فوكس: ثلاثة أرقام تفسر لماذا سيكون من الصعب جدًّا تدمير داعش
شارك الموضوع:
بعد أن أعلن الرئيس أوباما خطته لتدمير الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، صرح مسؤول أمريكي ممن شاركوا في التخطيط للحرب لصحيفة الواشنطن بوست بأن المهمة “أكثر صعوبة من أي شيء حاولنا القيام به حتى الآن في العراق أو أفغانستان”.
ونظرًا لمدى صعوبة تلك الحروب بالنسبة للولايات المتحدة، فإن هذا التقييم لقوة داعش يعد عاليًا بشكل لا يصدق. وهنا لا بد من التساؤل: ما الذي يجعل من تدمير داعش أمرًا صعبًا جدًا جدًا بالنسبة للولايات المتحدة؟
من الواضح أن هناك عددًا غير قليل من الأشياء التي تجعل الأزمة في العراق وسوريا معقدة. ولكن هناك ثلاث سمات مهمة حقً في أزمة داعش تجعل الأمر معقدًا بشكل خاص، وكلٌّ من هذه السمات يمكن تمثيله برقم معين.
الرقم 20 ألفًا:
تقدر وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية أن قوة داعش القتالية تتكون من 20 ألف مقاتل كحد أدنى. وأعلى التقديرات تشير إلى أن هذا الرقم قد يصل حتى إلى 31500 مقاتل.
وفي يونيو/ حزيران، كانت الوكالة نفسها قد قدرت عدد مقاتلي التنظيم بـ 10 آلاف مقاتل فقط. ولكن، وبعد هجوم داعش في 10 يونيو على شمال العراق، ارتفعت قدرة التنظيم على التجنيد. وعلاوةً على ذلك، استولت المجموعة على معدات عسكرية أمريكية متطورة خلال الهجوم، وهو ما وفر لها ميزة حتى ضد البشمركة الأكراد المدربين تدريبًا جيدًا.
ومقاتلو داعش هؤلاء هم جيدون للغاية من الناحية التكتيكية. قدامى المحاربين في التنظيم خاضوا سنوات من القتال في سوريا والعراق، ولدى داعش قادة مهرة من سلك ضباط الرئيس السابق صدام حسين.
وبمقارنة هذا مع المتمردين السوريين الذين تحاول الولايات المتحدة تسليحهم وتدريبهم، ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية في ديسمبر 2013، أن هناك حوالي ألفًا من الجماعات المتمردة في سوريا، يبلغ مجموع قواتها حوالي 100 ألف جندي. ومع ذلك، شمل هذا الرقم ليس فقط المتمردين الذين يريد أوباما تسليحهم وتدريبهم لمحاربة داعش، ولكن أيضًا داعش نفسها، تنظيم القاعدة في سوريا، وغيرها من الجماعات الجهادية.
وكما تقول مجلة التايمز، فإن آفاق تعبئة جبهة موحدة من المتمردين السوريين للقتال ضد داعش هي كئيبة في أحسن الأحوال. ويقول المحللون الذين يتابعون حركة التمرد إن مفهوم الجيش السوري الحر كقوة موحدة مع هيكل فعلي من القيادة هو أسطورة أو خيال. وفي كثير من الأماكن، وفقًا لما يستنتج محللون آخرون، يبقى هؤلاء المتمردون مشغولين بالقتال ضد الأسد، وليسوا حريصين على توجيه طاقاتهم إلى داعش.
الرقم 56:
حكومة رئيس الوزراء العراقي الجديد حيدر العبادي هي من الشيعة بنسبة 56 في المئة، وهو ما يجعل من حكومته أكثر شيعيةً من أي من حكومات سلفه المخلوع نوري المالكي، والتي كانت نسبة الشيعة فيها وعلى التوالي 52 و 46 في المئة فقط.
وهذا الرقم مهمّ؛ لأن سخط السنة من الحكومة الشيعية في العراق كان إلى حدّ كبير المحرك الأساس لقوة داعش في شمال غرب العراق. وتقوم استراتيجية إدارة أوباما في العراق على فكرة أن الحكومة الحالية سوف تحكم بطريقة طائفية أقل بكثير من المالكي، والذي كان قاسيًا جدًّا على السنة.
وقال أوباما في خطاب 10 سبتمبر: “لقد أصررتُ على أن أي إجراءات إضافية للولايات المتحدة سوف تتوقف على تشكيل العراقيين لحكومة شاملة، وهو ما قاموا به في الأيام الأخيرة”.
ولكن واقع الحكومة العراقية، حتى الآن، يوحي بعكس ذلك. الفنار حداد، وهو خبير في الفجوة بين السُّنة والشيعة في العراق في جامعة سنغافورة الوطنية، قال في رسالة بالبريد الإلكتروني: “تتكون الحكومة الجديدة في معظمها من الإسلاميين الشيعة، والذين قد لا يختلفون مع المالكي بشأن العديد من القضايا الرئيسة”.
وأضاف: “في الواقع، يظهر سجل الحكومة الجديدة أن مسارها قد يكون أكثر تشددًا من المالكي بشأن القضايا الخلافية”.
الرقم 0:
وفقًا لصحيفة واشنطن بوست، فشلت الولايات المتحدة في تدمير أيّ منظمة إرهابية إسلامية كبرى منذ 9/11، وهذا صحيح. بعد أن بدأت بما يسمّى الحرب على الإرهاب، لم تتمكّن الولايات المتحدة من القضاء على مجموعة مسلحة كبيرة واحدة.
والغريب هو أنّ أوباما يريد أن يجعل داعش، وهي واحدة من أقوى هذه المجموعات، أول مجموعة تدمّرها أمريكا خلال هذه الحرب.
ومن الواضح أنّ فشل أمريكا لم يكن بسبب عدم المحاولة، بل لأنّ تدمير المنظمات الإرهابية هو أمر صعب للغاية. هذه المنظمات غالبًا ما تحصل على مستوى معين من الدعم من قبل السكان المحليين، وهو ما يجعل من السهل بالنسبة لمقاتليها الاختباء بين المدنيين وتجنيد مقاتلين جدد. ولدى هذه المجموعات في كثير من الأحيان بيروقراطية، وهياكل قيادة لامركزية، وهو ما يجعل من فقدانها حتى للقادة رفيعي المستوى أمرًا ضئيل الأهمية. داعش قد تكون استثناء هنا، حيث نصبت أبا بكر البغدادي كـ “خليفةٍ”، وهذا أمر مهم جدًّا للمجموعة.
وعلاوةً على ذلك، لدى داعش تاريخ من المرونة. خلال مراحل لاحقة من الحرب على العراق، دمرت الانتفاضة السنية (وتسمى الصحوة) والهجوم الأمريكي آنذاك تنظيم القاعدة في العراق، وحد من عدد أعضائه بنحو 95 في المئة. ولكن، وعلى الرغم من هذه الخسائر، أعادت القاعدة بناء نفسها، وتحوّلت في نهاية المطاف إلى داعش.
كل هذه النقاط تشير إلى أنّ الحملة ضد داعش سوف تستغرق وقتًا طويلًا، وأنه بالإمكان إضعاف وصدّ تقدم التنظيم، إلا أن تدميره هو أمر أشبه بالمستحيل. وعن هذا، قال تشارلز ف الد، وهو جنرال متقاعد في سلاح الجو الأمريكي أشرف على بداية الحرب الجوية في أفغانستان عام 2001: “نحن لن نرى نهاية لهذا في حياتنا”.
فوكس
التقرير