وول ستريت: 3 أسباب وراء فشل الربيع العربي
شارك الموضوع:
وطن- نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية مقالًا بعنوان “الربيع العربي في 2015″، للباحث آرون ديفيد ميلر، نائب رئيس مركز وودرو ويلسون الدولي للأبحاث؛ يرصد أبرز 3 أسباب تقف وراء فشل الربيع العربي، وأهم 3 دول في المنطقة ينبغي متابعتها في العام الجديد 2015، وهي الرؤية التي يمكن الاستفادة منها لعدم تكرار أخطاء السنوات الأربع الماضية.
ويستند هذا التحليل إلى خبرة تمتد 20 عامًا قضاها “ميلر” بالخارجية الأمريكية؛ حيث عمل مستشارًا في المفاوضات العربية الإسرائيلية لوزراء خارجية الولايات المتحدة، سواء كانوا جمهوريين أو ديمقراطيين، وشارك في الجهود الدبلوماسية التي قامت بها الولايات المتحدة لتقريب وجهات النظر بين سوريا وإسرائيل والأردن والفلسطينيين.
نستعرض في السطور التالية أبرز ما ورد في المقال:
بعد 4 سنوات من الظاهرة التي أُطلِق عليها من باب التفاؤل “الربيع العربي”، يبدو أن التغيرات التي اجتاحت تلك الأراضي أكدت صحة مزحة الروائي والشاعر والناقد الأدبي الأمريكي “روبرت بن وارن” إن التاريخ، مثل الطبيعة، نادرًا ما يقفز، وعندما يفعل ذلك، فإنه عادة ما يقفز إلى الوراء.
وبالتالي بإمكاننا ترشيد كل ما نريده، والقول بأن تعزيز الديمقراطية والحكم الرشيد والمساواة بين الجنسين واحترام حقوق الإنسان يستغرق وقتًا، (استغرق الأمر نصف قرن، وحربًا أهلية، وحركة مضطربة للحقوق المدنية، حتى استطاعت أمريكا مجرد البدء في التوفيق بين ما وعد به إعلان الاستقلال وواقع تصديق دستور الولايات المتحدة على العبودية.
والأحداث في عام 2014 تؤكد أنه عندما يتعلق الأمر بمسائل العرق فلا يزال هناك الكثير من العمل للقيام به في هذا البلد).
ذي أتلانتك: النشطاء العرب استعدوا جيداً لثورات جديدة وتعلموا من فشل الربيع العربي
وفي الأراضي العربية، يبدو أن خطوط الاتجاه تسير في الاتجاه الخاطئ، ذلك أن الربيع العربي بعد مرور 4 سنوات تدهور إلى كارثة، فليبيا، وسوريا، والعراق، واليمن، تواجه درجات متفاوتة من الحرب الأهلية والتمرد والانهيار. ومصر أهم دولة عربية، تبدو اليوم أقل حرية ورخاء مما كانت عليه في عهد حسني مبارك.
فلماذا ساءت الأمور على النحو؟
(1) غياب القيادة:
تفرز الثورات، في بعض الأحيان، قادة أقوياء قادرين على توحيد الدولة و إصلاحها، لكن الربيع العربي لم يفرز زعيمًا واحدًا يمكنه أن يسمو فوق الحزبية الضيقة أو الانتماءات الطائفية ليفكر في مصلحة الأمة ككل، ناهيك عن تأسيس رؤية للتحول.
فيما لا تزال الانقسامات الطائفية والقبلية والإقليمية تسخر من سلطة الدولة، فلا الصحوة العربية أنتجت قادة محنكين يمكنهم الإدارة والحكم بكفاءة، ولا وضع البلاد على طريق الأمن والرخاء.
(2) غياب المؤسسات.
فلننسى القادة العظام، ونتساءل عن المؤسسات الفاعلة، فما عدا تونس، كانت المؤسسات ذات المصداقية المتجذرة في إرادة الشعب وسلطته إما غائبة أو قمعتها الدولة أو استقطبتها.
وبدون هذه المؤسسات- بما في ذلك البرلمانات المُمَكَّنة والهيئات القضائية المحترمة والمجتمع المدني القوي- فمن المستحيل أن نرى كيف سيتطور الازدهار والأمن والسياسة الحقيقية.
وإنها لمفارقة قاسية إن ملوك وأمراء الاستبداد تمكنوا من النجاة، وهم الآن الحلفاء الذين تعتمد عليهم الولايات المتحدة كشركاء في المنطقة، أما عملية الإصلاح والانتقال إلى الديموقراطية في مصر فأثبتت إنها فارغة في ظل الجنرالات كما كانت تحت حكم الاخوان أو السيد مبارك.
(3) غياب التماسك.
صحيح أن الدول العربية عززت سلطتها وسيطرتها منذ عام 1970 وحتى 2011، لكن المسار اتخذ الاتجاه المعاكس الآن، وأصبح المشهد يطغى عليه اللامركزية في العراق، والحرب الأهلية أو التقسيم في سوريا وليبيا واليمن.
ومن سخرية المقادير في الوقت ذاته، أن الدول ال3 الأكثر وظيفية وأهمية في المنطقة ليست عربية، وهي: إيران وتركيا وإسرائيل، صحيحٌ أن هذه ال3 تواجه تحديات كبيرة، لكنها كلها مستقرة سياسيًا، ولديها قدرات اقتصادية وتكنولوجية هائلة، وقادرة على إبراز قوتها في المنطقة.
وبينما يذوب العالم العربي، تبقى هذه القوى ال3 هي الجديرة بالمتابعة في عام 2015.
لاحظ المؤرخ الرروماني “تاسيتوس” إن أفضل يوم بعد وفاة الإمبراطور السيئ هو دائما اليوم الأول. وبالنظر إلى ما حدث في الدول العربية منذ وقت مبكر، والأيام العنيفة في ميدان التحرير قبل 4 سنوات، يمكننا أن نأمل فقط أن تثبت الأيام أن تاسيتوس كان مخطئًا.