نيويورك تايمز”: إدارة أوباما تحذر إسرائيل من الدخول في حرب برية مع “غزة”
قالتْ صحيفة “نيويورك تايمز” – الأمريكية – بإنَّه بينما تتصاعد حدة القتال ما بين الدولة الفلسطينية والكيان الصهيوني ، فإنَّ إدارة الرئيس الأمريكي “باراك أوباما” كشفت علنًا عن موقفها المدافع عن حق إسرائيل في الرد علي القصف الصاروخي الذي تستهدفها به حماس بشن عملية “الجرف الصامد” علي قطاع غزة ، في الوقت الذي تُحذر فيه “واشنطن” “إسرائيل” علي “نطاق ضيق” من الدخول في حرب برية علي الأراضي الفلسطينية.
ونقلتْ “الصحيفة” عن “روبرت دانين” ،الزميل البارز بمجلس العلاقات الخارجية ، والمسؤول رفيع المستوي بوازرة الخارجية الأمريكية سابقًا قوله :” إنَّ كل المُعطيات تشير إلي أنَّ “نتنياهو” ملتزم بضبط النفس ، ويمارس سياسة التصعيد التدرجي ، بالفعل ، هو متردد في إرسال قوات برية … فهو يخضع لضغط هائل من قبل البعض في إسرائيل ممن يعتقدون بإنَّه لا يملك القوة الكافية ، ويأملون رؤيته يشن هجومًا بريًا علي قطاع غزة ومن ثمَّة محو حماس من علي الوجود”.
وكتب “ديفيد بولاك”، زميل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ” بينما طالب السيسي بوقف اطلاق النار ، دخلت حكومته في علاقات متوترة مع “حماس” مما سيجعل الجهود المصرية للتوسط للوصول إلي اتفاق أكثر صعوبة من الماضي”.
ورأتْ “الصحيفة الأمريكية ” أنَّ تصاعد الصراع يُشكل تحديًا لإدارة أوباما فلم يمر سوي شهرين علي جهودها من أجل مواصلة محادثات السلام في الشرق الأوسط لتبؤ بالفشل، مشيرةً إلي قول وزير الخارجية الأمريكي “جون كيري” بإنَّه يتعين وقف عملية السلام ، وذكرت أَّنه بالإضافة إلي المحادثة التي أجراها “كيري” مع رئيس الوزراء الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو” ، التقي ” فيليب جوردن”، المسؤول البارز في “مجلس الأمن القومي الأمريكي” في إسرائيل بالمسؤولين الفلسطينين والإسرائيلين ورأتْ ” النيويورك تايمز ” أنَّه بالرغم من تلك الجهود يبدو أنَّ إسرائيل مستعدة لشن هجوم بري محتمل ؛ إلاَّ أنَّ نتنياهو يبدو عليه التردد لاتخاذ مثل تلك الخطوة.
وذكرت ” النيويورك تايمز ” أنَّ “كيري” خلال اتصاله التليفوني الثالث لليوم الرابع علي التوالي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي من الصين لم يطالبه صراحًة (أي كيري ) باستبعاد خيار شن حرب برية علي غزة في حال فشلت الهجمات الجوية الإسرائيلية في وقف الصواريخ التي تطلقها “حماس” علي الكيان الصهيوني ؛ ولكن بدلًا من ذلك قال مسؤولون أمريكيون بإنَّ مضمون رسالة “كيري” أنَّ الولايات المتحدة ستحاول مساعدة إسرائيل لبلوغ هدفها في وقف الصواريخ التي تطلقها “حركة المقاومة الإسلامية” ؛ ولكن دون شن هجومًا بريًا.
وقالتْ ” الصحيفة ” بإنَّ “جين بساكي” ، المتحدثة باسم الإدارة الأمريكية ، استطاعت تلخيص رسالة حكومة أوباما بقولها:” لا يمكن تصور أية بلد يمكن لها أنْ تقف “مكتوفة الأيدي” في الوقت الذي تستهدفها صواريخ منظمة إرهابية ” وأضافتْ “بساكي” مُرددة الرسالة “البيت الأبيض” :” في الوقت نفسه ، في محادثات وزارة الخارجية ، وفي محادثات جميع مسؤولي الإدارة الأمريكية البارزين ، يشجعون كل الأطراف المعنية علي تهدئة الأوضاع ، وبالتأكيد ، لا نريد رؤية سقوط أي ضحايا من المدنيين .”
ورأتْ ” النيويورك تايمز ” بأنَّ المساعدة علي وقف الهجمات الصاروخية التي تشنها “حماس” والتي استخدمت فيها أسلحة طويلة المدي بإمكانها الوصول إلي تل أبيب يُمثل تحديًا كبيرًا لواشنطن ؛ إذْ طالبت “حركة المقاومة الإسلامية” باطلاق سراح نشطائها كما طالبت بفتح المعابر الحدودية مع مصر علَّه يُخفف من عُزلتها الاقتصادية .
وأعزتْ “الصحيفة” تفاقم الصعوبات إلي حقيقة افتقاد الولايات المتحدة لأي اتصال مع “حماس” ،ومن هنا فليس أمامها الآن سوي التواصل مع الدول العربية لتحقيق ما تطمح إليه.
واعتبرتْ ” النيويورك تايمز” أنَّ السبب الحقيقي وراء نجاح “هليري كلينتون” خلال أيامها الأخيرة في منصبها بوصفها وزيرة للخارجية في وقف اطلاق النار بين إسرائيل وحماس خلال جولتها المكوكية التي قامت بها؛إلي جهود الرئيس الإخواني”مرسي”، والذي كان علي صلة وثيقة بحركة “حماس” . ومن هذا المنطق استبعدتْ “الصحيفة” نجاح الجهود الأمريكية بعد أنَّ أطاح السيسي به من سُدة الحكم، وقام باستهداف أنفاق التهريب التابعة “لحماس” .مشيرةً إلي أنَّه لم يهرع إلي فتح المعابر الحدودية مع غزة منذ بداية الهجوم .
وقالتْ ” الصحيفة الأمريكية ” إنَّه لهذا السبب حاول “كيري” التواصل مع الجانب القطري الذي زار أميرها قطاع غزة في 2012 ، وقدم مئات الملايين من الدولارات من المساعدات . وأجري كيري اتصالًا هاتفيًا مع وزير الخارجية القطري خالد بن العطية (الأربعاء) , كما اتصل ببان كي مون ،الأمين العام للأمم المتحدة ، ويعتزم الحديث مع الرئيس الفلسطيني “عباس أبو مازن” الذي يسعي إلي تشكيل حكومة وفاق وطني توحد قطاع غزة والضفة الغربية وأشارتْ إلي أنَّ “عباس” كان قد أدان الهجمات الإسرائيلية علي القطاع؛إلاَّ أنَّه تجاهل الحديث عن الهجمات الصاروخية التي تشنها “حماس” علي تل أبيب .