أكدت دراسة أمريكية أن إيران سعت في إفريقيا لاستغلال عنصر العقيدة الدينية المشتركة، وعرضت تقديم النفط بأسعار منخفضة كحافز لتقوية علاقاتها بدول إفريقيا، مشيرةً إلى أن المغرب، وعلى الرغم من أنه تجمعه مبادلات تجارية مع إيران، إلا أنه كان دائما متوجسا من السياسة الخارجية الإيرانية ولم يكن راضيا عنها.
وتقول الدراسة التي أنجزها باحثان ينتميان لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن، “بروندون فايت وكلوي كوغلين”، حول المنافسة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران في أمريكا اللاتينية وإفريقيا، إن المغرب كان من الدول التي شهدت صراعا على النفوذ بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية.
واضافت أن الهدف الرئيسي لرغبة إيران في التوغل بإفريقيا هو حاجتها الماسة إلى مصادر اليورانيوم من أجل برنامجها النووي، ناقلة عن إيلان بيرمان، نائب رئيس مجلس السياسات الخارجية الأمريكي، قوله إن مخزونات إيران المتهالكة من اليورانيوم التي حصلت عليها من جنوب إفريقيا خلال سبعينيات القرن العشرين قد شارفت على النضوب، ووفقا لتقرير استخباري موجز، فإن إيران ركزت على إفريقيا التي يوجد بها العديد من الدول المنتجة لليورانيوم؛ من ضمنها زيمبابوي والسنغال ونيجيريا.
وكشفت الوثيقة أن القيمة الاقتصادية للمغرب تتجسد في امتلاك المغرب نحو 75 بالمائة من الاحتياطي العالمي للفوسفات، وهو مادة تستخدم على نطاق واسع في القطاع الزراعي في إيران، ويصدر المغرب نحو 12 بالمائة من حمض الفوسفوريك و5 بالمائة من الفوسفات الصخري، “وهذا ما يجعل إيران من أكبر الزبائن المستوردين للفوسفات بالمغرب”.
وعلى الرغم من أن الدراسة الأمريكية تحدثت عن العلاقات التجارية بين طهران والمغرب، إلا أنها لفتت، في الوقت ذاته، إلى أن الهوة تزداد “بسبب الخلافات السياسية والطائفية، حيث يظل النظام الملكي مشككا في تصرفات إيران في منطقة الخليج ولبنان فضلا عن دورها في سوريا إلى جانب نشاط إيران الشيعي”، بحسب الدراسة.
أما عن بقية الدول الإفريقية، فقد أكدت الدراسة أن العلاقات الإيرانية مع جنوب إفريقيا تبقى متأرجحة وتزداد سواء، بعد أن قررت جنوب إفريقيا توقيف مشترياتها من النفط الإيراني، بالإضافة إلى الضغوط الغربية عليها، مضيفة أن مساعي إيران لبسط نفوذها على السنغال وغامبيا باءت بالفشل “نتيجة اتخاذ خطوات خاطئة وعدم الوفاء بالوعود من جانب إيران”.