مذهب يستمد حياته من الغباء والعناد

          أو ( مقالة إنتصار الرعونة على العقلانية )

لا نفع من مقاربة هذه الملة بالمعروف ، لا نفع ! ولا نفع من إعطائي الوعود لمن طلبنها ، سيدتي وسيدة القوافي ،أعتذر لكما أنني لا أستطيع أن أكف عن قصف هذه المواقع بكل أشكال الأسلحة المتاحة  وحتى النفس الأخير فهم لا يعينوني على أنفسهم ولا على نفسي، ليس ببعض التحسن حتى !  

ويبدو أنّ منطق الرعونة والتخلف وفرض الذات على الغير بالقوة تحت حجة وضع الناس كل الناس تحت الوصاية كونهم غير موالين، هذا المنطق الأرعن قد إنتصر على الخطاب العقلاني والمتجرد عن مسميات الدين والمذهب مما أقلع عنه الشرق والغرب منذ قرون ! اليوم أنت لا تستطيع أن تستمتع بموقع من مواقع التواصل الإجتماعي من دون أن يكدر خاطرك ويحرق مذهبك بعض هؤلاء الزبالات البشرية وهم يحقنونك بجرعة من الأدعية والأذكار الموضوعة والذكريات التي تخص معتقدهم هم فقط وتتسبب بدفن بريدك تحت ركام الدعاء المبتدع والخشوع المصطنع، في حين لا تستطيع أنت أن تفعل مثلهم فلا رزانة عقلك تسمح لك ولا هم سيتقبلونها منك إن فعلت ، اليوم المجال مفتوح لهم كي يبثوا سمومهم بالإستفادة من هذه الخدمة العالمية التي إبتدعها الإستكبار العالمي وامتطاها الإستحمار الرافضي كما لو كان أهلاً لها ، كما لو كانت خلقت له هو لا غيره ! السموم تصلك على مدار الساعة، كما لو كان حبلاً سريّاً سايبرياً يمتد من حاسبة واحدهم ليدخل في إست الموقع ويشرع ببث حقنته الشرجية تلك لتصل لأوردة آلاف ألاف البشر رغماً عن أنف صاحب الموقع و أنوف قرائه ! الرعونة تتقدم فيما العقلانية تتراجع فكل ما بملكنا أن نفعله كي (لا نرى القرد ولا القرد يرانا ) هو أن نحجبهم عن الظهور وإلا فهي سجالات طويلة وعقيمة لن ينتج عنها أي تحسن في تفكيرهم وسلوكياتهم بل ستسمم يومنا المحترق أصلاً وتعجل بإنغلاقنا النهائي على أنفسنا، عين ما يرتجونه كي تخلو لهم الساحة .

يعتاش هذا المذهب الشيطاني (المتسربل بكل ثوب لتغطية قبحه) عيشة رمّيّة على ثيمتين رئيسيتين كعلف حيواني بشري يديم الحياة ويمنع دخول ضوء الشمس لعقول الأتباع : الغباء والعناد . وأنت لا تجد ملة تفخر بإصرارها على الخطأ بقدر ما هي هذه الملة فاعلة دوماً . يتباهى واحدهم أنه لا يغير رأيه، لم يغيره، ولن يغيره مهما أتيت به من دلائل وإثباتات، لم و لن و ما ولا بنوعيها (النافية والناهية)…إلخ من حروف النفي والنهي، حتى ( نهي) الهندية تلك !  يقول برتراند راسل ” مشكلة العالم هي أنّ الحمقى والمتعصبين هم واثقون من أنفسهم دوماً بينما الحكماء من الناس ملؤهم الشك “. ومصيبتنا نحن هي أنّ هؤلاء لم يتثقفوا إلا على منبع واحد للحكمة كما يرونها من زاويتهم القاصرة : كطفل لم يعرف سوى حليب العلب من نوعية واحدة فهو يلفظ أي حليب آخر تبثه بفمه مهما كان مفيداً ومغذياً ، وهي قد لا تكون حكمة أصلاً لسببين رئيسيين: الأول هو أن صاحب المنبع بشر مثلنا لا يتفوق على غيره بشيء إلا بقدر ما يتفوق عليه هو الآخر غيره من الحكماء والفلاسفة والمفكرين : إحص مقولات علي واقسمها على عدد مقولات فيلسوف منهم واضرب الناتج في مائة بالمائة: وسترى كم هو متواضع تراثه من الحكمة . وثانيهما هو أنّ غالبية الأقوال المنسوبة له هي لغيره بما في ذلك القصائد والحكم والألغاز التي إبتدعها مهووس منهم وأعقبه مهاويس ! لم يتركوا قصيدة إلا ونسبوها إليه، ولا مقولة إلا ومسحوا إسم قائلها وأحلوا إسم علي محله ! كنا قد حكينا عن نائب ضابط نسب مقولة نابليون لعلي من دون تعديل فقال وقتها لصديقي ( كان ألله في عونك على الإمتحان الذي أنت بصدده ، كما قال الإمام علي: أهون عليّ أن أدخل ساحة معركة ولا أدخل قاعة إمتحان ) ! ربما كان لقريش مجمع إمتحاني ودورات توفل عند مضارب بني عبس ونحن لا نعرف ! آخر مراهقاتهم السمجة هذه في عصر المعلوماتية الإلكترونية هذا كانت تحوير العبارة تلك المنسوبة لعمر بن عبد العزيز (وهي رواية هزيلة لا يتقبلها العقل التحليلي من أصلها ، أنه أمر عمال الزكاة في عهده بنثر الحنطة والشعير على رءوس الجبال لتشبع منها الطيور والوحوش كون لا أحد كان بحاجتها من فرط الإكتفاء ! تصوروا!!؟؟ يرسل العمال ليتسلقوا الجبال كي يتخلصوا من أرزاق لا أحد بحالها !كما لو كانت النسور والصقور تتغذى على الحنطة ؟  كما لو كان لديهم سمتيات ترفع أكياس الحنطة وتتولى نثرها من فوق القمم؟ كما لو كانت بلاد المسلمين هي جبال القفقاس وسلاسل روكي و الأبلاشيان ؟ ومتى سمعنا ببشر يقنعون بما لديهم و يعزفون عن إستلام المزيد والمزيد من مزيد المزيد من العطايا؟ وهل الحل هو بنثرها على قمم إيفرست ومونتبلانك أم بزراعتها من جديد كما هو شرع الله في خليقته، أو إعطائها لربع نيلسن مانديلا وكيم إيل الأثول جونك بونك لعلهم يهتدون لدين سمح يفكر بهم رغم أنهم وثنيون للعظم !!) .. ومع كون عمر بن عبد العزيز هو من المَرضي عنهم عند الشيعة فقد مسحوا إسم الخليفة الراشد الخامس هذا الذي أعاد الحقوق من خزائن بني أمية لأصحابها، مسحوه من نص البوست وأحلوا إسم علي محله كما هو دأبهم: لم تشفع لعمر بن عبد العزيز كل حسناته وعدله واعتداله ! كما فعلوا مع أبي حنيفة النعمان والشافعي الذين دافعا عن أئمة آل البيت في وقتهما ودفع واحدهما حياته وحريته ثمناً لمواقفه كما يقولون لكن ذلك لم يقلل من عداوة الشيعة العراقيين وغير العراقيين لهما ولم يفلح بزرع ذرة إحترام وتقدير لهما في قلوب القوم هؤلاء من ألبو بغضاء وألبو حقداء . المطلوب هو إلغاء الذاكرة من كل ذكر لغير علي و إحلال إسمه فوق كل صرح وإنجاز، وأنت لن تجد اليوم سوى إسم هذا الشخص على ألسنة زعاطيطهم ومراهقيهم وبالغيهم مع كل سؤال توجهه لهم:

من اكتشف البنسلين: أليكساندر بن أبي طالب.

من فتح الأندلس: طارق بن أبي طالب.

من إكتشف الماء الثقيل؟ هارولد بن أبي طالب.

من ميّز مني الرجال عن زلال البيض؟ شرلوك بن أبي طالب.

من عرف تفسير العرجون دوناً عن غيره؟ محمد بن أبي طالب.

من فتح بلاد فارس وأسقط كسرى في بركة الوحل ؟ سعد بن أبي طالب.

من أول من ألان له الله تعالى الحديد؟ داود بن أبي طالب.

من حرر بيت المقدس من الصليبيين ؟ يوسف بن أبي طالب.

مَن مِن الخلفاء الراشدين تلقب بالفاروق؟ عمر بن أبي طالب.

من أكثر الأنبياء صبراً على الإبتلاءات؟ أيوب بن أبي طالب.

من هو أول إنسان خلقه الله تعالى ؟ آدم بن أبي طالب.

من كليم الله ؟ موسى بن أبي طالب .

من خليل الله ؟ إبراهيم بن أبي طالب .

إلى آخره من هلوسات العشق الممنوع من الصرف هذا !

إلام يعزو علماء النفس هذه الظاهرة الجماعية التي تجعل ملة مليونية تعاني من غيرة قاتلة وحسد مريع وعلى مدى التاريخ ومن كل علم من الأعلام ، في كل مرة يعاينون فيها مقولة تنسب الفخر لشخص غير إمامهم المتوفي منذ ثلاثة عشر قرن من الزمان ؟ لماذا لا تجد فرقة مسيحية أو يهودية أو بيزنطية  تفعل ذلك بتراث غيرها: كاثوليك أم بروتستانت، مورمن أم آميش أو شهود يهوه ؟ الموضوع متعلق بخطف القدرة على التحليل وتعطيل وحدة الحساب والمنطق وقرصنة العقل بنمط التربية منذ الصغر وقبل تشكل تلافيف الدماغ ! الموضوع متعلق بأسلوب تعظيم شخصية علي وبنيه وأحفاده ومرافقيه إلى ما فوق رب العالمين ب(ﭘﭑيتين) كما يقال .  الموضوع مرتبط على الأغلب بلزوجة الهريسة وتأثيراتها على تلافيف الدماغ من حيث الإستعصاء ومُعامل الشرْيَسَة ! فكل فضل ينبغي أن يعزى إليه وكل ثواب إنما هو متوقع منه لا من غيره! لا بل وأنّ شخصاً منقرضاً لا أحد يعرف عنه شيئاً سوى إسمه: حجر بن عديّ، قد أصبح نبياً برأس البشرية : قبره لديهم يفوق مكانة قبة الصخرة ، ورفاته هو قدس الأقداس العاشر بعد المائة! إن نبشَ أحدهم قبره فقد إستلب شرف الأمة وانكشفت سوءتها مما يستحق إعلان النفير والخوض بالدم السوري للركب ! وهو مَن هو في حقيقته التي لا يعلمها إلا الله الذي لا يزكي الأنفس سواه ؟ أيّة غزوة شارك بها؟ ما فضله على خالد بن الوليد والبراء بن عازب و حذيفة بن اليمان وبقية الصحابة من أهل الرضوان؟ ما حقيقة موقفه من الإنتماء للرسول وإتباعه ، والحديث يقول في أمثاله ممن (تحودهم ) الملائكة كشوارد الإبل وتبعدهم عن الحوض يوم القيامة فيما النبي يهتف: أصحابي ،أصحابي : “إنك لا تعلم ماذا أحدثوا من بعدك “!؟

إنه نمط مستعار من أنماط المحبة متأسّس على عبارة مأثورة كانت تقال كما كانت تُنَفّذْ فعلياً” بأبي أنت  وأمّي يا رسول الله”، فهل لهذه العبارة مكان اليوم بحق أشخاص كحجر بن عديّ وغيره؟ من يستحق البكاء والنواح بالله عليك؟ أبوك وأخوك وعراقك وضحايا العراق الذين لا تتوقف العدادات عن إحصائهم أم شخص إسمه (حجر بن عديّ) يريدون منك أن تهتف له ( بأبي أنت ورجل خالتي يا صحابيّ رسول الله)!؟ من الأبقى والأدعى بالتعاطف والنصرة: الحيّ أم الميّت؟

إنّ نقض موروثات المذهب الجعفري والتحزب العلوي ( اللذين تم ضفرهما بعبارة واحدة هي التشيع) من روايات وحكايات وسوالف السعلوة التي لا يصدقها إلا الأطفال إنما هو كامن في صلب ومتن العبارة التالية أدناه نفسها، فهذه مقولة واحدة من مقولات علي بن أبي طالب تقف لوحدها ضد كل الموروث الشيعي وتنسفه نسفاً، وأعني بها مقولة ” المسافة بين الحق والباطل هي بقدر أربعة أصابع”، يعنون بها ما بين العين والأذن، أي بين المعاينة الوجاهية التي لا لبس بها ، والسماع أو تناقل الأخبار من وزن ( قال فلان ومن ثم قال عنه إبنه فلتان وهكذا) ! فوفق هذه المقولة نفسها يمكن ، بل يجب، نسف كل الموروث الشيعي، سواء ما بدا منه صحيحاً معافى، وما بدا بهزال العنزة الجرباء من مقولات لا تتفق مع أحداث التاريخ ولا مع السنة و القرآن ولا مع المنطق والعقل حتى . مَن مِن الشيعة هؤلاء رأى حجر بن عدي كي يصدق أنه صحابي مناصر لعلي بن أبي طالب فيدافع عنه دفاع المستميت اليوم ؟ من شق عن صدره وقرأ حقيقة معتقده ليزكيه ويفرضه علينا كما لو كان أشرف المهاجرين وخير الأنصار ؟ من سمع الحسين يهتف ويحكي مع جيش الأمويين قبل مصرعه كل تلك العبارات التي تشعرك أن أحدهم كان يحمل جهاز تسجيل وثق كل نصوص المقتل تلك كي تصبح مسرحية إلزامية كل سنة يتم بثها على الأثير كما لو كانت حقيقة فعلاً ؟ من حضر مواقف علي وهو يتفوه بتلك الحكم والأشعار المنسوبة إليه بما يملأ الكتب؟ من شهده وهو يحل تلك الألغاز عن 28 بعيراً تركها أب لا يجيد الحساب لأولاده الثلاثة فحار بها الناس كيف يقسمونها عليهم حتى تدخل أبا الحسنين وسلفهم بعيراً من بعرانه لحين إتمام القسمة ومن ثم عاد البعير سالماً غانماً يطرد في البادية ، ولسان حاله يقول” حلّيناهه وربّ الكعبة “؟!

