قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، في معرض تعليقها على «التحالف الإسلاميّ لمُحاربة الإرهاب» بقيادة السعودية، إن تشكيل تحالف كهذا، يعمل على محاربة ما أسمته بالإرهاب الجهاديّ، هو تحالف مثير للاهتمام بكل المعايير، على حدّ تعبيرها.
ورأت الصحيفة العبرية، نقلاً عن مصادر سياسيّة وصفتها بأنّها عليمةً جدًا في تل أبيب، رأت أنّ هذه الخطوة تُعتبر «إنجازًا دبلوماسيًا» كبيرًا جدًا للسعودية حتى على الصعيد العالميّ، متسائلةً عن دور ومكانة (إسرائيل) من هذه القصة.
الصحيفة لفتت إلى أنّ السعوديّة التي تقود جبهة تخفيض أسعار النفط، تُلحق ضررًا بكلٍّ من روسيا وإيران وفنزويلا بشكلٍ خاصٍ، ومن الواضح، أنّ ذلك يأتي في إطار معاقبة روسيا على مساعدتها للرئيس السوريّ «بشار الأسد»، كما أنّها تُضعف إيران وهي مصلحة إستراتيجيّة للسعودية، على حدّ تعبيرها.
علاوة على ذلك، أكّدت الصحيفة أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ، «بنيامين نتنياهو»، يُعلّق الآمال على نسج العلاقات، بل وربمّا أيضًا «حلف مع السعوديين»، لافتةً إلى وجود مصالح مشتركة بين الجانبين، بكلّ ما يتعلّق بمحاربة ما سمتها الهيمنة الإيرانية ومشروع إيران النوويّ.
وأضافت إنّه توجد أيضًا مصالح مشتركة في محاربة التطرف والإرهاب، ومشيرةً إلى أنّه في الأساس الدولة العبريّة بحاجةٍ أيضًا إلى مشروعية دوليّة وإسلاميّة، ومن شأن السعودية أنْ توفر ذلك لإسرائيل، حسبما ذكرت.
إنجاز دبلوماسي ذو أهمية عالمية
أما محلل الشؤون العسكريّة في موقع (YNET) الإخباريّ-الإسرائيليّ، «رون بن يشاي»، فقال إنّ مجرد جمع السعودية على أراضيها مندوبي 33 دولة إسلامية، عربية وغير عربية، من آسيا وأفريقيا، والتوصل معهم إلى اتفاق وإعلان مشترك عن قيام تحالف لمحاربة الإرهاب الإسلامي المتطرف، هو بمثابة إنجاز دبلوماسي ذو أهمية عالمية.
وبرأيه، يشهد قيام التحالف على مكانة السعودية بوصفها زعيمة للتيار السني المعتدل في الإسلام بلا منازع وقوة عظمى إقليمية. وتعكس أهداف الصراع وتركيبة التحالف بدقة خريطة مصالح السعودية والدول الخليجية الأخرى.
وأوضح أنّ إعلان قيام التحالف يجب ألا يكون مفاجئًا، فمنذ نشوب الاضطرابات في العالم العربي في ديسمبر/كانون الأول 2010 بدأت السعودية في بناء مكانتها كقوة سياسية عظمى وكزعيمة عسكرية إقليمية ولاعب مركزي في الاقتصاد العالمي.
سياسة إقليمية نشطة وحكيمة
«بن يشاي» قال إن السعودية تنتهج سياسة إقليمية مستقلة نشطة وحكيمة وعدائية تقوم على استخدام ذكي للبترودولار، ليس فقط لشراء كل ما تقع عليه يدها كما في الماضي، إنمّا كمحرك للضغط ووسيلة للإغراء السياسي، مما جعلها زعيمة للعرب بلا منازع في الفترة الحالية.
وأشار إلى أنّ «هذا الانقلاب الحاد الذي طرأ على الإستراتيجية والسلوك السعودي لم يجر من خلال الرغبة في ذلك أو الإقناع، إنما جرى من خلال الضرورة القاهرة والإدراك بأنه ليس للسعوديين من يعتمدون عليه سوى أنفسهم، ومن المعلوم أن المصلحة المركزية للعائلة المالكة السعودية هي البقاء في الحكم».
ويُشكّل هذا الهدف البوصلة والمصلحة العليا للأمن القوميّ الذي توجه جميع جهود النظام في السعودية للمحافظة عليه. وهذا هو السبب الذي جعل السعودية ترى في السعي الاستراتيجي لإيران للهيمنة الإقليمية، سواء بواسطة التخريب والإرهاب أم من خلال امتلاك سلاح نووي، خطرًا وجوديًا تقريبًا.
وتابع إنّ «إدارة أوباما خيبت أمل السعوديّة، ففي كل الأماكن التي كان التدخل الأمريكي مطلوبا .. خيبت الإدارة أمل المملكة».
وبرأيه، الخطيئة الكبرى من وجهة النظر السعودية كانت الاتفاق النوويّ مع إيران الذي سيتيح لنظام آيات الله الشيعة بالحصول على سلاح نووي بعد 15 عامًا على أبعد تقدير، وتهديد العائلة المالكة به.
وأضاف المحلل «ومن دون شك فإنّ خيبة الأمل من واشنطن هي السبب الأساسي لقرار السعوديين أخذ مصيرهم ومصير الأنظمة السنية بأيديهم».
تحالف إسرائيلي مع السعوديين
من ناحية أخرى، أوضح «بن يشاي» أنّه «إزاء هذا كله، بات واضحًا لماذا رئيس الوزراء نتنياهو وكذلك أغلبية زعماء المعارضة في (إسرائيل) يعلقون، كما يبدو، آمالاً على علاقة وربمّا حتى تحالف مع السعوديين، سواءً لوجود مصالح مشتركة في الصراع ضدّ تطلع إيران إلى الهيمنة الإقليمية وخطة برنامجها النووي، أوْ بسبب وجود مصلحة مشتركة في محاربة الإرهاب الإسلامي المتطرف، وفي إمكان إسرائيل تقديم المساعدة على هذين الصعيدين، وأيضاً نحن بحاجة إلى شرعية دولية وإسلامية تستطيع السعودية أن تمنحنا إياهما».
وتابع «لكن السعوديين ليسوا مستعدين الآن ولن يكونوا مستعدين في المستقبل لعلاقةٍ فعليّةٍ وعلنيةٍ وتعاونٍ كاملٍ مع إسرائيل ما لم يكن هناك اتفاق مع الفلسطينيين».
واختتم «بن يشاي» حديثه بالتأكيد على أن «المطلوب هو مؤتمر سلام برعاية السعودية، تقول مختلف الشخصيات السعودية المحترمة للإسرائيليين الذين يتحدثون معها، لكن يجب أنْ يكون واضحًا أنّ السعودية في مثل هذا المؤتمر ستدعم المطالب الجوهرية الفلسطينية وستقف صفًا واحدًا مع الفلسطينيين فيما يتعلّق بقضية حق العودة والحدود والأمن»، على حدّ تعبير المُحلل الإسرائيليّ.
رأي اليوم
الصهاينة يمدحون السعودية :)