رئيس المخابرات العسكرية الأمريكية السابق: كنا نعرف بقدوم داعش ولكننا تغاضينا عنها

وطن- قال الرئيس السابق لأحد أهم أقسام الاستخبارات الأمريكية إن الولايات المتحدة كانت تعتقد بأن المتطرفين الدينيين سوف يتمكنون من الحصول على ملاذ آمن كبير في سوريا في وقت مبكر من 2012؛ إلا أن الولايات المتحدة فعلت القليل لمنع حدوث هذا الأمر.

وفي مقابلة مع مهدي حسن من قناة الجزيرة التليفزيونية، انتقد الفريق المتقاعد مايكل فلين، والذي كان يقود وكالة الاستخبارات الدفاعية بين عامي 2012 و2014، تقاعس الإدارة الأمريكية خلال السنة الأولى من الحرب السورية.

واقتبس حسن مما وصفها بأنها دراسة “سرية” أجرتها وكالة الاستخبارات الدفاعية DIA في أغسطس 2012، وتحذر من أن الفوضى في سوريا من الممكن أن تسمح بإنشاء جيب سلفي متشدد في المنطقة الصحراوية شرق البلاد. وسأل حسن ضيفه فلين ما إذا كان هذا يعني توقع الولايات المتحدة فعلًا لصعود خلافة داعش، وأنها لم تفعل شيئًا لوقف حدوث هذا. وأجاب فلين بالموافقة، قائلًا إن هذا يظهر أنه كان ينبغي أن يكون لدى الولايات المتحدة سياسة أكثر ذكاءً فيما يخص التعاون مع الثوار العلمانيين في سوريا.

وقال فلين: “أعتقد أننا خسرنا، وفجرنا الوضع تمامًا، منذ البداية. أعني أننا نتحدث عن أربع سنوات حتى الآن من هذا الجهد في سوريا … أين هو الجيش السوري الحر اليوم؟ أين هي النصرة اليوم؟ كم تغيروا؟ … عندما لا تتدخل لمساعدة شخص ما، فإن هذا الشخص سوف يقوم بإيجاد وسائل أخرى لتحقيق أهدافه“.

واقترح فلين أن فشل الولايات المتحدة في مساعدة الثوار في وقت مبكر من الصراع أتاح الفرصة لصعود الجماعات المتطرفة. وعاد مهدي لينقل عن تقييم DIA لعام 2012 قوله إن “السلفيين، والإخوان المسلمين، والقاعدة في العراق، هي القوى الرئيسة الدافعة للتمرد في سوريا“، قبل أن يوجه الاتهام للولايات المتحدة بـ “تنسيق نقل الأسلحة إلى هذه الجماعات نفسها”.

المخابرات الأمريكية رصدت مكالمات لتنظيم الدولة الإسلامية تشير إلى مخطط لتدمير الطائرة الروسية

المعركة ضد الدولة الإسلامية

وقال فلين إنه أعطى “اهتمامًا كبيرًا للغاية” للتقارير مثل تقييم DIA، وأعرب عن أنه في الواقع عارض كل أشكال المساعدة التي من الممكن أن تستفيد منها الجماعات المتطرفة. ولكن فلين عارض توصيف مهدي للإدارة بأنها أعطت “عينًا عمياء” لتحليل DIA، وأوضح أن سياسة أمريكا تجاه سوريا كانت دائمًا ملتوية. وأضاف فلين: “عليك أن تسأل الرئيس بشأن ما يفعله في الواقع مع هذه السياسة؛ لأنها مربكة جدًا“.

وكانت داعش قد بدأت كجماعة جهادية تسمى تنظيم القاعدة في العراق، وحاربت الجيش الأمريكي والدولة العراقية خلال الحملة الأمريكية في البلاد في العقد الماضي. وتم طرد داعش من ضمن تنظيم القاعدة في فبراير 2014، بسبب العنف الطائفي بشكل مفرط والوحشي للمجموعة، ورفض الاستماع للقيادة العالمية للتنظيم.

وعلى الرغم من أن تنظيم القاعدة في العراق كان متعثرًا عندما انسحب الجيش الأمريكي من العراق في عام 2011؛ إلا أن انهيار سوريا قدم لتنظيم القاعدة في العراق ملاذًا آمنًا جديدًا. وجاء فشل الحكومة الشيعية الطائفية في بغداد بدمج المسلحين السنة الذين شاركوا في مكافحة تنظيم القاعدة في قوات الأمن ليوفر مزيدًا من الزخم لنمو المجموعة.

وخلال مقابلة قناة الجزيرة، اعترف فلين أيضًا بأن السياسات العسكرية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط تتحمل على الأقل جزءًا من المسؤولية عن الحرب في سوريا، وأن الولايات المتحدة قامت بعدد من الأخطاء الاستراتيجية التي جعلت الصراع أكثر احتمالًا.

واعترف مدير مركز الاستخبارات السابق أيضًا بأن السجون الأمريكية في العراق كانت مسؤولة عن تطرف الآلاف من الشباب العراقيين، وكثير منهم يقاتلون الآن مع داعش.

بزنس إنسايدر – التقرير

الهزيمة الثانية.. “ديبكا”: انتصار داعش في البوكمال هزيمة مدوية لأمريكا والأردن

Exit mobile version