صحفي فرنسي قُتلت زوجته بهجمات باريس .. كتب هذه الرسالة لـِ”داعش”
شارك الموضوع:
وجه الصحفي الفرنسي “أنطوان ليرس “رسالة لتنظيم “داعش”، في اعقاب مقتل زوجته في الهجمات التي نفذها التنظيم في العاصمة باريس مساء الجمعة الماضية.
وكتب الصحفي “ليرس” على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “مساء الجمعة، سرقتم حياة إنسانة استثنائية، حب عمري، ام ابني، ولكنني لن أمنحكم حقدي. لا أعرفكم ولا أريد أن عرفكم، ذلك لأنكم أرواح ميتة. إذا كان هذا الإله الذي تقتلون، بصورة عمياء، من أجله قد خلقنا على صورته، فان كل رصاصة في جسد زوجتي هي جرح في قلبه”.
وأضاف: “لا، لن امنحكم هدية أن أحقد عليكم، لقد أردتم ذلك ولكن الرد على الحقد بالغضب يعني الاستسلام للجهل الذي يجعلكم على ما أنتم عليه. تريدون أن أخاف، وأن أراقب من حولي بعين الريبة، وأن أضحي بحريتي من أجل امني، لقد خسرتم، لأن هذا اللاعب سيواصل لعبته”.
وتابع: “هذا الصباح، شاهدتها، اخيرًا بعد ليال وأيام من الانتظار. كانت جميلة كما كانت عندما غادرتني مساء الجمعة، كما وقعت مجنونًا في حبها قبل اثني عشر عامًا. المؤكد أن الحزن يدمرني، أعترف لكم بهذا الانتصار الصغير، ولكنه انتصار قصير الأمد، لأنني أعرف أنها ستصاحبنا كل يوم وأننا سنلتقي في جنة الأرواح الحرة التي لن تروها أبدًا”.
وقال: “نحن اثنان، ابني وانا، ولكننا أقوى من كل جيوش العالم. ليس لدي المزيد من الوقت لكم، لأن ملفيل يستيقظ من نومه، عمره لم يتجاوز السبعة عشر شهرًا، سيتناول وجبته مثل كل يوم، ثم سنلعب معاً مثل كل يوم. هذا الطفل سيحتقركم طوال حياته لانه سعيد وحر، لأنني، لا، لن أمنحكم حقدي” وكانت زوجة الصحفي لاقت حتفها في الهجوم الذي استهدف مسرح باتاكلان ضمن سلسلة من العمليات الارهابية منتصف ليل الجمعة الماضية والتي راح ضحيتها 130 شخصا”.
أيها الفرنسي الحساس العاشق … ياترى هل يتطبق كلامك هذا على ملايين الجزائرايين والماليين والسوريين الذين قتلهم بنو جلدتك ؟
تعازي الحارة لك سيد (أنتوني لاريس)
هل جربت يوما أن تسأل نفسك ما ذا كانت تفعل حكومتك وقوات جيشك في المغرب والجزائر في حقبة الإستعمار ؟؟
هل جربت أن تتعرف على عدد القتلى والمصابين والمكلومين من سياسة حكومتك ؟؟
هل جربت أن تسأل لماذا لم تقدم حكومتك اعتذارا على الأقل للشعوب التي استعمرتها ومرغت كرامتها في الأرض ؟؟
هل جربت أن تسأل يوما حكومتك لماذا تعترف بإسرائيل .. وما قصة هذا الشعب المشرد خارج وطنه والذي يسمى الشعب الفلسطيني ؟؟
هل جربت أن تسأل وتصرخ في وجه حكومتك .. لماذا قسمتم الوطن العربي بالسكين إلى كنتونات صغيرة كما أراد سايكس وبيكو ؟؟
هل جربت يا سيد أنطوني آلام التشريد واللجوء والنوم تحت المطر .. وأن ترى كل أسرتك تموت أمام عينيك كل يوم !!
أنت تتألم لفقد زوجتك .. ومعك كل الحق وأشعر معك بأن ما حدث في باريس كان عدوانا ونذالة وخسة ..
لكنكم أصحاب تاريخ عريض في مثل هذا العنف وهذه النذالات ..
تريد أن تضرب مثلا بأنك رغم ألمك مازال في قلبك مكان للحب ..
جيد ولكن أنا عندي مثل أفضل ..
ذلك الطبيب الفلسطيني الذي قصفت قوات الإحتلال الإسرائيلي بيته أثناء الحرب على غزة .. فقتلت زوجته وأطفاله.
نعم قتلت زوجته وأطفاله في الوقت الذي كان يعمل فيه في المستشفيات الإسرائيلية لإنقاذ حياة الناس ..
لكن هذا لم يمنعه من أن يستمر في علاج مرضاه من الإسرائيليين من المدنيين في عمله .. أتستطيع أنت فعل ذلك ؟؟!!
ذلك الشاب الفلسطيني الذي ظل محاصرا مع جثة أمه في مخيم جنين وهو يصرخ ويسكب الدمع لفقدانها أمام عينيه ..
آلاف الرجال والنساء والأطفال الذين فقدوا حقهم في الحياة بدون ذنب لمجرد أن الدول الكبرى تقف لجانب العدوان ..
اليوم .. لا يوجد بيت في فلسطين وسوريا والعراق لم يفقد عزيزا .. بالقتل أو السجن أو التشريد ..
قد يكون الفعل في باريس همجيا .. لكنه أقل بكثير من همجية الدول الكبرى ومنها حكومتك ..
تحياتي لك .. وتقبل حار التعازي !!