العراق المحتل من المجد إلى اللحد

By Published On: 8 يناير، 2014

شارك الموضوع:

وطن _ ليكن شعارنا الجديد أحفاد الحسين الأبرار يجاهدون في الأنبار العراق المحتل من المجد إلى اللحد

لقد زهقنا من تعليق المالكي فشل حكومته بشكل عام وفي المجال الأمني خصوصا، ـ الذي كان يعده المنجز اليتيم لحكومته الفاشلة ـ برقبة الظلاميين والتكفيريين والسلفيين والبعثيين. تعترينا الدهشة من حكومة لديها أكثر من مليون عنصر في الجيش والشرطة ورجال الأمن وقوات سوات وعناصر المليشيات الإرهابية وأفواج من المخبريين السريين، وهي تقف ضعيفة عاجزة عن محاربة تنظيمات لا يتجاوز عدد عناصرها بضعة آلاف عنصر على لسان مسؤولي الحكومة نفسها. مع هذا بيد تلك الجماعات القوة الراجحة والمبادأة والمباغتة والفعاليات الحربية الناجحة. وإذا كان المالكي يعتبر هذه التنظيمات إرهابية وطائفية وتكفيرية وظلامية فأنها في حقيقة الأمر لا تخنلف عن قطعانه المسلحة وميليشياته الظلامية في تلك الأوصاف. بمعنى الإرهاب الحكومي يقاتل الإرهاب غير الحكومي وكلاهما سيان. كما قال الشاعر بشر بن أبي عوانة العبدي:

تلك العصا من هذه العصيه… هل تلد الحية غير الحيه

بصراحة أكثر ان تصرفات المالكي وقواته الطائفية هي التي تغذي الإرهاب وتعزز مكانته عند الأطراف المعارضة لسياسته الرعناء الفاشلة. فلكل فعل ردٌ فعل يعادله ويعاكسه في الإتجاه. عندما تمرٌ مثلا قافلة عسكرية على الطريق السريع في الأنبار وتفتح نيران أسلحتها على منازل الفلوجة بلا سبب أو مبرر! فهذا إرهاب دولة، وعندما تقصف دبابات ومدافع (جيش حزب الدعوة) الثقيلة بيوت أهل الفلوجة بشكل عشوائي وتكون الحصلة مئات الشهداء والجرحى، فإن هذا العدوان إرهاب دولة ويستتبعه ردٌ فعل مقابل بنفس القوة أو أكثر، والبادئ أظلم.

وليس من المنطق والإنصاف أن يعد الإرهاب الحكومي حسنة، وتوزع تهم الإرهاب بشكل كيفي حسب الإنتماء المذهبي والأهواء الإيرانية. عندما يصرح نائب في البرلمان العراقي بأن حسن نصر الله كذاب فإنه يُعامل كإرهابي، وعندما ينتقد نائب التدخل الايراني في العراقي يعتبر إرهابي! لكن عندما يظهر زعيم حزب الله واثق البطاط ويهدد أهل الأنبار بالموت، ويقذف صواريخ ايرانية الصنع على السعودية ويعتدي بعدوانين صاروخيين على معسكر اللاجئين الإيرانيين في ليبرتي، ويستخف بالحكومة ويعلق مستهزءا على مذكرة إلقاء القبض عليه بقوله” دعهم ينقعونها ويشربون مائها”، فهو ليس إرهابي! بل صرح مصدر في القضاء العراقي بأنه لا توجد تهمة ضد البطاط! ومن جهىة أخرى يدعون بأنه تم إلقاء القبض عليه! ربما أودع في فندق الرشيد كإقامة جبرية لتهدئة الشارع مثل أبو درع وغيره!

وعندما يهدد رئيس وزراء جودي المالكي  أهل السنة ببحار من الدماء لا يعتبر إرهابي؟ وعندما تهجم قوات سوات الشيعية على متظاهريين سلميين في الحويجة لا تزيد أسلحتهم عن نسخ من القرآن وسجادات صلاة فقط! فتلك القوات لا تعتبر إرهابية بل مكافحة للإرهاب.

عندما يتظاهر أهل الأنبار بطريقة سلمية، وفقا للدستور مطالبين بحقوق أقرها الدستور الفتنة نفسه، يعتبرهم المالكي أولا فقاعة، وكشفت الأحداث بأنها إعصار وليس فقاعة! من ثم يهددهم بقوله” إذا لن ينتهوا يُنهوا”. من ثم ينكر كلامه ويدعي إن مطالبهم مشروعة! وينقلب على نفسه مدعيا بأنهم ارهابيين ومن تنظيم القاعدة، ويعدل لسانه الأعوج مرة أخرى واعدا بزيارة الأنبار وتلبية طلباتهم! وما لبث أن هددهم بعدها بقوله” بيننا بحار من الدم”. وهذه أول مرة يصدق فيها المالكي فقد بدأ نهرا وسيصبح بحرا من الدماء كما أراد له أن يكون ونحن على أعتاب سنة جديدة. وأخيرا من كربلاء المتفرسة قلبا وقالبا وعد شيوخ (هز يا وز) بإنهاء الإعتصامات السلمية دون أن يفكر بالعواقب التي قد تنجم عن تهوره ورعونيته. رجل لا يملك من الرجولة إلا ما بين ساقيه، ولا يملك من القيادة إلا الإسم. تحيط به جمهرة من الأمعيين والجهلة لا تملك من الحكمة والحنكة بقدر ما يحمله مجنون. وصدق من قال شبيه الشيء منجذبا إليه.

عميل خسيس لا يرى إلا بنظارة الخامنئي، ولا يسمع إلا بسماعة الروحاني، ولا يتفوه إلا بلسان سليماني، ومع هذا يتهم اهل السنة بتنفيذ اجندة خارجية. يقصد بها السعودية وتركيا وأضاف لها قطر مؤخرا. حسنا سنجري مقارنة بسيطة نحاول أن نستشف منها تأثير الطرفين الإيراني من جهة، والثلاثي(تركيا والسعودية وقطر) من جهة أخرى لنصل إلى الحقيقة. مع ملاحظة الفرق المهول الذي سيتوضح لاحقا.

تستذكرون الجرذ الجامعي(عباس حكمت فرمان) الأستاذ الطائفي معاون عميد كلية القانون لشؤون الإدارة، الذي ضمن اسئله مادته الإمتحانية لنصف السنة السؤال السخيف التالي: قام المدعو عمر بقتل شقيقته عائشة لتلبسها عارية في الفراش مع عشيقها متلبسين بالزنا. فقتلهما في الحال! فما هو الحكم القانوني؟ سؤال واضح المعنى خبيث المرمى أثار الطلاب من اهل السنة، لكنه أراح بتشفي الطلاب الشيعة. وبعد الضجة التي أثارها هذا الأستاذ الجاهل، إستنفرت إيران عملائها وحذرت فوراً حكومة المالكي من المساس بالإستاذ السافل! كإنه إيراني وليس عراقي، وأعطته اللجوء السياسي بنفس اليوم!

وعندما قام مجموعة من عملاء إيران (ستة عناصر) بتفجيرات إرهابية في مدينة الصدر والتي راح ضحيتها المئات من أهلنا الأبرياء وإنكشف أمرهم بعد إلقاء القبض عليهم وإعترافهم بإنهم يرتبطون بالنظام الإيراني، إلتزم مقتدى الصدر الصمت بعد تحذير الجنرال سليماني، وتم من خلال السفارة الإيرانية في بغداد تهريبهم إلى إيران بالتنسيق مع وزارة الداخلية العراقية، وأسدل الستار على الجريمة ونام قضاء مدحت المذموم نوم هاديء. وعندما قام المعلم الأمعي ثائر الدراجي خلال الإحتفال بمولد الإمام العسكري بشتم أم المؤمنين عائشة وعمر الفاروق أمام ضريح أبو حنيفة النعمان في منطقة الأعظمية ـ بتحد لم يحصل في العراق منذ الإحتلال الصفوي ـ تحت حماية من الجيش والشرطة! حذرت إيران الحكومة العراقية من مغبة القبض عليه، وتم إرساله إلى السفارة الإيرانية ومنها إلى إيران. وعندما قصف الخبل واثق البطاط زعيم حزب الشيطان السعودية بصواريخ إيرانية الصنع، وهددها بالمزيد إذا تمادت بدعم الأعمال الإرهابية في العراق وهو سيد الأرهاب. ذكر قضاء مدحت المذموم بأنه لا يوجد جرم على البطاط ولم تصدر مذكرة إلقاء القبض عليه، نافيا ما ذكره رئيس الوزراء وبيان وزارة الداخلية بشأن مذكر قضائية ضده.

الزعامة والرموز السياسية والدينية في العراق

وفي الشهور الأولى من إعتصامات الأنبار ذكر نظام الملالي في إيران بأنه مستعد لإرسال قوات من الحرس الثوري للعراق في حال طلب المالكي لمساعدته في ضرب الأنباريين وإنهاء الإعتصامات!  بتأريخ 5/1/2014 أعلن نائب رئيس الأركان الإيراني الجنرال محمد حجازي بأن بلاده مستعدة لمساعدة العراق عسكريا في قتاله ضد مسلحي تنظيم القاعدة” إذا طلب العراقيون ذلك فسوف نزودهم بالعتاد والمشورة ولكنهم ليسوا بحاجة إلى جنود”. وعلق على المعلومات  حول طلب العراق الدعم العسكري من إيران وأميركا لتنفيذ عمليات عسكرية، ذكر “لست على اطلاع على هذا الموضوع ولكن على أي حال لو طلب العراق الدعم من إيران، فإنها سترحب بالتاكيد”. ومع هذا يتحدثون بلا حياء عن السيادة.

في المغامرة الأخيرة بفض الإعتصامات في الأنبار لأغراض إنتخابية بعد أن فقد حزب الدعوه بريقه الزائف وظهر جوهره الصدأ، تلقى المالكي ضربات موجعة لم يحسب لها حساب، فقرر سحب الجيش من الأنبار بقوله ” لتتفرغ القوات المسلحة لادامة زخم عملياتها في ملاحقة اوكار القاعدة في صحراء الانبار ولينصرف الجيش الى مهمته مسلما ادارة المدن بيد الشرطة المحلية والاتحادية”. وتبين ان الأوامر جاءته من إيران بوثيقة نشرتها المواقع(موقع وجهات نظر). ثم ما لبت أن تغيير إتجاه البوصلة فأعاد قوات الجيش بصحبة قوات معززة من فيلق القدس والميليشيات الشيعية. وبسبب تطور الأوضاع في الأنبار بشكل خطير وإستقالة عدد من النواب، هرع النجيفي رئيس ما يسمى بمجلس الذئاب الى نظيره لاريجاني رئيس مجلس الشوري الاسلامي ليشحذ الوساطة الإيرانية ” للمساعدة في تسوية المشاكل في المحافظة”. ويحدثونك عن السيادة! رئيس برلمان عراقي يعجز عن التوسط في حل أزمة داخلية فيطلب المساعدة من إيران. ربما لأنه يعرف بأن حكومة المالكي إيرانية صرفة، لذا فلا حرج ان يكون البرلمان متفرسا  طالما إن نصف النواب بجنسيات وأهواء إيرانية.

لنقارن الوضع بتركيا والسعودية وقطر. هل سمع أحدا بيان أو شجب أو تنديد رسمي من قبل هذه الدول حول تورط المالكي في الأنبار؟ الجواب: كلاّ!

هل خرجت تظاهرات شعبية في هذه الدول أو غيرها لنصرة أهل الأنبار؟ الجواب: كلا!

هل هددت حكومات هذه الدول حكومة المالكي من مغبة عدوانه على شعبه من أهل السنة؟ الجواب: كلا!

هل دفعت هذه الدول ميليشيات ومرتزقة بأغطية عراقية لدعم الثوار في الأنبار. الجواب: كلا!

هل غطت وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية أخبار الثوار في الأنبار؟ الجواب: كلا!

هل قدمت هذه الدول إقتراحا بالتوسط لحل الأزمة كما فعلت إيران؟ الجواب: كلا!

هل صرح أي مسؤول من هذه الدول تصريحا رسميا عن ثورة الأنبار إيجابيا أو سلبيا؟ الجوال: كلا! هل طلب رئيس البرلمان العراقي النجيفي المساعدة لحل الأزمة من إيران أم من تركيا والسعودية وقطر؟ ولماذا لم يطلبها من هذه الدول أو الجامعة العربية أومنظمة المؤتمر الإسلامي أو الأمم المتحدة؟

ماذا تستشف من هذه المقارنة؟ من العامل المؤثر فعلا في العراق والذي يُسير دفة الحكم فيه؟ هل هي إيران أن تلك الدول؟

أرجو أن لا يفهم من كلامنا بأنه دفاع عن هذه الدول الضعيفة التي تخشى المارد الإيراني ولا تتصرف إلا بموافقة البيت الأبيض.، فهذه الدول أثمت سابقا بحق العراق عندما إنطلقت منها قوى الشر لتدمير العراق. وأثمت بحق الشعب العراقي عندما سحبت أيديها من أهل السنة وجعلتهم لقمة سائغة في أفواه ملالي إيران الشرهة. منذ عشر سنوات يعاني أهل السنة الأمرين من حكومة المالكي الطائفية، فما فعلت تلك الدول غير تصريحات يتيمة لا تزيد عن اصابع اليد الواحدة.

هذه السعودية التي فتحت أبوابها أمام شيعة العراق خلال صفحة الغدر والخيانة، قد أغفلت أبوابها قفلين ورمت بالمفاتيح في بئر زمزم أمام أهل السنة!

هذه هي السعودية أكبر دولة عربية والحامي لأهل السنة كما تدعي، وهذا موقفها من أهل السنة في العراق. بل إن أعتى المجرمين في العراق وزير الدفاع وكالة سعدون الدليمي يحمل الجنسية السعودية. ولم تسقطها عنه مع كل جرائمه!

لم نسمع سوى تغريدة صغيرة لا تنسجم مع حجم ثورة الأنبار من قبل الشيخ العريفي حفظه الله وعلى موقعه الشخصي وليس تصريحا أو بيانا. إنها نفثة ظلم جافة، وقطرة غيظ عابرة في بحر من الظلم، لا هي تروي غليلا ولا هي تشفي عليلا.

علي الكاش

كاتب ومفكر عراقي

ليس في فلسطين بل في العراق.. “شاهد” قنص المتظاهرين العراقيين مثل “العصافير” وفي وضح النهار

 

شارك هذا الموضوع

Leave A Comment