الإندبندنت: الأمل في نهاية الحروب بالشرق الأوسط (معدوما) وهذه هي الاسباب وراء كل ذلك؟

 

(ترجمة- وطن) قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية إن الأمل في نهاية الحروب في منطقة الشرق الأوسط يبدو معدوما، مشيرة الى تزايد أعداد الفارين (اللاجئين) من هذه المناطق إلى الدول الاوروبية على صعيد المثال هربا من الصراعات والحروب الدائرة.

وأوضحت الصحيفة أن الحروب حاليا محتدمة خاصة في كل من ” أفغانستان والعراق وسوريا وجنوب شرق تركيا واليمن وليبيا والصومال والسودان وشمال شرق نيجيريا” وهذه الحروب مستمرة منذ مدد طويلة كالصومال حيث انهارت الدولة في عام 1991 ولم يتم إعادة بنائها، مع وجود أمراء الحرب، والجهاديين المتطرفين، والأحزاب المتنافسة، والجنود الأجانب، وصراع النفوذ على أجزاء مختلفة من البلاد.

كل الحروب خطيرة، ومن المعروف أن الحروب الأهلية دائماً لا ترحم، والحروب الدينية أسوأ من كل شيء. هذا ما يحدث الآن في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مع وجود تنظيمات “الدولة الإسلامية” و”جبهة النصرة” و”أحرار الشام” في سوريا، فالقتل يحدث من منطلق عقائدي”.

وأكدت الصحيفة أن تلك الحروب المشتعلة معظمها يحمل طابع النزاعات الأهلية. وهذا هو السبب في وجود هذا العدد الكبير من اللاجئين المهاجرين.

وأكدت الصحيفة أن هذه الحروب لا تظهر أي علامة على نهايتها، لذلك فإن الناس لا يستطيعون العودة إلى ديارهم، وأشارت أن معظم اللاجئين السوريين مثلاً والذين فروا إلى البلاد المجاورة وخاصة تركيا ولبنان والأردن ، كانوا يظنون أن نهاية الحرب في بلادهم وشيكة ولن يلبثوا أن يمارسوا حياتهم بكل بساطة، لكن الواضح أن السوريين أدركوا أن هذا بعيد المنال ويجب أن يتم البحث عن ملاذ أمن للاستقرار.

ومضت تقول “إن الحروب الطويلة جداً تعني الدمار الهائل الذي لا رجعة فيه، والذي يحول دون جميع وسائل كسب العيش، لذلك فإن اللاجئين، الذين سعوا في البداية لمجرد السلامة، تحركهم الآن الضرورة الاقتصادية”

أرقام متصاعدة:

ومضت الصحيفة تؤكد أن نحو نصف سكان سوريا هربوا من منازلهم نتيجة أعمال الحرب والعمليات العسكرية في البلاد والتي لم يعد من السهل توضيح أية جهة تقف مع من, مشيرة إلى ثمة أربعة ملايين لاجئ سوري و مليونين ونصف لاجئ عراقي هربوا من بلادهم بعد ظهور نجم تنظيم الدولة وسطوعه بهذه القوة. كما أكدت ان ثمة مليون ونصف في جنوب السودان مشردين جراء النزاع الذي احتدم بين الشمال والجنوب والذي انتهى في عام 2013

وتتابع الصحيفة تقريرها الذي اطلع عليه “وطن”: “في أجزاء أخرى من العالم، ولا سيما جنوب شرق آسيا، أصبحت أكثر سلاماً على مدى السنوات الـ50 الماضية أو نحو ذلك، ولكن الصراعات في رقعة شاسعة من الأراضي بين جبال هندو كوش والجانب الغربي من الصحراء تنتشر فيه الاختلافات الدينية والعرقية والانفصالية التي تمزق البلدان، في كل مكان دول تنهار وتضعف أو تتعرض للهجوم، وفي العديد من هذه الأماكن، هناك حركات تمرد إسلامية سنية متطرفة آخذة في الصعود، والتي تستخدم الإرهاب ضد المدنيين، وهو ما يتسبب في النزوح الجماعي”.

الأسباب وراء الحروب :

وعن السبب وراء هذه الحروب ،تذكر الصحيفة أنه وبعد الحرب العالمية الثانية كان لهذه الدول حق تقرير المصير، وقد أحكم قبضته عليها قادة عسكريون حولوها إلى دول بوليسية، واحتكروا السلطة والثروة من خلال الزعم بأنها ضرورية لتوطيد نظام الحكم، وهو ما ولد النزاعات الطائفية والعرقية، وكانت أنظمة الحكم تتبنى القومية أو الاشتراكية، لكنها في الحقيقة كانت أقرب إلى العلمانية، ومن ثم انهارت هذه الدول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ لأن القومية والاشتراكية، وحتى العلمانية، لم تعد توفر الإغراء الأيديولوجي لتحفيز الناس للقتال كما يفعل المؤمنون الذين تجتذبهم القيم الدينية، وأهمها ما يتبناه الإسلام السني متمثلاً بتنظيم “الدولة الإسلامية” أو “جبهة النصرة”.

وتدلل الصحيفة على وجهة نظرها بالنقل عن مسئولين عراقيين الذين أكدوا أن واحداً من أسباب تفكك الجيش العراقي هو أن عدداً قليلاً جداً من العراقيين مستعدون للموت من أجل العراق”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى