عالميا وعربيا ومحليا.. هؤلاء طعنوا السوريين بالصمت
شارك الموضوع:
وطن- حمزة هنداوي -وطن (خاص)
لم يطعن نحو 150 رئيس دولة وحكومة عالمية السوريين بظهورهم عندما وقفوا دقيقة صمت في باريس ليس على أرواح أكثر من ربع مليون قتلهم النظام، لأنهم بكل بساطة اعتادوا صمت العالم لسنوات.
فقادة العالم الذين أعلنوا وقوفهم خمس سنوات من الصمت تجاه مجازر الأسد وميليشياته الطائفية، وقفوا دقيقة صمت واحدة في افتتاح قمة المناخ أمس إكراما لضحايا الهجمات على عاصمة النور وبيروت ومالي ونيجيريا، التي يراها معظم السوريين “لعب عيال” إزاء المذابح اليومية في البلاد التي تشهد أسوأ كارثة إنسانية باعتراف الأمم المتحدة، إذ لا تتجاوز ضحاياها مجتمعة 250 شخصا، مع كامل الاحترام للأرواح البريئة أيا كان عددها.
نعم قادة العالم لم يطعنوا السوريين في ظهورهم، وإنما شملت طعناتهم كل جزء من جسد شعب باتت أقوى القوى العالمية والإقليمية تتسابق على أرضه وسمائه لقتل أبنائه، حتى خبروا الموت براً وجواً ثم بحراً وهم في طريق ظنوا أنه طوق نجاة فصار حبل إعدام.
لم تقتصر الطعنات التي تلقاها السوريون من العالم وقادته وحسب، فقد استل العديد من مشاهير العرب سيف تصريحاته وغرزه في صدور بقايا شعب يموت غير مرة في اليوم الواحد وربما في الساعة الواحدة، ولن نتحدث هنا عن الفنانة “إلهام شاهين” وتأييدها للقاتل الأول، لأنها ككثير من شرائح المصريين المأخوذين بـ”ترامادول” العسكر، ولكن عتبنا على “باسم يوسف” الإعلامي الذي يدعي وقوفه ضد حكم العسكر، حين مسح من ذاكرته ضحايا السوريين، وعلقت في كلمته الارتجالية مآسي باريس وبيروت ونيجيريا ومالي وأضاف إليها سيناء لزوم الخلطة السحرية في ركب موجة مكافحة “داعش”.
صاحب “البرنامج” المغلق بأمر فرعون جمهورية الرز الذي حرص على إضحاك جمهور حفل توزيع جائزة “إيمي” مؤخرا، لكي يغيظ “الأوغاد”، نسي زحمة القَتَلَة في سماء وأرض سوريا، فظهر كما لو أنه يرسم ابتسامة صفراوية شامتة على وجه المنتج الأكبر لهؤلاء “الأوغاد” الذين يسبحون بدماء ضحاياهم من أبناء سوريا، في ظل تجاهل عالمي تتخلله بعض الفواصل الإغاثية، ضمن أبشع مسلسل يجري فيه التمثيل على السوريين وعلى كافة المستويات العالمية والإقليمية والمحلية.
700 غارة في 20 يوما الأسد يبيد إدلب
وعلى سيرة المحلية لا بد من المرور على الطعنات ذات المنشأ السوري المحلي، ولن نتحدث ببديهيات إقدام سوريين على قتل من يفترض أنهم أبناء بلدهم، ولا سوريين آخرين تفننوا بتوزيع الحلوى إيغالا في الشماتة بموت آخرين لمجرد أنهم من منطقة أخرى دون أن تتزحزح مواقفهم قيد أنملة حتى لو كان معظم الضحايا أطفال، ولن نأتِ على ذكر كيماوي الغوطتين ولا البراميل والصواريخ البالستية قبل استدعاء قوات “القيصر المطعون بالظهر” لـ”تؤاجر” ببقايا السوريين على مذبح كذبة القضاء “داعش”، سنتحدث عن مجال آخر يفترض أن يكون ترفيهيا، والأمر يتعلق بدقيقة الصمت أيضا، حين التزم منتخب سوريا (منتخب كل سوريا) بالوقوف دقيقة صمت في مباراته الأخيرة مع سنغافورة ضمن التصفيات المؤهلة لكأسي آسيا والعالم 2018.
المنتخب نفسه الذي قدم أفراد جهازه الإداري أنفسهم قبل المباراة مبرزين صورة بشار الأسد على قمصانهم، سبق أن رفض الوقوف دقيقة صمت من أجل سوريين قضوا غرقا، في مباراة سابقة في التصفيات نفسها، وشاءت المصادفة أن تكون مع الفريق الخصم نفسه “سنغافورة”، مطلع أيلول سبتمبر الماضي في وقت استهل الكثير من الفرق الأوروبية مبارياتهم بالوقوف دقيقة صمت حزنا على ضحايا اللاجئين السوريين الغرقى في رحلة هروبهم من الموت برا أو جوا بأسلحة الأسد وحلفائه، ليلقوا حتفهم بحرا.
قال صمت قال. معظم الحكام العرب كما في الامارات ومصر والأردن ولبنان وعُمان، الخ وقفت ضد الشعب السوري وتآمرت عليه.