رأى موقع “نيوز ديفينس” الإخباري الأمريكي، أن “العلاقات العربية – الروسية نمت بشكل ملحوظ منذ توقيع الاتفاق النووي الإيراني، إلا أنه لا تزال هناك شكوك مثارة حول مدى استدامة هذه الشراكة”.
وجاء في تقرير نشره الموقع، الاثنين، إنه بعد 10 سنوات من غيابها المحدود عن منطقة الشرق الأوسط، تُظهر روسيا نفسها مجدداً، من خلال مبيعات الأسلحة للعملاء السابقين الحقبة السوفيتية، في محاولة لاقتحام سوق مجلس التعاون الخليجي.
ونقل الموقع عن المحلل السياسي والعسكري الروسي، المتخصص في شؤون الخليج، يوري بارامين، قوله إن «روسيا تريد استعادة النفوذ الذي كان ذات مرة في الشرق الأوسط»، وأضاف: «تبذل روسيا محاولات لاستغلال حقيقة توتر العلاقات بين الولايات المتحدة ودول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لصالحها، وسد الفراغ في المنطقة عندما تغادرها واشنطن».
ووفقا لبارامين، فإن النفوذ الروسي مكتسب من تجارتها في الأسلحة، فالجزائر، على سبيل المثال، أكبر عملاء موسكو وأكثرهم مصداقية لموسكو، إذ تحصل على عتاد عسكري من موسكو بقيمة 7.5 مليار دولار منذ 2006.
وتابع: «النفوذ الروسي يعتمد بشكل كلي تقريباً على مبيعات الأسلحة، أو المساعدات العسكرية للحلفاء في الشرق الأوسط».
وتقترب موسكو من الانتهاء من صفقات مع مصر تُقدر بأكثر من 3 مليارات دولار، تشمل طائرات وصورايخ وأنظمة صورايخ، وفقا للموقع.
وأشار إلى استضافة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، العاهل الأردني، الملك عبدالله، وولي عهد أبوظبي، والرئيس عبدالفتاح السيسي، في موسكو، لبحث الأزمة السورية، والمشاركة في معرض الصناعات العسكرية العسكرية ( ماكس 2015) في نهاية أغسطس الماضي.
في المقابل، قال المسؤول السابق بالإدارة الأمريكية، السفير السابق بالبحرين آدم آيرلي، لـ«ديفنيس نيوز»، إن روسيا لن تقدر أبداً على تغيير العلاقة الحيوية بين الدول العربية، وخاصة منطقة الخليج، والولايات المتحدة. وأضاف:«في نهاية المطاف، هذه المعاملات التجارية لن تُترجم إلى منصة لإعادة ترتيب هذا الوضع الاستراتيجي».
وتابع آيرلي: «روسيا لن يكون لها علاقتها مع مصر أبدا، كما كانت عليه مع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، خلال الخمسينات والستينات من القرن الماضي، فهي حتى لن تقترب من مستوى العلاقات الأمريكية مع دول الخليج، لأنهم لايثقون في بعضهم البعض، ولا يجمعهم سوابق تاريخية معاً، كما أن دوافعهم مختلفة جداً».
ورأى آيرلي، الذي يشغل منصب نائب رئيس مجلس إدارة شركة «ميركوري» للاستراتيجية العامة بواشنطن، أن «دول مجلس التعاون يبحثون عن أصدقاء، في حين يسعى الروس لكسب فرص» وفقا لما نقله عنه الموقع، وأكد أن «الروس لديهم اتصالات محدودة بالمنطقة».
واعتبر المسؤول السابق بالإدارة الأمريكية، أن«الحديث عن إندماج الروس في المنطقة واختراقها أمر مبالغ فيه، فحقيقة الأمر أن روسيا بعيدة جدا عن الشرق الأوسط فلسفياً ومزاجياً وفكرياً»، وقال: «عندما يجلس قادة دول مجلس التعاون الخليجي مع الروس، سيجدون أن القواسم المشتركة بينها قليلة جداً، فضلا على أن أسس العلاقة بينهما ليست كما يجلسون مع الولايات المتحدة».
وأضاف: «الروس في المنطقة لكسب المال، فقد يكون هناك بعض المكاسب على المدى القصير للمنطقة، وسيحصل الروس على ما يحتاجون إليه، لكنه ذلك الأمر لن يساعد على المدى الطويل، لأن موسكو لن تكون معهم على طول الطريق، وهم يعرفون ذلك».