بعد أن رفضت ولاية تكساس استقبالهم، وفّرت مدينة نيويورك ملاذا مؤقتا للاجئين السوريين. وقد رحب عمدة المدينة بيل دي بلاسيو بالأسر السورية الوافدة وقال “إننا نفتح ذراعينا لكم في مدينة المهاجرين”.
وحالت الإجراءات الأمنية المعقدة دون وصول بعض الأسر السورية إلى محل إقامتها الدائم في ولاية تكساس.
وتعليقا على ذلك قال دي بلاسيو إن “نيويورك لن تكون إلا محل إقامة مؤقتة لهذه الأسر حتى تغير تكساس من سياستها، التي لا أساس لها من الصحة، بمنع اللاجئين من الاستقرار على ترابها”.
تكساس تتخوف
وقالت متحدثة باسم لجنة الإنقاذ الدولية إن الوكالة مسؤولة عن أسرة واحدة من أسرتين وصلتا إلى التراب الأميركي. وأضافت أن هذه الأسرة تتكون من ستة أشخاص أتوا من مدينة درعا، وكانوا متجهين صوب دالاس في تكساس.
وقد رفعت ولاية تكساس دعوى قضائية ضد كل من الحكومة الفدرالية ولجنة الإنقاذ، الأربعاء الماضي، لمنع توطين اللاجئين السوريين على أراضيها بسبب مخاوف من “عملية التدقيق الأمني”.
وردا على ذلك، عبرت وكالة الغوث ممثلة بالاتحاد الأميركي للحريات المدنية ووزارة العدل عن معارضتهما لقرار ولاية تكساس منع توطين اللاجئين.
ساعات بعد ذلك، سحبت الولاية طلبها للحصول على المنع المؤقت لوصول اللاجئين، في حين لا تزال مسألة بقاء الأسرة معلقة ولم يتم حلها بعد.
ومن المتوقع أن تصل عائلتان إلى ولاية تكساس بحلول الاثنين المقبل.
“نيويورك.. مدينة الجميع”
وفي حفل أقيم في مسجد تابع لمركز إسلامي جامايكي، في حي كوينز، استمع حشد كبير من المسلمين الحاضرين إلى كلمة عمدة نيويورك والتي أبدى فيها روحا للتعاون، وقال إن “نيويورك نجحت لأنها مدينة الجميع. سوف ننقل هذا التقليد من التسامح والتفاهم والوحدة إلى الأجيال القادمة”.
العمدة تحدث أيضا عن حادث إطلاق النار الذي شهدته مدينة سان برناردينو بولاية كاليفورنيا، قائلا إن “المسلمين البالغ عددهم 1.6 مليار مسلم في معظمهم مسالمون، عدد قليل منهم اتخذ مسارا سلبيا وعنيفا، وهذا لا ينطبق على الجميع”.
وقد لاقى خطابه تصفيقا حارا وسط الحاضرين.
ولايات مرحبة وأخرى رافضة
وعقب هجمات باريس الأخيرة، شهدة الولايات الأميركية انقساما حادا بين مرحب باللاجئين السوريين ورافض لاستقبالهم.
وأعلنت أكثر من 30 ولاية أميركية عزمها وقف استقبال اللاجئين السوريين تخوفا من ارتباط بعضهم بالجماعات الإرهابية.
ويتم توطين اللاجئين في الولايات المتحدة من خلال شراكة بين وزارة الخارجية وتسع مجموعات وطنية للاجئين، فيما تستغرق عملية تدقيق خلفياتهم أكثر من عامين.
يذكر أن نيويورك قامت بتوطين أربعة لاجئين سوريين فقط خلال العامين الماضيين، وفقا لمكتب بيل دي بلاسيو. أما في نيو جيرسي المجاورة، فقد أكد حاكمها كريس كريستي أن اللاجئين غير مرحب بهم في الولاية.
المصدر: نيويورك تايمز