على تلك الجبهة من أهم أولويات النظام والحزب حالياً.
سماء القصير تمطر
تبدو سماء القصير وكأنها تمطر بغزارة شديدة، مع استبدال مياه المطر بالقذائف والبراميل المتفجرة التي تتساقط بلا توقف، وتحاول قوات حزب الله التوغل من أربع جهات وهي: الحيدرية وتنونة إضافة إلى جوسية وسقرجة وأبوحوري، كما يحاول الشبيحة ورجالات النظام الدخول من ابل والبويضة الربيعة.
وتبقى الأحوال الإنسانية في القصير في شدة السوء من حيث عدم قدرة المشافي الميدانية على استيعاب الجرحى الذين يصلون، ونقص في كل ما هو ضروري لاستمرار الحياة، وتأتي شدة القصف وعدم توقفه وإمطار المدينة بالقذائف ليجعل من الحركة مستحيلة ومنقطعة بشكل كامل.
 
Exit mobile version