الثورة والدولة في سوريا : من صنف واحد

By Published On: 3 نوفمبر، 2013

شارك الموضوع:

العناد الذي يبديه كل من الاطراف المتحاربه في سوريا طبيعي طالما ان مسئولي تلك الاطراف يجلسون براحة تحت ( المبردات ) في الصيف ..( والمدافىء) في الشتاء .. وكل طرف يدعي ان قتاله لمصلحة سوريا ..  ومصلحة الشعب السوري ..

 

فالنظام المجرم الذي يستخدم كل انواع الاسلحة المحرمة منها و ( غير المحرمه) يدعي انه يحارب الارهاب .. والفئات التي تتلقى كل مقومات قتالها من الدول التي تؤيدها تدعي انها تريد الحرية للشعب السوري .. واغلب الظن ان تلك الفئات التي يتجاوز عددها الان اكثر من خمسة واربعين فئة كل منها يقاتل على هواه .. سوف يحكم سوريا عند تحريرها دون شعب .. فالشعب السوري تشرد في اركان الارض الاربعه .. واغلب الظن عند انتصارهم سوف يحكمون الهواء .. عوضا عن تصفية بعضهم البعض .. ولو كنت مكان النظام لتركت الساحة لهم .. ففي النهاية لن يبقى في سوريا سوى الخراب الذي نراه ونلمسه في كل يوم يمر ..ولن يجد المنتصر منهما غير اكوام من البيوت المهدمة والبنية التحتية التي دمرت والسلاح الذي استنزف والاطفال الذين يكبرون وهم يحملون الحقد الدفين للمتحاربين ..

 

وسوريا التي كانت جنة الدنيا .. والشعب السوري الحي الذي يجدد نفسه لن يجد سوى الخراب اذا ما عاد لوطنه ثانية .. سواء حكمها هذا او ذاك .. وكل ذلك يجري تحت نظر هذا العالم وبصره .. فعناد المتقاتلين في سوريا ليس نابعا من عندياتهم .. ولكنه نابع من المواقف الدولية التي تؤيد هذا الطرف او ذاك .. مما يعني ان المتقاتلين العوبة في ايدي الاطراف الدولية .. وليس لهم في ذلك مصلحة الا الموت … والضحية دائما .. هو الشعب السوري .

 

ولا نريد ان نلقي اللوم على هذا الطرف او ذاك .. فعند اندلاع الثورة السورية أملنا خيرا .. ولكن ذلك الخير انقلب على رؤوس الشعب السوري بفعل التدخلات الخارجيه ..

 

هذه فئة تقول انها مسلمه .. وتلك فئة سلفيه .. وفئة اخرى تريد دولة مدنيه .. ورابعة تؤيد النظام .. واخرى تريد عودة سوريا الى ( هذا العالم ) حتى لو حكمها الشيطان .. وحرائر سوريا يهربن باطفالهن الى لا مكان .. فلا دولة تقبلهن وان قبلتهن فليس لهن الا الفتات بعد ان كن في منازلهن سيدات مجتمع وامهات فاضلات غدون يعملن كنادلات او خادمات او جليسات اطفال هذا ان وجدن  عملا .. والكثيرات منهن لا يدرين ما حدث لازواجهن او اولادهن الذين بقوا هناك سواء كانوا مع هذا الطرف او ذاك .. اليست هذه مهزلة ؟

 

في سوريا نظام مجرم لا شك في ذلك .. ولكن الطرف الاخر لا يقل اجراما عن النظام .. وعنادهما سويا لن يحل المشكلة .. ودعوات بعض المسلمين في المساجد لهم بالنصر لا تجدي نفعا .. فلا يسمع الله دعاء فيه القتل والدماء .. وفيه الخراب والدمار .. ولقد دعونا على الاسرائيليين في المساجد والتكايا سنوات طوالا ولكن ( دولتهم) كان تزداد قوه .. ولم يزل الدعاء قائما .. واسرائيل ما زالت تزداد قوه .. ومن سخريات القدر اننا دعونا ( لمرسي ) فاذا الرجل مقيد بالاغلال .. وكأنما ندعو له بالموت البطىء .

 

سوريا في محنة نعم .. ولا حل في سوريا سوى الحوار .. والعناد لا يجدي نفعا .. وقد يشتمني هذا وذاك معا .. ولكن الشتيمة ايضا مثل ( الدعاء) لا تجدي .. وهي حجة العاجز . واني اقول لكليهما ما قاله الشاعر : كناطح صخرة يوما ليوهنها .. فلم يضرها واوهى قرنه الوعل . ولا ينطبق هذا القول على احدهما فقط .. ولكنه على كليهما ..

ارحموا سوريا يرحمكم الله ان فعلتم .. اما ان ظللتم كما انتم .. فلن تجدوا سوريا .. وأسأل الله ان لا يحقق هذه الامنيه .. فسوريا زهرة الدنيا .. وليس لهذه الدنيا طعم او رائحة زكية دون سوريا .. واني لواثق ان الشعب السوري مثل طائر الفينيق .. يجدد نفسه كلما قرب على الموت .. فينهض من كبوته لكي يطعم فراخه ..

 

وليد رباح – نيوجرسي

شارك هذا الموضوع

Leave A Comment