الآلاف في عمّان يشيعون «الضاري» ”الأب الروحي لمقاومة الاحتلال الأمريكي للعراق“
شارك الموضوع:
وطن- انطلق الآلاف في العاصمة الأردنية عمان، بعد صلاة الجمعة، في تشييع لجثمان الأمين العام لهيئة علماء المسلمين بالعراق، «حارث الضاري»، الذي توفي يوم أمس الخميس في اسطنبول بتركيا.
وتقدم نجله الأكبر «مثنى»، الجموع في صلاة الجمعة بمسجد الملك «الحسين بن طلال» في منطقة دابوق غربي العاصمة عمان، ثم توجهوا إلى مقبرة سحاب الإسلامية شرقي العاصمة، حيث قررت عائلة «الضاري» دفنه. وقد أحيط جثمان العالم بالعلم العراقي وسط حضور لافت من علماء الدين ورجال السياسة الأردنيين والعراقيين.
ونعت هيئة علماء المسلمين الضاري، في بيان لها، أمس، عبر موقعها الإلكتروني، موضحة أنه توفي في مدينة اسطنبول التركية عن عمر يناهز 74 عاما بعد معاناة مع المرض.
من جانبه، نعى العلامة الشيخ «يوسف القرضاوي»، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الجمعة، وفاة «الضاري»، واصفا إياه بـ«الأب الروحي لمقاومة الاحتلال الأمريكي للعراق».
وقال «القرضاوي»، في سلسلة من التغريدات على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، تويتر: «أنعي للأمة الإسلامية عامة ولأهل العراق خاصة أخانا العزيز علينا والحبيب إلينا حارث الضاري الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق.. كان حارث الضاري الأب الروحي لمقاومة الاحتلال الأمريكي للعراق ورفض المشاركة في انتخابات ٢٠٠٤ورفض تشكيل أي كيان سياسي ما بقي الاحتلال قائما!».
وتابع قائلا: «الضاري رحمه الله لم يشغله الشأن العراقي عن الاهتمام بمشاكل المسلمين الأخرى وكانت له إسهاماته في القضية الفلسطينية وغيرها من قضايا الأمة!».
من جهته قال «سلمان العودة»، نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: «حارث الضاري فقيد الأمة عرفته صابرًا مصابرًا .. شبع خذلانًا من أمته وأهله.. رحمه الله وعوضه الجنة.. وعوض الأمة والعراق خيرًا».
يُذكر أن «حارث الضاري» وُلد في قضاء أبو غريب التابع لمحافظة بغداد عام 1941، وهو أحد كبار علماء السنة في العراق، وكان يقيم في العاصمة الأردنية عمّان منذ عام 2007.
ويحمل «الضاري» شهادة الدكتوراه في الحديث النبوي، وكان من أكبر المناهضين للغزو الأمريكي عام 2003، ولطريقة الحكم في العراق خاصة إبان حكم «نوري المالكي».
ودعا «حارث الضاري» في أبريل/نيسان عام 2012، الشعب العراقي إلى القيام بثورة شعبية سلمية ضد حكومة «المالكي».
ووصف حينها رئيس الوزراء بـ«الاستبدادي والمغرور»، متهما إياه بـ«السعي إلى إنشاء دولة الحزب الواحد والشخص الواحد والمذهب الواحد مثلما هو الشأن في إيران»، على حد تعبيره، معتبرا أن العراق محكوم لجهتين أجنبيتين هما الولايات المتحدة وإيران، وحذّر من عواقب استمرار الهيمنة الأمريكية والإيرانية على بلاده.
كما انتقد سياسات «المالكي»، مشيرا إلى الفساد المالي وارتفاع نسبة البطالة في صفوف العراقيين وتدني مستوى عيشهم، واكتظاظ السجون بالنزلاء لا سيما أهل السنة، إضافة إلى الاعتقالات العشوائية والإعدامات والتهجير.
وخلال توليه أمانتها العامة، أصبحت هيئة علماء المسلمين بالعراق، التي أسسها «الضاري» عقب الغزو الأمريكي، من بين أهم القوى العراقية المناهضة للاحتلال وللعملية السياسية وكذلك للطائفية ومشاريع الأقاليم الذي دعت إليه أطراف سنية، واعتبرت أنها مشاريع تفضي إلى تقسيم البلاد.