لقد طال ليل العدى
شارك الموضوع:
وطن- لقد طال ليل العدى و طغى السواد على السواد
و نور الدين خبى و كاد مطفأ كأن العباد بغير نفع للعبادي
خيرُ الخلائق من غير سبلٍ كدها هم رد كيد الكيادي
لجمع مال الحرام سعيهم تُراكم فوق مال الكمادِ
و ان غدهم ابتلاهم بالضياع و انحراف الفضيلة و إنعدام الرواشد
و يا لوعة الاوطان اذا ما الأخ من الاحسان خالٍ من جديد او إيجادِ
و هو في غوارق الغايات مراد للمرادِ بشاعة جشع و قلب حب لازديادِ
فأمسى الانس روحٌ شرورٌ مدام سكرت على دما الاجساد
بعداً عن فعائل الانس فيا محلى فظائع اكلي الأكباد
فيا مصير الشر لو اعتبر دامع الاعين في ظل ثمود و طل عاد
خبز الحرام جوفه اكلٌ قتل ثكلى أيتام دمار غرور و سبة عنادِ
و هو في عناء الدُنيا نواحٌ على أيام عسر و ضراء أعوام عدادِ
وان هان عليه همه مستباد كان رهن صرير غوم الهموم و ازديادِ
و لكن كيف صار الحر ذو الفضل الاشم ثم أمسى عبداً للعبادي؟
في حنايا ليل الرؤا في ظل احلام نُسك و تعبد و سهادِ
سلوان عيش سنون سعدها راحة نعومة ايك و قز وسادِ
كحلاء ليل فاتح الجفن و النجم جلى و طير الربى للصبح شادِ
هلل الصبح لغض النضائر و البلبل للنور صادح و مغرادِ
و كم من كهل مناه لو شب شاباً يتعبد في صوامع الزهادِ
همام ضيغم الوغى بالعزائم ذائراً امام الردى يوم الشدادِ
صاحب قول لسان حكمة موسر حاله مطلق ارباب الفسادِ
فلسطين ماجت بيضاء التلول
حسرة مَلَكَت الأنفس فضاقت الأضلع إلى أن جاش الفؤادِ من هم الفؤاد
طاف الدمع مدرار من الأجفان لوعة اساً فاضت الحاديات بإنشاد
كيف القلوب بالاحزان لظاها نفقّٓ الأصيلُ و خوانٌ العهود بفرحة جمة و سعاد
فرس صَلولها بأرضي تنساب و بصفرة إعصار سحاب هباب الجراد
و لنا و صل بسيف الحزم من كسرى منال ابابيل طير و بدائع هدهاد
هذا له افراح العمر وذاك للوعات الردى رنين صدى و تردادِ
و اممٌ امام اليم أياديها مدت تستعطف شواعر صلد و حنايا جمادِ
و دويلات على البطون زواحف من غير غمد ارتمت على رمالها الأغمادِ
كيف هذا و نحن للورى ما لم نضرمُ ارض العدى نار غضى و رماد؟
ابعد كلابك عنا أيها الكلب! وإلا ايامك حشر موت و شحار حدادِ
لا جفت بحور الادمع في الأجفان و الضمائر بظلمة الأكفان عقودٌ عداد
موطني تحت شفار المباضع و شرع البر و الكتاب موحد السهاد
ما غركم اعراب الفرس؟و مكة المكرمة قبلتنا و ليس مثلها في البلاد؟!
فهل من بين ليلة حلكاء لنا صحوة حوتنا تجدد روح العرب اجداد و امجادِ؟