وطن _ تكشف رسائل مسربة من صديقة بشار الأسد هديل العلي ، المصادر التي يعتمد عليها رئيس النظام في بناء معلوماته عن الدولة والمجتمع وكيفية إدارة الأزمة في سوريا سياسياً واقتصادياً وأمنياً منذ اندلاع الثورة السورية في آذار عام 2011.
وبعد أن حصلت “أورينت نيوز” على كامل الرسائل المسربة، تكشف إحدى رسائل صديقة بشار الأسد هديل العلي الصديقة الغرامية والحميمية من الأسد منذ أيام الدراسة الجامعية، مدى تقرّب تلك الفتاة من “الرئيس الصديق” حيث أظهرت إحدى رسائلها بتاريخ 19 تشرين الأول/ أكتوبر بداية التقرب منه عبر رسائل البريد الإلكتروني وكان قد أطلق على نفسه اسماً حركياً “سام”.
وكتبت هديل في تلك الرسالة أنها دائماً تشعر بأنها بحالة جيدة حين رؤيته، ووصفته بالشخص الإيجابي وبأنه قائد عظيم وصديق جميل في نفس الوقت، وقد أرسلت له صورة تظهر فيها زوجته مع أحد أطفاله وسألته “هل هذا هو طفلك حافظ الذي في الصورة؟”.
والملفت في رسائل “هديل” هو التحول “النوعي” والسريع في طبيعة علاقتها مع الأسد، حيث تؤكد “رسالة” في بريد الوارد للإيميل الخاص لبشار الأسد تحولها إلى مستشارة أمنية تتلخص مهمتها بجمع معلومات عن شخصيات يمكن أن ترشح لمناصب أو مهمات أمنية أو إدارية جديدة وشخصيات يمكن أن تتعرض للمراقبة الأمنية، حيث أوردت في الرسالة بتاريخ 25 تشرين الأول /أكتوبر عام 2011 معلومات أمنية تفصيلية عن أسماء البعثيين الفاعلين في محافظة إدلب، وكذلك ورد في رسالة أخرى أسماء إعلاميين سوريين ومديري مؤسسات إعلامية.
ولا يمكن معرفة طبيعة وحقيقة العلاقة التي تجمع الأسد بـ “هديل” حيث يقبل منها الإطراء في وقت تمر به البلاد بثورة ضد حكمه، وتظهر إحدى الرسائل تلبيتها لطلب سابق من الأسد تقدم فيه عرضاً موجزاً عن فوائد أحد أنواع المكسرات “الكاجو”، ثم ترسل له في 11 تشرين الثاني عام 2011 ملخصاً عن خطاب زعيم حزب الله الشيعي في لبنان حسن نصر الله تضمن “النقاط الاساسية التي تتعلق بسوريا والمنطقة”.
توضح طبيعة الرسائل “المسربة”، التي تناولتها السلسلة الوثائقية “عالم بشار الأسد السري” وتعرضها شاشة “أورينت نيوز” استهتار بشار الأسد بكل أجهزة الدولة ومؤسساتها واعتماده بشكل كامل على علاقاته الشخصية مع بعض الرجال والنساء المقربين منه والذين لا يتمتعون بأي صفة رسمية في الدولة، كما تظهر الرسائل عدم أهلية بشار الأسد الأخلاقية لحكم سوريا، وطبيعتة غير السوية والتي لاتليق برئيس دولة، شعوره بالأهمية ووولعه بانجذاب النساء إليه، وما يصبغُ هذه الشخصية من نازع متضخم للتملك والسيطرة والتعلق بالغرائز.