لا شيء مما يقولونه صحيح: وليس هذا مجرد رأي من جانبي فهو مدعوم بنفس مقولة علي بن أبي طالب أعلاه والتي إنقلبت عليهم من دون أن يدركوا ذلك . مقولته نفسها تخاطبهم هكذا: “لا تصدقوا ما تسمعونه عني طالما لم تشاهدوه بأعينكم “، ومع هذا فهم مصرون على حمل الراية هذه إلى يوم الدين بمنتهى العناد الذي يرونه مبدئية وإخلاصاً .. فهناك طقوس تجتهد لإدامة الزخم .. هناك مواسم توزع فيها الهريسة والقيمة والشرابت مجاناً في بيئات مبتلاة بالفقر المدقع والجهل التام والمرض المستشري لذا فهي ( تخرب وتتكهرب عالبلوشي) ! وحده الفقير المعدم يلطم ويسير مئات الأميال في المواسم، لا الغني ولا السياسي ولا رجل الدين يفعل ذلك! هناك مكتبات ومنظمات ودور نشر تعمل جاهدة ليل نهار لتأليف الكراسات وتحشيد الجهود في المواقع والصفحات بقصد تمرير الأكاذيب وتحريف الحقائق، تمتد على الخارطة من قم إلى لندن إلى ديربورن إلى ألبرتا إلى بومباي ومن ثم عودةً إلى قم .. وهذه هي نفس آلية وزارة الحقيقة برواية جورج أورويل .. مينيتروو ( Minitru) والتي هي وزارة أكاذيب في حقيقتها فهي تعمل على تحريف الحقائق وقلب الأخبار على مدار الساعة بحيث تمجد الطاغية وحزبه بخلاف الحقيقة لتحيل هزائم جيشه إلى إنتصارات مكذوبة، وتنكس راية خصومه للقعر الموحل حتى لو كانت إنتصارات على الأرض يعرفها العالم كله .هل إنتبه العالم من قبل إلى حقيقة أنّ ما إبتدعه أورويل وتنبأ به في روايته ” 1984″ إنما هو موجود أصلاً ضمن عمل هذه الفرقة الباطنية التي ستقود العالم للمواجهة النهائية بفعل إصرارها على تحدي قوانين الطبيعة من خلال منطق مجافي للمنطق يطالبك بمنح الزبالين وكتاب العرائض ونواب الضباط وبائعي المسابح والخواتم حقهم الطبيعي بتولي حكم البلاد ! وكله من خلال التحالف مع تجار الحروب وقوى الإستعمار في أبعد زوايا الأرض لتنفيذ هلوسات هذه الفرقة الضالة المضلة حتى لو كان ثمن الإتفاق هو تقديم المنطقة هذه بخيراتها وتاريخها وشعوبها على طبق من فضة لعصابات قوامها شركات أسلحة وأعتدة وتجهيز مرتزقة من وزن بلاك ووتر وبقية فرسان مالطا ثمناً لعونهم في تحقيق مخططاتهم، كما فعلوا في مؤامرة إحتلال العراق عام 2003 ، ولا زالوا يفعلون ؟

حادثتان حركتا هذه المقالة وأثارتا أعصابي: أولاهما بريد وصلني من أحدهم ولا علاقة لي به حتى لكنه عضو برابطة تسمى ( أنا عراقي) كنت قد إستجبت لطلب إنضمام من جانبهم قبل مدة، طالبني بريده بالصوم في هذه الأيام وترديد الأدعية الفلانية نقلاً عن (الباقر) فتناوشته تناوش الذئب للخراف! الموضوع قبل أن يكون مقتاً مني للرموز الطائفية هذه إنما هو إصرار على عدم خرق خصوصيتي وتلويث صفحتي بشعارات متخلفة . وأنت إن كنت عراقياً كما هو عنوان الرابطة تلك فاترك هويتك الجعفرية في بيتك أو خلف ظهرك وعاملني كعراقي فحسب لا كشيعي ولا كمسلم حتى فالإسلام الذي أتى به أهل العمائم أصبح من أكره الأمور لقلبي . والعراقية هي هوية تتحمل أن أكون أحد ثلاثة : غير مسلم أو مسلماً ملتزماً أو مسلماً غير ملتزم (بعد أن كفرت بالقيم بفعل جرائم جماعتك وسكوت ملاليك عن الحق كأي شيطان أخرس) ! أنت إن كنت عراقياً فعاملني كمسيحي أو كيزيدي أو كصابئي أو كملحد حتى ، ألا تقولون أنكم تحترمون حقوق الأقليات هذه ؟ ألا تعلم أنه كما أنّ أبغض الحلال عند الله الطلاق فإنّ أبغض البوستات لعباد الله و لكل عاقل هي بوستات السبام؟ باقرك عندي سبام وجعفرك سبام وغديرك سبام وعاشوراؤك سبام في سبام ! إن كنت ترضى أن أتحفك بذكرى مولد أبي هريرة وذكرى وفاة خالد بن الوليد ومقولات عمر بن الخطاب فعندها قد أرضى أن نتبادل هكذا بريد . مارس اللطم بعيداً عني فآذاني تتحمل ديسيبيلات الهارد روك ولكنها لا تتقبل نشيج بكاء التماسيح ! صم بعيداً عني فأنا من صوّام رمضان لا غيره و لست من متعشقي بخر الأفواه وخلوف أفواه الصائمين أصلاً ! إبكِ في عاشوراء بعيداً عني فأنا يكفيني حصتي من الدموع كل يوم على ضحايا يعدلون ألفَ ألفِ باقر وعلى بلد يُؤيني كان إسمه العراق قبل أن تجعلوه مزبلة العالم ومستقر شذاذ الآفاق ! أترك لي فسحتي فهناك في الغرب المتحضر حيث تقيم الديمقراطية التي وردتموها لنا وحيث تتواجد قصور معمّميك وفيلّات سياسييك من أهل النزاهة لا يسمح لك أي غربي منهم أن تتقرب منه لما دون مسافة المتر ، يحسبون حساب أنفاسك وتماسّاتك المقصودة وغير المقصودة  فهل تعلمت ذلك كما تعلمت أن تطبق مبدأ الأكثرية علينا ! أنا لا أتحمل أن يبث أحد لبريدي أو لأذنيّ أية أمور مما يعتقد مثلك أنها  صحيحة وهي بنظري أكاذيب وترّهات أهلكت العباد وأضاعت البلاد .. لا أتحمل أن ينطق أحد أسماءاً بغيضة وتعني الدم والقتل كالباقر ، والله شنو ( بقر بطن العلم بقراً) !! خوش تنكه!!  يمكنني أن أتحمل سماع أية سيمفونية من خارج تفضيلاتي حتى لو كانت من عصر الباروك ولكنني لا أتحمل سماع واحدٍ فحسب من هذه الألقاب التي أصبحت بمثابة (هبل واللات والعزى )عندي ففيها تتجسم كل الجرائم التي تحصل منذ عشرة سنين وفاقت مقاتل الحروب الثلاثة السابقة بكثير كونها لم تحظ بإنكار ولا بتكفير بل أن الجرائم تلك ترتكب تحت رايات وشعارات تحمل هذه الألقاب بالذات .

