من أطفال الحولة إلى أطفال حلب “صمت العالم يقتلنا” وصورة بائع البسكويت تجتاح مواقع التواصل

ضجت صفحات الفضاء الأزرق بصور الطفل مصطفى عرب بائع البسكويت الذي ارتقى إثر قصف قوات الأسد لمدينة حلب ليضاف إلى قائمة لن تنتهي في سوريا أو في حلب.

 

وغيّر العديد من نشطاء التواصل الاجتماعي “بروفايلاتهم” فوضعوا صورة الطفل الشهيد، فيما حملت رسائل أخرى لسان أطفال الحوالة تذكر بالقتل أمس واليوم وإن اختلفت الطرق بين سكاكين أو براميل متفجرة: “من أطفال الحولة بحمص لا تنسونا…. إلى أطفال حلب لقاتل مستمر .. ننادي ضمائركم فصمتكم يقتلنا جميعا أيها الشركاء”.

 

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان فقد قتل حوالى ألفي مدني بينهم أكثر من 500 طفل منذ بداية العام في غارات ينفذها النظام السوري غالبيتها بـ «البراميل المتفجرة» على منطقة حلب في شمال البلاد.

 

وأفاد المرصد بأنه «وثق 1963 شهيداً جراء القصف بالبراميل المتفجرة والطيران الحربي، على مناطق في مدينة حلب وريفها منذ مطلع العام الجاري يتوزعون بين «567 طفلاً دون سن الثامنة عشرة، و283 مواطنة، و1113 رجلاً فوق سن الثامنة عشرة””.

 

وفي تقريرها للعام 2014، حذرت منظمة “سايف ذي تشلدرن” أيضاً من الوضع في سوريا التي حلت في المرتبة 115 والتي أدت الحرب المستعرة فيها إلى هروب 1,4 مليون طفل إلى خارج الحدود السورية، إضافة إلى 690 ألف امرأة، كما أنها تودي بحياة ألف امرأة وطفل شهرياً تقريباً بحسب المنظمة.

 

كما جددت الأمم المتحدة تحذيرها من أن جيلا كاملا من أطفال سوريا مهدد بالضياع، حيث تجاوز عدد المحرومين من التعليم أكثر من مليوني طفل سوري وقالت منظمة خيرية إن الأطفال السوريين ربما هم أكبر ضحايا الصراع في بلدهم مع تعرضهم لإطلاق النار والتعذيب والاغتصاب على مدى عامين من الاضطرابات والحرب.

 

وأضافت منظمة (أنقذوا الأطفال) التي مقرها لندن: “إن مليوني طفل يواجهون سوء التغذية والأمراض والزواج المبكر للفتيات والصدمات النفسية الحادة مما يجعلهم ضحايا أبرياء “.

 

ويشير أحد تقارير المنظمة إلى بحث جديد أجري بين اللاجئين السوريين في تركيا وجد أن واحدا من بين كل ثلاثة أطفال قال إنه تعرض للضرب أو أطلق الرصاص عليه”.

 

ويعيد استشهاد الطفل أوجه المعاناة والموت اليومي لأطفال سوريا فكتب البدوي الأحمر قائلا على صفحته الزرقاء :”مصطفى عرب …أنا لم أضع صورة لأي شهيد مكان صورة البروفايل .. لأنني أعتقد أنه قد لا أستحق أن أضع هذه الصورة وأنه ليس من حقي .. حتى صورة ابن خالتي الشهيد، لكن صورة مصطفى عرب (بائع البسكويت) وضعت نفسها.. كنت أفكر طوال اليوم أنه رحل وهو جائع.. كنت أفكر بأهله أمه وإخوته ينتظرونه بعد يوم عمل طويل .. كنت أفكر بصديقه الذي كان يجوب معه شوارع حلب ليجني ماتيسر ليطعم إخوته .. كنت أفكر بعدالة السماء .. لقد أغرقني مصطفى بدمائه .. لم أخجل من ذاتي كما أخجل منها في هذه اللحظات .. لقد كان مصطفى هو يومي المرير .. .. قل لله إننا نحن العار نحن الساقطون فكرياً وأخلاقياً .. نحن الجبناء .. قل لله ما تشاء يا مصطفى.. لكن أقسم بذي العزة والجلالة إن آلام إخوتك وآلام العوز والفقر والتشرد وأوجاع أمك تعادل آلام كل من رحلوا في قلبي…هنيئاً لك يا مصطفى رحيلك المبكر عن هذه الغابة الموحشة.. هنيئاً لك يا ولدي .. مصطفى لا تسامحنا فنحن لا نستحق”. 

 

وبما يؤكد العجز الدولي ويؤكد مصداقية رسالة أبناء الحولة نقلت صحيفة “غارديان” البريطانية في رسالة مشتركة مع 12 منظمة إغاثية دولية غير حكومية، ومن بينها منظمة “أنقذوا الأطفال” ولجنة الإنقاذ الدولية وأطباء العالم في المملكة المتحدة والمجلس النرويجي للاجئين: “إنه بات من الواضح أن قرار مجلس الأمن رقم 2139 فشل في تحقيق هدف إدخال مساعدات لملايين السوريين”.

 

 

محمد العويد – زمان الوصل

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث