صحافية العام 2015.. جائزة عالمية جديدة للسورية زينة ارحيم التي تصاحب الأموات
شارك الموضوع:
وطن- بشجاعة قلة نظيرها تنقل الصحافية الشابة زينة ارحيم، يوميات أبناء شعبها من قلب أحياء إدلب السورية، الأقل أمنا في العالم، حيث المواجهات المسلحة والقصف الجوي المتواصل.
واعترافا بجهودها في توثيق معاناة الناس ونقلها إلى العالم، اختارتها منظمة “مراسلون بلا حدود” صحافية العام 2015، وكانت قد حصلت في تشرين ثاني/أكتوبر الماضي في واشنطن، على جائزة بيتر ماكلر للصحافة الشجاعة والأخلاقية.
مشاهد من إدلب
من خلال مقالاتها وتدوينتها التي تنشرها بالعربية أو بالإنجليزية تصف زينة مدارس إدلب التي تشتغل بفضل المنظمات الخيرية، ومشاهد الأطفال وهم يلعبون في الحدائق التي تحولت إلى مقابر.
تروي زينة كيف يتجول سكان إدلب في الأزقة ليلا من دون أضواء حتى لا تعرف طريقهم القنابل، وكيف يحيون الأفراح والأتراح في المخابئ.
تحاول الصحافية الشابة تصوير ظروف عيش هؤلاء تحت رحمة البراميل المتفجرة التي تلقي بها طائرات القوات النظامية على القسم الشرقي المعارض من مدينة إدلب.
بالنسبة لزينة الأموات هم أصدقاء وجيران وتلاميذ صغار. وهي لا تتوانى عن البوح بخوفها من الغارات والبراميل المتفجرة لأول شخص تقابله، ومع ذلك لا تتوانى عن سعيها لنقل حقيقة ما يجري في مدينتها إلى العالم.
” الحب،” تكتب في رسالة لزوجها الناشط في إدلب، “هو عندما ينتفض شخص أمام النافذة ليقي جسمك من شظايا برميل متفجر”.
عندما اندلع الحراك الشعبي ضد حكومة الرئيس بشار الأسد في سنة 2011، أنهت زينة ارحيم دراستها في لندن، وعادت صيف ذلك العام إلى إدلب، مسقط رأسها، لتشارك في المظاهرات التي خرجت إلى الشوارع.
بعد رحلات ذهاب وإياب دامت سنتين، قررت زينة أن تعود بصفة نهائية إلى سورية، لتكون شاهدة على ما يقع هناك، وانخرطت في تعليم آخرين مهنة الصحافة.
جالت شمال البلاد لتستقر بعدها في أحد الأحياء المعارضة في إدلب.
“رغم القصف، المجتمع المدني هنا أكثر نشاطا من باقي المدن. العديد ممن انشقوا عن النظام اختاروا العيش هنا ومساعدة الناس على الصمود” تقول زينة.
زوجة بوتين مع الجيش السوري الحر!
ذاكرة نساء سورية
تعتزم زينة عرض فيلم وثائقي أنتجته بنفسها، في أميركا وأوروبا. ويتمحور بشكل أساسي حول معاناة المرأة السورية من خلال متابعة خمس ناشطات في المدينة يعملن في إسعاف الجرحى.
حول الفيلم كتبت زينة: “كل الشرائط التي تعرض عن سورية تتحدث عن الرجال… كان مهما بالنسبة لي أن أسلط الضوء على عمل جبار تقوم به هؤلاء النسوة. خاصة في ظرف كهذا. تاريخ سورية سيكتبه الرابحون من الرجال، أما النساء فسيتم نسيانهن. بهذا الشريط سيظل عملهن محفوظا في الذاكرة. من أجل مستقبل بلدنا”.
وبينما ترزح إدلب تحت ثقل اليأس والدمار، تؤكد هذه زينة أن ليس الأمل وحده ما يمدها بالقوة، وإنما التزامها تجاه من ماتوا في سبيل أن ينعم الآخرون بـ”وطن أفضل” وبـ”الحرية”.
المصدر: جريدة لوموند الفرنسية