ديبكا: سلمان في الطريق للعرش ومقرن الحاكم الفعلي والإعلان عن تنحي الملك السعودي أضحى وشيكًا
شارك الموضوع:
وطن- قال موقع “ديبكا” القريب من الاستخبارات العسكرية في إسرائيل إنه من المتوقع الإعلان عن تنحي الملك السعودي المريض عبد الله بن عبد العزيز، ليحل محله ولي العهد الأمير سلمان، مضيفًا أنه نظرًا لأن الأخير مريض بداء الخرف، فسوف يكون ولي العهد المرتقب الأمير مقرن بن عبد العزيز هو الملك الفعلي للبلاد الذي يدير دفه الأمور.
واعتبر الموقع الإسرائيلي أن الملك عبد الله الذي يحتمل إصابته بسرطان الرئة كان مدركا لأبعاد حالته الصحية وانشغل خلال العام الماضي بترتيب قضية التوريث من بعده فعين مقرن وليا لولي العهد رغم اعتراض الكثير من أمراء الأسرة الحاكمة ودفع بنجله الأمير متعب بن عبد الله إلى منصب وزير الحرس الوطني. كذلك منع الملك وصول محمد بن سلمان نجل ولي العهد لمنصب نائب وزير الدفاع- وهو المنصب الذي كان يتوقع أن يكون بالنسبة له بمثابة منصة وثب لمنصب وزير الدفاع حال تعيين والده ملكا خلفا لعبد الله.
إلى نص التقرير..
في نهاية ديسمبر 2014 أدخل الملك السعودي عبد الله 91 عاما للمستشفى لإصابته بمرض في الرئة. قيل إنه تم توصيله بأنابيب أكسجين. كل الدلائل تشير إلى أن حالته الصحية صعبة للغاية. تقول مصادر في الخليج إنه يعاني من سرطان الرئة. وقد وصل للمملكة في الأيام الماضية طاقمان طبيان أمريكيان لرعاية الملك. طاقم متخصص في الرئة والآخر في السرطان.
أظهرت صور التقطت في نهاية مارس الماضي الملك- خلال لقائه الرئيس باراك أوباما الذي أجرى زيارة للرياض- وهو موصول بأنبوب أكسجين. من هنا كان تدهور وضعه الصحي أمرا متوقعا لاسيما مع سنه المتقدم.
مجتهد يكشف تفاصيل اضطراب محمد بن سلمان بعد تنصيب بايدن.. هل يتوسط له أمير قطر؟!
تقول مصادر” ديبكا” في الخليج إن الشائعات بالرياض تذهب إلى أن ولي العهد الأمير سلمان 78 عاما سوف يتم تعيينه ملكا للبلاد، بينما الأمير مقرن 70 عاما سيعين كولي عهد جديد. وتشير التقديرات إلى أن الأمير سلمان الذي يعاني من مرض الخرفdementia، لن يكون بإمكانه تولي مهام منصبه، لذلك فإن مقرن هو الذي سيشغل منصب ملك السعودية فعليا.
الملك الذي كان مدركا لأبعاد وضعه الصحي، والحالة الصحية لولي العهد سلمان، انشغل خلال العام الماضي بترتيب مسألة التوريث، فعين مقرن في مارس 2014 في الموقع رقم 3 في نظام التوريث، رغم الاعتراض على تلك الخطوة من قبل أمراء بعينهم داخل الأسرة المالكة، وكذلك جرى الدفع بنجل الملك الأمير متعب 62 عاما في مايو 2013 من قيادة الحرس الوطني لمنصب وزير الحرس الوطني.
في المقابل أعاق الملك عبد الله تعيين محمد بن سلمان نجل ولي العهد الحالي في منصب نائب وزير الدفاع- وهو المنصب الذي كان يتوقع أن يكون بالنسبة له بمثابة منصة وثب لمنصب وزير الدفاع حال تعيين والده ملكا بدلا من عبد الله.
التقى الأمير متعب نجل الملك عبد الله في 19-11-2014 الرئيس باراك أوباما في البيت الأبيض. فشل اللقاء الذي استغرق 45 دقيقة، والذي كان من المفترض أن يكون بمثابة لقاء تصديق أمريكي-سعودي على الدفع بمتعب لمنصب الملك.
بدا اللقاء وكأنه فرض على الرئيس أوباما. لقاء أوباما والأمير متعب لم يحظ بأصداء واسعة في الإعلام الأمريكي، سواء كان ذلك على خلفية الانشغال بمسائل داخلية أمريكية ( هزيمة الحزب الديمقراطي في الانتخابات النصفية للكونجرس، والإطاحة بوزير الدفاع تشاك هيجيل) وسواء بسبب الاختلافات بين الدولتين في مسائل مختلفة بالمنطقة، بما في ذلك أسعار النفط التي بدأت آنذاك في الانخفاض. لم يخف رجال إدارة أوباما ولم مرة واحدة رغبتهم في الدفع بوزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف لمنصب الملك، لكن الملك عبد الله فرملهم.
تمر المملكة العربية السعودية اليوم بواحدة من الفترات الأكثر تعقيدا وتهديدا لاستقرارها. وتميل عناصر بارزة في النظام السعودي لعرض صورة التهديد الإقليمي الذي يحيط بالمملكة على أنها تهديد إيراني واسع. فهم لا يخشون فقط من تعاظم القوى النووية الإيرانية، ولا يعتمدون على المفاوضات التي تجريها الولايات المتحدة مع إيران في هذا الصدد، بل إنهم يعرضون التهديد الإقليمي الإيراني على المملكة من ناحية قوات سياسية- عسكرية تحركها وتدعمها إيران.
فمن جانب الحوثيون المنتمون لتيار ديني قريب من الشيعة، ومن الشمال – نظام بشار الأسد في سوريا المحسوب على التيار العلوي المقرب دينيا أيضًا من الشيعة، كذلك هناك حزب الله الشيعي في لبنان، ومن الشمال الشرقي داعش التي يتزعمها أبو بكر البغدادي الذي أعلن عن إقامة خلافة إسلامية في محافظة الأنبار بالعراق وفي المناطق التي سيطر عليها شمال شرق سوريا والذي تهدد قواته بغداد وكذلك شمال السعودية.
البغدادي السني يمكن أن يتم إغواؤه بالسيطرة على المدن المقدسة في الإسلام- مكة والمدينة الكائنتان بالسعودية. من وجهة نظر سعودية فإن هذه هي صورة حصار يطوق المملكة. كذلك يمكن أن نضيف إلى ذلك الصراع المرير الذي تقوده المملكة ضد أنصار جماعة الإخوان المسلمين الذين نشطوا داخل السعودية بحرية منذ نحو عقد من الزمان. لكن فقط خلال العامين أو الثلاثة أعوام الماضية، في أعقاب” الربيع العربي” بدأ السعوديون يرون فيهم وفي مندوبهم العملياتي لدى الفلسطينيين- حماس، تهديدا حقيقيا يستوجب تقييد خطواتهم ومطاردتهم.
في المقابل فإن الجبهة الداخلية ليست هادئة، حيث ينجذب شباب سعودي لأيدلوجيات إسلامية متطرفة- جهادية، أبرزها داعش بزعامة البغدادي، وينحازون إليها، بل إن هناك الكثير من هؤﻻء الشبان يفرون لمناطق القتال في سوريا والعراق.
المخاوف السعودية تتطابق مع تلك الموجودة في دول غربية وشرق أوسطية كثيرة. فعندما يعود كل هؤلاء للسعودية فسوف يعملون على إسقاط النظام الملكي. منذ عدة شهور تقود الرياض صراعا مريرا مع تلك العناصر مع حشد المؤسسة الدينية، ومنظومة التعليم والإعلام لإقناع هؤﻻء الشباب بالامتناع عن الانضمام للعناصر الراديكالية- الجهادية، مع تجنيد منظومة القضاء والاستخبارات الداخلية ضدهم.
سوف يذكر التاريخ السعودي عبد الله كمصلح كبير. فبخلاف الإصلاحات التي أدخلها ونهجه الليبرالي في أمور الدين والدولة، والمجتمع والنهوض بمكانة المرأة في عدة مجالات- فإن حقيقية استقالته تشكل تغيرا هاما للغاية في التاريخ السعودي. سابقه الملك فهد الذي أصيب نهاية 1995 بنزيف في المخ، ظل في منصبه كملك رغم عدم أهليته للمنصب. لكن عبد الله تزعم نموذج آخر عندما تحدث وشجع الشفافية بشأن حالته الصحية. التنحي الحالي، إذا ما حدث، فسيكون خطوة أخرى في تلك السياسة التي تتسم بالشفافية.