طرد “العريفي” من جامعة الملك سعود

استمرارًا للحرب التي يشنها نظام “آل سعود” الحاكم في بلاد الحرمين الشريفين ضد الشيخ محمد العريفي الداعية السعودي الشهير، لمجرد انتقاده الأخير على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي قطار المشاعر المقدسة، ووصفه إياه بعدم الانضباط في المواعيد خلال موسم الحج هذا العام، كشفت صحيفة “سبق”عن أن الشيخ العريفي تم منعه من التدريس في جامعة الملك سعود، كما تم طرده منها، والتي تعتبر أكبر الجامعات الشرعية بالمملكة.

ونقلت الصحيفة عن مصادر خاصة أن مدير جامعة الملك سعود أصدر قرارًا يقضي بإبعاد وفصل الدكتور محمد العريفي، وذلك بناء على عدة مخالفات صدرت من الشيخ العريفي بالفترة الأخيرة، وهو الأمر الذي عارضته الجامعة” وذلك على حد قول الصحيفة.

وفي وقت سابق كانت مصادر موثوقة قد أكدت لـ”شؤون خليجية” نبأ اعتقال السلطات السعودية للشيخ محمد العريفي، الأستاذ بجامعة الملك سعود وإمام وخطيب مسجد البواردي جنوب الرياض، وأنه تم التحقيق معه داخل سجن الحائر ذي الحراسة المشددة، الذي يقع على بعد 29 كيلومترا إلى الجنوب من وسط الرياض ويعتبر أكبر سجن في السعودية.

كما أكد الإعلامي السعودي محمد العمر في وقت سابق خبر اعتقال “العريفي” حيث كتب تغريدة له عبر حسابه في “تويتر” أنه تم اعتقال العريفي بعد أداء فريضة الحج مساء الأربعاء الماضي بسبب انتقاده لتعطل قطار المشاعر المقدسة.

ورغم نفي بعض أقارب الشيخ العريقي خبر اعتقاله إلا أن الأخبار تواترت على مواقع التواصل الاجتماعي حول صحة خبر اعتقاله، وأن من يقوم بالتغريد على حسابه حاليا الفريق الإعلامي بمكتبه.

وعلمت “شؤون خليجية” من مصادرها أن العريفي يخضع للتحقيق بشأن اتهامات بـ”تكدير الصفو العام” و”الإساءة للجهود العاملة في الحج وكتابة تغريدات كاذبة وغير صحيحة”، و”إثارة المواطنين والإساءة للبلاد”، مما يفسر الهجوم الذي شنه مفتي عام السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ في الجزء الثاني من خطبته أمس، بالجامع الكبير بمنطقة قصر الحكم بالرياض، على المغردين في تويتر، وأن بعضهم يغرد بغير الحقيقة، ووصف المفتي من ينتقد أعمال القائمين في الحج في وسائل التواصل الاجتماعي بأن في قلوبهم مرضا، وأنهم جاحدون للفضائل وسيئو خلق.

جدير بالذكر أن الجهات الأمنية السعودية بدأت منذ فترة في التضييق على عدد من الدعاة والشيوخ غير المحسوبين على النظام السعودي بالمملكة، خاصة الدعاة المنتمين للتيار السروري ولجماعة الإخوان المسلمين وكذلك المتعاطفون معهما، وتمنع إقامة محاضراتهم وندواتهم إضافة إلى منع بعضهم من السفر بسبب انتقادهم لتصرفات النظام السعودي.

كما أن النظام السعودي وبحسب تقارير دولية يعد أحد أكثر الأنظمة القمعية في الدول العربية، حيث تعد ممارسات نظام آل سعود وانتهاكاته لحقوق الإنسان ليست حديثة العهد وإنما كانت تمارس بشكل دائم ومتكرر منذ عشرات السنين ، إلا أن الانتهاكات شهدت مؤخراً تصاعداً واضحاً حيث تخشى السلطات السعودية من أن تطالها موجة ثورات الربيع العربي التي ضربت العديد من البلدان العربية، فضلا عن مواجهتها ضغوطاً أكثر شراسة من المدافعين الحقوقيين لمنعهم من رصد انتهاكات حرية الرأي والتعبير والتظاهر مطالبين برفع القيود التي يتعرض لها المدافعون عن حقوق الإنسان في المملكة والكف عن ممارسة أي شكل من أشكال الترهيب والإفراج عن المعتقلين.

وبحسب مراقبين فإن نظام آل سعود يستغل صمت المنظمات الدولية ذات الاختصاص بحقوق الإنسان لتصعيد حملاته القمعية ضد مواطنيه، الأمر الذي يؤكد مرة أخرى أن هذه المنظمات قد تحولت بالفعل إلى أداة سياسية بيد دول الغرب، تستخدمها متى تشاء ضد الدول الرافضة لهيمنة الولايات المتحدة التي تتشدق بالحديث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير، ما دفع العديد من المفكرين والكتاب الغربيين إلى السخرية من السياسة الأمريكية المفضوحة، والتي يرونها أنها تكيل بمكيالين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى