وطن – المفكرون والمبدعون قرروا التغيير , قرروا تغيير شكل ومضمون الحياة ، وذلك بالمشاركة الفعلية في صنع الحياة الأفضل للجميع ، ولم يرضوا بما وجدوا عليه أو ورثوه عن آباءهم الأولين ، فبعضهم كان سببا في تغيير في نمط الحياة وشكلها إيجابا لكل الأمم ، وبعضهم ساهم في تقدم مجتمعه الصغير أو الكبير وهكذا ، درجات حسب نوع وجودة وعالمية أو محلية أو خصوصية إبداعاتهم .. فمساهمات هؤلاء المبدعين الذين لم يرضوا عن الواقع الذي وجدوه وعاشوا فيه فقدموا جهودا غير عادية راغبين في واقع جديد أفضل ، فاكتشفوا الكثير وغيروا الواقع بواقع آخر أجمل ننعم به اليوم ، ولا شك بأن القادم أجمل و افضل بإذن الله .. إلا أن أمام كل انسان طموح معوقات ومطبات يجب معرفتها وتشخيصها وتجنبها ؛ لكي لا تتسبب له بالانكسار و الاستسلام والتخلي عن مسار الحياة الافضل ..
فمن المعوقات الأولى أمام أي إبداع ، عدم الاكتراث بالتعليم والتعليم المتواضع وعدم تشجيع التحصيل العلمي ، وهو أول ركيزة يعتمد عليها أي إبداع فكري أو علمي عملي ، فلا إبداع بدون علوم وإن الجهل هو العدو الاول للإنسان وتقدمه ورقيه فأينما وجد الجهل فهناك تجد الشقاء الانساني ، فالجهل هو عدو الحضارة الاول..اذن تكوين بيئة علمية حاضنة للابداع هي اول مهمة لكل مجتمع يحترم نفسه ليكون له مقعد بين الامم الحضارية وهذه عادة من مهام الدولة توفير هذا المناخ العلمي المناسب..
الشباب .. ثقافة الإبداع .. وممارسة المسئولية هي آليات بناء الدولة الرشيد (1)
تحديد السلوك الابداعي عادة ما يبدأ في التفكير الايجابي ام التفكير السلبي اي التفاؤل والتشاؤم فالمتفائل عادة ما يتوقع الجميل لنهايات امور الحياة اما المتشائم فنهايات الامور عنده دائما سيئة وغير ملائمة..والاعتقاد المتمكن من عقله هوان اي خطوة في اي عمل جديد هي مستحيلة وخطورتها بينة و خسائرها محققة وان الكثيرين فشلوا بنفس العمل و..و..رغم ان تكرار المحاولة بل الفشل احيانا هو اساس كل نجاح… فمن هذا التكرار السلبي الهادم يجب ايجاد افكار ايجابية طارده له و تجنب السلبيين من الصحبة ايضا والحديث لهم عن اي مشاريع لأنهم جاهزين فطريا لتكسير مجاديفك..والعجيب ان هؤلاء يمتلكون قدرات فكرية سلبية هائلة وطاقات سلبية كبيرة لو انها وظفت ايجابا لافلحوا و لما كانوا عائقا بطريق من حولهم ايضا..فهؤلاء مجبولون على التشاؤم والشك في اي نتيجة ايجابية ممكنة فتجنبهم والغسل منهم واجب فكري ..فالأجدر مصاحبة اهل الهمم وأولئك الذين لديهم نظرة مشرقة للمستقبل..
كما ان احد العوامل الهادمة للطموح و المكسرة لدرجات سلم النهوض ، عدم الثقة بالنفس والانتقاص من قدرتها على تحويل الاحلام الى اهداف قابلة للتحقيق وتحقيق الذات ( طبعا لا اريد الخوض في اسباب عدم الثقة بالنفس والتي تحتاج لعمل مخصص ) ، كما ان الخوف من استهزاء الاخرين والإصغاء لانتقاداتهم والاكتراث كثيرا بمواقف الاخرين الساخرة و السلبية والمحطمة احيانا ، بسبب الافكار الغريبة والغير مألوفة الذي يقدمها المبدع على غير عادة من هم حوله , تودي إلى وهن في العزيمة وتثبيط الهمة .. التردد في اتخاذ القرار والخوف من الفشل هو احد اهم ان لم يكن العامل الاول في عدم تقدم الاشخاص في مشاريعهم حتى الصغيرة منها وكذا الخوف من فقدان ماهو في اليد (مثلا عملهم الحالي, المثل الهدام :عصفور باليد خير من عشرة على الشجرة ) لانتظار ما هو غير معلوم النتائج حسب حساباتهم عادة الطاردة للأحلام ، وهم أبدا غير مستعدين بتضحية غير المهم هذا ؛ بل العائق هذا لأمر قد يغير حياتهم كليا الى الافضل..
العادات اليومية السيئة من استيقاظ متأخر وسهر طويل لا يخص العمل والعمل الفوضوي وعدم الانتظام في العمل والتأجيل والتسويف ، وكذلك ارهاق النفس وإجهادها جدااا بدون فواصل راحة وفواصل تأمل ايضا , والرفقة السيئة ورفقة الجهلاء وهكذا ، كل ذلك لا يمكن ان تكون له ثمار طيبة ، كما يجب ذكر اهمية وضرر التمنع عن السؤال و البحث عن المعلومة المفيدة وعدم الاكتراث بما وصل إليه من معلومات تخص مشروعه او اهمالها وعدم تدوينها و توثيقها وتنسيقها وتصنيفها للاستعانة بها عند الحاجة..
فالركون للواقع والرضا به اساسا غير قابلا للتغيير كما يكرر النمطيون ، والسير على فرضيات نمطية سائدة والخوف من اي تغيير خوفا من المجهول او مما يحمله المستقبل الغامض لهم , هو اقصر طريق للانهزام الفكري والإبداعي ، في الحقيقة هم غير مستعدين للعيش في النور لأنهم تعودوا الظلام وأيضا غير مستعدين لتقديم ثمن اي تغيير.
ليس عليك أن ترث إرثا عظيما لكي تكون مميزا , لقد ميزك الله سبحانه عن باقي الناس جميعا بصفات وميزات لا توجد إلا عندك ، ولا يتصف بها غيرك .. فخواص عقلك مميزة وخواص حبك مميزة وابتسامتك مميزة وحتى غضبك مميز , وهكذا كل ما تختص به فهو مميز لم ولن يختص بها غيرك , واعلم انك فريد في هذا العالم , استثمر ما ميزك به الله سبحانه من اختلاف عن الاخرين ، اجعل من هذا الاختلاف ميزة لك تميزك عنهم…. لا تستهين بكنزك الذي لا يقدر بثمن فهنا تكمن قيمتك الحقيقية.. فلتكن ضربات فرشاتك مميزة في رسم لوحة حياتك.فكشف الموهبة وتسخير الامكانات لها وتركيز الجهود عليها وتجنب كل ما قد سلف وغيره من معوقات الابداع قد يخلق منك مبدعا حقيقيا.. اعمل بقاعدة اعمل أولا ما يجب وثانيا ما تحب ، مفيدة للغاية في حصول تقدم نوعي دائم ..
جميل احترامي