خبراء الإعلام يفتحون النار على الوزيرة المصرية بعد اتفاق التليفزيون و mbc
حالة من الجدل الواسع أثيرت أمس عقب إعلان التليفزيون عن اتفاقه مع قناة mbc مصر، لوجود تعاون بينهما من خلال الإنتاج البرامجى، حيث تعرضت وزيرة الإعلام دكتورة درية شرف الدين وعصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون لهجوم عنيف من خبراء الإعلام والإعلاميين أيضا، حيث اعتبروا هذا الاتفاق ضوء أخضر لقناة mbc يسمح لها بالعبث فى تاريخ التليفزيون وتراثه.
من جانبه، أكد دكتور محمود علم الدين لـ”اليوم السابع” أن اتفاقية التليفزيون مع قناة mbc مصر يشوبها الجدل، وإذا كان رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون عصام الأمير عبر عن استيائه من قبل، بعدما صرح المرشح الرئاسى المشير عبد الفتاح السيسى بأن حالة ماسبيرو حاليا محبطة فما فعله عصام الأمير بعد الاتفاق مع mbc محبط أكثر، وسيؤثر بالسلب على قيمة التليفزيون.
وأضاف “علم الدين” أن قناة mbc مصر قناة ناشئة وفى بدايتها ولا نعلم هويتها حتى الآن بعدما تولى أحد القيادات الإعلامية المصرية رئاستها، مشيرا إلى أنه حتى الآن لم يقوم أحد بشرح بنود الاتفاق، وتساءل “ما الفائدة العائدة على التليفزيون من وراء هذا التعاقد”، فنحن نحتاج لعدة عوامل للنهوض بالتليفزيون من جديد، أهمها تطوير المورد البشرى وضخ الأموال والاستعانة بعقول ناضجة ولا أظن أن قناة mbc مصر تتمتع بهذه العوامل التى تجعلنا نبرم اتفاقا معها، قائلا “اللى يتعاون مع حد لازم يكون أقوى منه”.
أما عن خوف الإعلاميين والخبراء على مكتبة التليفزيون من هذا الاتفاق، قال علم الدين “مكتبة التليفزيون خط أحمر وأمن قومى ويجب أن يكون هناك حد للخسائر التى تعرضت لها هذه المكتبة المليئة بالتراث ويكفينا ما نشاهده حاليا من تراثنا على بعض القنوات الفضائية، مثل روتانا وart كما أن قناة mbc هناك جدل حول علاقتها بشركة إبسوس الخاصة بعمل إحصائيات عن نسب المشاهدة، حيث كانت الشركة جعلت القناة فى المركز الأول، وهو ما أثار جدلا وقال إذا كان هناك ضرورة لعقد اتفاق تعاون فكان الأولى أن نتجه للقنوات الخاصة المصرية”.
من جانبه، قال الدكتور سامى عبد العزيز أستاذ الإعلام لـ”اليوم السابع” معلقا على بروتوكول التعاون بين التليفزيون المصرى وشبكة mbc، إن النوايا لا تقرأ وكل المطلوب هو الوضوح حول أبعاد هذه الاتفاقية، وإذا كان فيها مزايا تعلن ويقبلها الرأى العام، وأشار إلى أن العبرة ليست رأى المتخصصين والخبراء ولكنها لصاحب هذا التليفزيون المصرى، وهو المواطن لأنه شريك فى هذا المبنى.
وأضاف لابد من معرفة ما هى العوائد من هذه الاتفاقية، وأن الغموض ليس فى صالح أحد وهو حق شرعى لكل مواطن أن يعرف أبعاد هذا البروتوكول من حيث التوقيت والمقابل الذى سيحصل عليه الطرفان وأيضا حدود هذه الاتفاقية وإطارها الزمنى والمحتويات التى يتم تبادلها وضمان عدم سيطرة أى طرف على التليفزيون المصرى، فالقصة ليست لها علاقة بالسعودية، ولكن بأجندة الطرف الثانى الموقع على الاتفاقية.
وأكد عبد العزيز أن التساؤلات فى الشارع بخصوص هذه الاتفاقية نابع من عدم الوضوح الذى اتسمت به، كما أنه مطلب شرعى ولا أحد يضع قيدا على مسئول طالما أنه يعلن عن خطواته.
وحول مطالبة رئيس الوزراء بالتدخل، قال عبد العزيز إنه من الممكن أن تكون الاتفاقية حجمها أقل مما يتوقعه الناس أو أكثر من ذلك، وبحكم أن وزيرة الإعلام مطالبة بتضامنها مع الحكومة فلا مانع من تدخل المهندس إبراهيم محلب.
وعن التبادل البرامجى بين المؤسستين، قال عبد العزيز “لا مانع من التبادل إذا كان هذا فى صالح التليفزيون المصرى والمواطن ويحقق له دخل ومشاهدة أعلى، بشرط أن تكون المصلحة فى إطار خدمة السياسة المصرية”.
كما قال الدكتور محمد شومان الأستاذ فى الإعلام لـ”اليوم السابع” إن النقاش الدائر حول الاتفاقية لا يعتبر نقاشا حقيقيا، وإنما هو هجوم على اتفاقية غامضة ،وأشار شومان إلى أنه كان من الأجدى للوزيرة أن تقوم ببحث احتياجات ماسبيرو مع الفضائيات المصرية وتبحث عن أفضل شروط يمكن أن تحصل عليها.
وقال الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام بكلية القاهرة، إن الأزمة فى بروتوكول mbc والتليفزيون المصرى تكمن فى المغزى من هذا البروتوكول وأيضا أى جمهور يستهدفه.
وأشار “العالم” إلى أن القائمين على mbc مصر لا يتمتعون بالخبرة الكبيرة
وأضاف “العالم” فى التليفزيون المصرى ماذا يفعل رؤساء القطاعات والقنوات ورؤساء تحرير البرامج ومستشارى الوزيرة، ولماذا لم يضعوا محتوى جيدا، وما موقفهم من هذا البروتوكول، موضحا أن هناك ازدواجية فى المعايير فعلى سبيل المثال محتوى البرامج لدى قنوات mbc لا تصلح فى كثير منها للمجتمع المصرى.
وطرح “العالم” سؤالا لوزيرة الإعلام قائلا “لماذا هذا البروتوكول فى هذا التوقيت، فإذا كانت الوزيرة تبقى لها عدة أسابيع والدستور يلزمها بالسير فى إجراءات تحويل الوزراء لمجلس وطنى للإعلام، وحتى الآن لم تقم إلا بميثاق شرف إعلامى ترفضه الفضائيات”.
واختتم بأى حق تلزم وزيرة الإعلام درية شرف الدين مؤسسة اتحاد الإذاعة والتليفزيون بهذه الاتفاقية، ونحن فى مرحلة انتقالية، وهل تمهد الوزيرة لصفة شخصية لمصلحتها عندما ترحل من منصبها.
وكان اتحاد الإذاعة والتليفزيون أصدر أمس بيانا أعلن فيه عن الاتفاق، وقال فيه “فى إطار توثيق أواصر التعاون المشترك فى قطاع المحتوى الإعلامى، وبرعاية وحضور وزيرة الإعلام د.درية شرف الدين، أبرم “اتحاد الإذاعة والتليفزيون، و”مجموعة MBC” مذكرة تفاهم وتعاون، ومثّل اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصرى فى مراسِم التوقيع عصام الأمير رئيس الاتحاد، وعن “مجموعة MBC” على الحديثى المشرف العام على المجموعة، وحضر مراسم توقيع بروتوكول التعاون إبراهيم العراقى وكيل أول وزارة الإعلام.
ويشمل هذا التعاون العديد من الجوانب الإعلامية، منها الجانب البرامجى، وما يفتحه من بابٍ حول تبادل بعض الـ”فورمات” و”الصِيَغ” البرامجية التى يمتلكها الطرفان من ناحية حقوق الملكية الفكرية، والاستفادة منها والبناء عليها وإنتاجها وبثّها. ويتطرّق التعاون إلى صناعة المسلسلات والأفلام السينمائية، وما يشمله هذا القطاع الضخم من تعاون فى قطاعات فنية وتقنية، وهندسية كثيرة، وتتيح الاتفاقية تفعيل التعاون فى مجال تأهيل الكوادر البشرية وتدريب وتبادل الخبرات والكفاءات.
وتتطرّق الاتفاقية فى جانبها التسويقى إلى التعاون والتنسيق بين الطرفين فى بعض مجالات التسويق الإعلامى والإعلانى المسموع والمرئى، ويتّسع إطار التعاون ليشمل الإعلام الجديد بمنصّاته الإلكترونية، حيث يفسح المجال أمام كل طرفٍ لتقديم المساعدة الفنية للطرف الآخر فى تأسيس وإنشاء وإطلاق المواقع الإلكترونية، وتدعيمها وتحديثها.
وقد أثنت د.درية شرف الدين وزيرة الإعلام، على هذا التعاون، وأكدت على أن تبادل الخبرات الفنية والإعلامية بين الكيانات الكبرى فى مجال الإعلام، سيساهم فى تطوير هذه الصناعة فى العالم العربى ووضعها فى المكانة اللائقة التى تستحقها.
من جانبه، أشار على الحديثى المشرف العام على المجموعة إلى أن هذه الخطوة تندرج ضمن التزام “مجموعة MBC” الراسخ بالسوق المصرية، منذ تأسيس MBC1عام 1991، وقال إن التعاون مع اتحاد الإذاعة والتليفزيون فى مصر دائم ومستمر، وسيتطور بما يُحقق طموحات الجانبين.
وأوضح عصام الأمير، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصرى، أن الاهتمام بتنمية وتطوير صناعة الإعلام والارتقاء بالكوادر البشرية، من أبرز ما يميز مذكرة التعاون الجديدة، والتى من المُنتظر أن تنعكس إيجاباً على المشاهد المصرى والعربى بما ستحققه من إضافة نوعية للمحتوى الإعلامى بأشكاله المختلفة.