البطالة والفراغ والجريمة

اذا ارادت أمه  صنع المستقبل  فعليها  صنع شبابها وبرغم من ان نصف سكان مصر من الشباب  ومع ذلك نجد  الشباب  لا ياخذ  فرصته  والشباب يعبش ازمه حقيقه فى مصر من تهميش وعدم تاهيل  حقيقى للخرجين فالتعليم يعتمد على التلقين والحفظ  وعدم التاهيل الايجابى لسوق العمل واحتياجاته  كما ان البطاله تلتهم الثوره البشريه فى مصر وتعطلها ,  الفراغ  يشعر الانسان ان الحياه بلا قيمه  ممله عديمة الفائده وليس له دور فى الحياه  وان الايام  تاتى عليه بالمحن  دون غيره مما يجعله  فى ضيق مستمر  ولا يشعر بالسعاده فى حياته ويفقد الامل فى المستقبل   ويفقد انتمائه للبلد  عندما يؤدى عمل لا يتناسب معه  ماديا  ولا يتناسب كذلك مع مؤهلاته وقدراته وانه لا يجد لنفسه  وسيله للخروج من دائره هذاالعمل الكريه سوى الاستمرار فيه  خوفا من الوقوع فى شبح البطاله  والضياع  فهو مجبرا عليه  ليس من صاحب العمل بل من قهر الايام  فالعمل لا يتناسب مع طموحه وبالرغم من كرهة لهذا العمل فانه يجد فيه الملاذ والمهرب من الفراغ و البطاله  ومن هواجس افكاره  فالشباب المكافح يرفض الواقع المرير  ويحاول ان يجد لنفسه مكان  ويكون من القوه الانتاجيه رافضا  للاستسلام للفراغ واليأس  والذى يعمل  ويجتهد  املا فى فجر يوم جديد  يرضى طموحه  واحلامه  ويحقق احلامه من خلاله, فشباب  مصر لا يجد الفرصه على ارض مصرمما قد تضرهم  الظروف الى الهجره الغير شرعيه  ملا فى غدا افضل  ولو على حساب  حياتهم  بحثا عن العمل  ولقمه العيش  وللاسف  المؤلم ان الحكومه دائما  مغيبه  غير مهتمه  لما يحدث على ارض مصر للشبابها   كانها ليست بشاهد  ولا بسامع  وغير مهتمه بقضايا الشباب  ومنصرفه  عنهم  فالشباب يعانى من ازمه حقيقيه  وهى ندره فرص العمل  والذى يعمل مشروع  صغير خاصا به لا تساعده الدوله  ولا تقدم له الدعم  ولو الدعم الفنى  فالبطاله والفراغ  قد يدمران  الشباب    ففى العمل مخرج من جميع الاحزان  والالم والمتاعب ففى العمل  ينسى الانسان همومه وما الم  به  من  نكبات وفى  الفراغ  بلاء وفساد عظيم  فلا يجد الانسان لاضاعة الوقت سوى الانغماس فى اللهو  والرذيله  والسقوط فى الهاويه

 وان يكن  الشغل مجهده فان الفراغ مفسده

قديما قيل ( احذركم عاقبة  الفراغ فانه اجمع  لابواب المكروه )

فالشباب والفراع يصرفه الى المفاسد  والى الملذات  واللهو  ودناءة  الاعمال  والانشغال  بالقيل والقال  فطاقه الشباب ضائعه وغير موجهة .

فالفراغ  يجعل الهموم  والاحزان تتعتلى  الانسان  وقد يفقد ايمانه وانتمائه للبلد  واتصاله بربه  وقد يكون  سبب  من الاسباب التى تدعوا الشباب  الى الانتحار   فانه لا يشعر بقيمته  ولا بدوره فى الحياه فايامه متشابه  اليوم كالغد  ولا امل لديه فى المستقبل  وقد يقود الفراغ الشباب  الى السقوط فى براثن  الشر ومكائد الشيطان  فيدخل عالم الادمان  هروبا من مراره الواقع  الذى يعيشه  واملا  فى لحظات  وهميه  بالاحساس بالسعاده  والغيب   العقلىعن واقعه الذى يعيشه ويحيا فيه .