والحادثة الأخرى كانت مناقشة جرت على موقع من مواقع الطبخ وأنا أراقب سير النقاشات فيها . أنت قد تعرف إنتماء البعض من المشاركين ( مذهبياً ) بحكم الأسماء والعشائر لكن خلافاً للكل ممن يبدون مندمجين بتزكية الأطباق أو إبداء التحفظ عليها فقد تطوعت إحداهن للإفصاح عن هويتها الشيعية من خلال مناداتها بحرمة تناول المأكولات البحرية ! تصورتها من الناصرية أو العمارة ، تصورتها من ريف الموصل أو قرى كركوك وديالى فهناك تتوقع أن تجد من لا يستسيغ جراد البحر والإربيان أو المحار ( وإن كان من المستحيل أن تجد من يحرّمونه من باب الشريعة ) لكن تبين أنها مقيمة في بريطانيا !! أخذت أراقب سجالات بين المشاركة تلك وبعض الأعضاء وهالني أن أرى دكتاتورية نسوية جعفرية أقبح من دكتاتورية الرجال من أرباب البيوت أو الساسة أو العساكر، فهذه إمرأة من ربات الحجال وممن هن في الخصام غير مبينات بوصف القرآن الكريم ، تفتي من ذاتها بتحريم نعمة من نعم الله وترد على أحد المعارضين بأنها لن تتراجع عن تحريم طعام البحر هذا دينياً ومذهبياً . أما (مذهبياً ) هذه فقد فهمناها ، وليست بالغريبة أن تتبع مذهباً يحرم ويحلل كما تفعل بقية المذاهب، لكن (دينياً) تلك تبدو أشبه بالهرطقة والإفتراء على الله إضافة لإحتقار حرية الغير واختياراتهم وفق الذوق أو وفق المذهب المقابل . معروف أنها تتبع فتوى شيعية بحرمة السمك الذي يخلو جلده من الأصداف( لسمك الجرّي أو الكات فش بالذات) ،لكن هل أن صفحات الطبخ والنفخ هذه معدة لنشر الثقافة والمتعة والفائدة والتواصل أم هي لنشر فتاوى تحريم الجرّي وتحليل الفسنجون ! وأنا أكاد أن أجزم أنك لو تعقبت سيرة هذه المرأة البيتية وما قبل الزواج  لوجدتها لا تتحرج من دس أي شيء عديم الصدف بفمها لكنها تتحرج من سمك الجرّي بالذات ، فهي مسألة إنتقائية إذن ، يعني كما يقول المثل  (حب واعلس أو إكره واعلس) ! فعلاً عجيب أمور غريب قضية . لم تتوقف النقاشات عند هذا الحد فقد أعقبتها بتساؤل لا محل له من الإعراب. قالت في معرض الحديث عن عمان: ولماذا لا تجد حسينية أو تسمع أذاناً في عمان على طريقة أهل البيت؟ هل تدركون عمّ أحكي؟ هذه متعصبة تطالب الأردن أن يقيموا معابد شيعية في عاصمتهم وهم سنة بالكامل ! هل تعرفون الآن لماذا يركلون مؤخرات العراقيين في الأردن ؟ من أثر هكذا عقليات زنخة ! ليس في إيران كلها مسجد واحد للسنة و لا يحرك هذا أيّ سواكن في نفس هذه السايكوباثية التافهة  فجلّ مرادها هو صبغ الأردن بالبنتلايت الرافضي ، رغماً عن أنوف أهل البلد، كي ترتاح دودتها الشريطية وتهمد .. تريدها مزبلة أخرى كما فعلت ببغداد وبقية أنحاء العراق فهي تشعر بالغيرة لأن عمان مدينة متميزة لا أخت لها !

متى تتوقف هذه الحمى السعارية ، حمى تصدير الثورة الشيعية وفتاوى تحريم الجرّي والكلاوي وبيض الغنم وتأييد نصر اللات وبشار في ظلمهم وإجرامهم والتباكي على نكرة مكتراة كحمار اليهود و مشتراة بالتومان إسمها (حسن شحاطة) ، أهان الصحابة وأمهات المؤمنين بما لو أهين بمقدار عشره علي وفاطمة لإنقلبت مزاجات ومصارين إيران وذيولها وأهدروا دم المعنيين بذلك؟ كيف يحكم هؤلاء ولأي شريعة يستندون ؟ هل هناك من لقاح  ولو مشتق من داء الكلب بأقل الأحوال لمعالجة المسعورين هؤلاء وردّهم لبعض صوابهم لعلهم يثوبون لرشدهم ويعودون لمهنهم وحرفهم التي يتقنونها أباً عن جد ، وهي تخصصهم الوحيد ،بما ينفعهم وينفع البلد ؟ متى يتعلم هؤلاء أنّ بضاعتهم بائرة ولا نشتريها بدانق ولو روّجوا لها على نهود عارية ؟ متى يفهمون أن هناك من المسلمين من علاقتهم بمحمد النبي الرسول (ص) ولا علاقة لهم بفاطمة وعائلة فاطمة فهم ليسوا مجبرين أن يعاملوها كما يعاملون أبيها، لا هي سيدة نساء العالمين ولا هي قديسة أو نبيّة  أو حتى (إمامة) ؟ متى يفهمون أننا من أثر جرائمهم وتخلفهم وإنحطاط أخلاقهم كرهنا أئمتهم ونساء أئمتهم وكل ما يتعلق بهم و بهن من مأكل ومشرب ومزرب ؟ متى يتوقفون عن التصرف كببغاوات تبقبق ليل نهار مكررة نفس الكليشة الغبية إياها : قال الخمس وحكى الغدير وقال آل البيت وطبخت نساء آل البيت ؟ متى يفهمون أنه لو كان في معتقدهم شيء صحيح لتراكضت إليه الأمم ولأخذ به الغرب والشرق وما كانوا ليتركوه لهم أبداً: أهل القمل والبراغيث هؤلاء ؟ ولكان قاد لتحسين معيشتهم وتفوقهم على الخلق من أفارقة وصينيين وكوريين وغربيين لو كان فيه بعض الحق والنفع؟ متى يفهمون أنّ ما يفعلونه ويصرّون عليه هو الغباء معجوناً بالعناد لا غير ، لا علاقة له بالسماء ولا أصول له من السنة والكتاب ؟

لسنا بقصد سرد رواية هنا  فالرواية تحدّث نفسها بنفسها كبرامجيات الإنترنيت، هناك خارج أسوار المنطقة في عراق اليوم بعد عشرة سنوات من حكم بقايا المغول هؤلاء: شباب يذهبون للسوق فلا يعودون أبداً ،لكن كل البكاء الذي تردده قنواتهم هو على مخطوفين قوامهم شرطة وجيش طائفيين يقودان الإعتقالات والقتل والتعذيب .. مشاوير تسوّق تنتهي بعودة العائلة للبيت بنصف التعداد فالنصف الثاني بين قتيل قضى نحبه ومتشظي ينتظر موت الحياة أو حياة الموت إن نجا عقبها وكله من فعل إيران راعية التشيع الأولى ومن فعل ذيولها من عصائب وعصابات وفيلق قدس ومليشيات.. أعزاء يغادرون البلد لمجمل عمر مقبل سيحرقونه في بلد آخر غير بلدهم وسط أناس ليسوا بأهاليهم كذا تنتهي المشاوير .. أحداث حياتية تسير عكس الإتجاه كما لو كان كابوساً وقحاً لا يذعن لصوت المنبّه ، وتخلَف ضارب الأطناب على كل مرفق من مرافق الحياة .. سياسة ما هي بالسياسة فمن يمثلونها هم ساسة خيل لا أكثر وهي سياسة لا تمتلك أدنى درجات الكياسة .. خيرات منهوبة على مدار الساعة وجرائم ينجو أصحابها دوماً بالغنائم  كما في قصص اللصوص الظرفاء ، لكنهم ليسوا بالظرفاء ،لا هم ولا حماياتهم الإجرامية ، ولا عجب في كل ذلك فهي الديمقراطية الخائبة التي لم تفلح بمنع السرقات تلك من مبتداها ولا أفلحت بمعاقبة السرّاق أو إستعادة ما تم نهبه في منتهاها .. وجوه غير مرحمنة ولا ردد الفاعل البسملة وقت اعتلى من قبل ولادتها فهي أشبه بوجوه باعة النفط تحتل شاشاتنا كل مساء وتعايننا بعيون قحباوية و بكل صلافة كما لو كنا نحن اللصوص لا هم، كما لو كانت نساؤنا هن الزانيات لا تينك المصطفات جنبهم يجتهدن ليخفين ظلمة العهر والشبق تحت سواد العباءات .. دين لا يشبه أي دين على أي كوكب، ورجال دين لا رجولة لديهم ولا أثر للدين تحت عباءاتهم .. أخبار تعرف من فورك أنها تحكي عن العراق لا غيره بدون أن تعاين الشاشة، تعرفها من كثرة عشرات القتلى ومئات الجرحى ومن تخبط الحكومة وأجهزتها الأمنية في كل مرة ، وتعرفها من كثرة المقبوض عليهم كل ساعة في حين أنّ القتولات والخطف والتفجيرات والكواتم في ازدياد جنوني بما لا يدع مجالاً للشك أنهم يلقون القبض على الأبرياء ويتركون المجرمين يتمتعون بعبارة ( إذهبوا فأنتم الطلقاء)! لكن تلك قالها رسول نبي وهذه يكررها مالكي غبي ،وتلك كانت بوابة عفو لوقف نزيف الدم أطلقها لأصحاب أصل كريم  بينما هذه تفعل المفعول بالعكس فهي تسهيل أمور للمجرم الأثيم ولكل متصل بالنسب اللئيم ! مرحباً بكم في عراق السقوط  عراق أحزاب إيران ومن تحالف معها !

عذراً سيدتاي إن أنا عرقبت هذه المرة، العتب على من لا يعين نفسه ولو ببعض الشيء من الجهد ! دعوها تتجحفل مع بقية تقصيراتي في زمن إخلاف الوعود هذا حتى يأذن الله بما على البال ! 

كتابات (ابو الحق)

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث