وطن – عرف الإنسان الميكروويف منذ ستين عاماً تقريباً، ومن خلال التجربة اقتنع أخيراً بأن الطعام المعد في هذا الصندوق السحري آمن ولا يشكل أي ضرر صحي، كما أن هذا الصندوق يخفف صعوبات الحياة اليومية، خاصة لكثيري المشاغل والمسؤوليات.
لكن مع هذا لا يزال كثيرون يتساءلون عما إذا كان طعام الميكروويف أقل قيمة غذائية من الطعام الذي يعد بالطرق التقليدية الأخرى.
لكل هؤلاء يقول العلماء والمتخصصون إن العكس هو الصحيح تقريباً فخسارة القيمة الغذائية نتيجة لإعداد الطعام في الميكروويف أقل من الخسارة المسجلة نتيجة للغلي أو القلي أو السلق أو الخبز كما يقول د. غاي غروسبي، أستاذ علوم التغذية في كلية الطب التابعة لجامعة هارفارد في مدينة بوسطن الأميركية.
يشرح قائلاً إن الميكروويف يعمل بطريقة التسخين الجاف، أي إن فقدان أو خسارة الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء مثل فيتامينات «بي» وفيتامين «سي» تكون في حدودها الدنيا، خاصة أن تعرُّض الطعام للحرارة في الميكروويف يكون لفترة قصيرة جداً بالمقارنة مع الفترة التي يستغرقها الغلي أو القلي أو السلق.
موقع طبي يحذّر: “الميكروويف” يسبب هذه المخاطر الصحية .. أبرزها السرطان
يضيف أن تعرّض الطعام للحرارة بغض النظر عن مصدرها، إن كان الميكروويف أو غيره، يؤثر سلباً على العناصر الحساسة فيه، ومنها الفيتامينات «بي» و«سي» ويفقدها بعض خصائصها الغذائية، ويجعلها أقل تأثيراً، وهذا يشمل بالإضافة إلى الفيتامينات مضاد الأكسدة «ليموبين» الموجود في البندورة (الطماطم) وفي غيرها من الخضروات والفواكه، ومضاد الأكسدة «بيتا كاروتين» الموجود في الجزر.
يمضي البروفيسور الأميركي قائلاً إن الحرارة يمكن أن تُلحق الضرر بالتركيب الكيميائي للعناصر الغذائية، وكلما طالت فترة تعرّض الطعام للحرارة زاد الضرر.
البروفيسورة دون شافنر أستاذة علوم التغذية في جامعة «روتجرز» في نيوجيرسي تقول إن تسخين الطعام وبأي وسيلة كان، بما في ذلك الميكروويف أو القلي أو الغلي أو الخبْز يقلل محتوياته من الفيتامينات التي تتأثر بالحرارة، لكن التفاصيل تعتمد على الفترة الزمنية التي يستغرقها التعرض للحرارة وعلى نوعية الفيتامينات ذاتها.
إذن ما الطريقة الأفضل لإعداد الطعام؟
البروفيسور كروسبي يجيب عن السؤال بالقول إنها التبخير، خاصة بالنسبة للخضروات، وتوافقه الرأي البروفيسورة سوزان نيتزكي، أستاذة علوم التغذية في جامعة ويسكونسن بمدينة ماديسون.
لكن البروفيسور آسيم داتا، أستاذ الهندسة البيولوجية والبيئية في جامعة كورنيل في مدينة إيثاكا بولاية نيويورك، يقول إنه لا توجد طريقة مثالية لإعداد الطعام، فالمسألة تعتمد على نوعية الطعام وعلى طريقة إعداده وعلى الأدوات المستخدمة أيضاً.
يختصر هذا البروفيسور المسألة بالقول إن تسخين الطعام بوجود الماء يفقده الكثير من مكوناته الغذائية في حين أن تسخينه من دون ماء في الميكروويف، حيث التسخين يتم بسرعة عالية ولفترة قصيرة جداً لا يترك وقتاً كافياً لإلحاق الكثير من الضرر بهذه المكونات.