ولا شئا أصعب فى الحياه من ان  يغيب الانسان  عقله ويبقى بجسده   لا يدرك  مقصده  سبيله وان ينتهج  لنفسه وللرفقاء السوء طريقا شديد  الظلمه سئ العواقب وفى نهايته  الخسران ,

وقد تجد  الجماعات الارهابيه  ضالتها  فى شباب  ضائع  يصبحون صيدا سهلا  لتلك الجماعات  ولافكارهم المتطرفه  وتحركهم قوى الشر  كما تشاء لتحقيق  اجنتها الخاصه  وخبايا افعالهم الدنئيه  فتجنيد  مثل  هؤلاء الشباب  الذى يعانى  من الفراغ والبطاله  الفرصه  الملائمه  لبث  افكارهم  ونهجهم الضال  واغوائهم بالعمل والثراء السريع  ونجد الشباب  منقاد كالاعمى  الذى ضل الطريق  فاصبحت هذه الجماعات  دليله  تقوده كما تشاء .

وعلى الشباب ان يملا حياته بالعمل وان يشغل نفسه بما يعود اليه بالنفع والصلاح وان يكون اهتمامه منصب على  صنع مستقبله  وامور معيشته  وان يصنع مستقبله بيده  ولا ينتظر من احد ان يساعده  فلن يحملانك الا قدمك  وعليه ان يواجه العقبات بروح الاصرار  على النجاح وان ينمى مهاراته  بتعلم لغات اجنبيه او  او مهارات مهنيه تتواكب مع سوق العمل  الى ان يصل  الاستقرار  العملى فى حياته  بدلا من ان يضل الطريق ويقع تحت وطأة القانون  وعلى الدوله ان يكون لها دورا ايجابى  وان تعير  الشباب  وقضاياه  اهتمامها  ورعايتها  لانهم هم صناع المستقبل .

عندما اطالع واتصفح  الصحف اليوميه  واتنقل بين اخبارها كالعاده  الى ان اصل الى اخبار الحوادث فانى الاحظ  بصوره دائمه يوميا  ان معظم الحوادث التى تقع مع اختلاف اشكالها وانواعها لابد ان يكون بطلها  او مرتكبها عاطل  فالعاطل دائما هو متصدر  مسرح الجريمه وهذا ظاهره تستحق الدراسه  من المسئولين  فى مصر فالبطاله  افه تاكل فى كيان المجتمع  فالعاطل يسعى دائما الى  تحقيق  احلامه  باسرع وقت ممكن  ولانه لا يجد العمل الذى يحقق له احلامه  فى فتره قياسيه  من الزمن  فانه يقع فى الفخ الشيطانى  ويرتكب  الجريمه  تلو الاخرى الى ان يقع  فى نهايه المطاف  فى ايدى  العداله ,

كما ان غياب القدوه فى حياة الشباب وانتشار ظاهره  افلام وسينما  البلطجه والرذيله   التى تحرض على  الجريمه والعنف داخل المجتمع   اصبحت  هى القدوه  للشباب  واللغه السائده بين  الشباب بعضهم البعض والتقليد  الاعمى  لابطال وهذه الافلام اصبحت سمه العصر  فالشباب صغير السن   يضلل الطريق و مقصد سبيله  من  وراء التقليد لمثل هذه الافلام ويفتقد القدوه الحسنه  التى ترشده وتعيد له التوازن الاخلاقى  والايمانى .  . وعلى الدوله   العمل  على القضاء على البطاله  وان تكون القضيه  الاولى للدوله  هى توفير فرص عمل  ولا فان البطاله ستكون  الوباء الذى يتهش ويمزق حسد الدوله .

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث