لهذه الأسباب واشنطن لا تريد قطيعة بين الرياض وطهران
شارك الموضوع:
عبرت إدارة الرئيس باراك أوباما عن قلقها العميق من أن يؤثر تأزم العلاقات السعودية الإيرانية على الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في سورية والعراق، وعلى الجهود الدبلوماسية لإيجاد حل ينهي الحرب الأهلية في سورية.
وعلى الرغم من دعوات التهدئة، التي أطلقتها الإدارة الأميركية من أجل تخفيض حدة التوتر بين إيران والسعودية، إلا أن التصعيد بين البلدين يهدد بقطيعة جدية.
تداعيات إعدام النمر
وقالت صحيفة واشنطن بوست إن “أعضاء من الإدارة الأميركية انتقدوا، بطريقة غير معلنة، استفزاز السعودية للشيعة” من خلال تنفيذ الإعدام على رجل الدين الشيعي نمر النمر، الذي اعتقل قبل سنتين وحكم عليه بالإعدام “بسبب التحريض ضد العائلة المالكة السنية”.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول في الإدارة الأميركية قوله “إنهم يلعبون لعبة خطرة”، في إشارة إلى الساسة في السعودية.
وأضاف المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه “هناك تداعيات أكبر من مجرد ردود فعل على هذه الإعدامات.. بما في ذلك الأضرار التي تلحق مبادرات مكافحة داعش وعملية السلام في سورية”.
وبالنسبة للسعودية فإن مخاوف أميركا إزاء أحداث نهاية الأسبوع طفيفة وتعتقد المملكة أن الغرب “يخنع لإيران الشيعية في مجموعة من القضايا”، بحسب واشنطن بوست.
ويؤكد مسؤول سعودي رفض الكشف عن هويته للصحيفة الأميركية أن “طهران تحشر أنفها في الغرب (..)، وتستمر في دعم الإرهاب وإطلاق الصواريخ الباليستية، ولا أحد يفعل أي شيء حيال ذلك”.
“لقد طفح الكيل” يقول المتحدث السعودي”، مضيفا “في كل مرة يفعل الإيرانيون شيئا، تتراجع الولايات المتحدة، لذلك فإن السعودية بدأت تتحرك”.
مواضيع خلافية بين الرياض وواشنطن
وعلى الرغم من أن المملكة السعودية وأميركا لديهما تاريخ قديم ومشترك في حملات مكافحة الإرهاب ودعم الاستقرار في المنطقة، إلا أن التوتر بدأ منذ الهجمات الإرهابية لـ11 أيلول/ سبتمبر 2001، تقول واشنطن بوست.
واختلف الجانبان حول كيفية الرد على الحرب الأهلية السورية التي بدأت في أواخر عام 2011، إذ حثت الرياض على رد فعل أميركي قوي، بما في ذلك التدخل العسكري المباشر على الأرض وتوفير أسلحة متطورة للمعارضة السورية.
وفي اليمن، تحالفت واشنطن مع الرياض في حملتها ضد تنظيم القاعدة، من أجل فرض الاستقرار في المنطقة.
وتقول واشنطن بوست “عندما بدأ السعوديون عاصفة الحزم، العام الماضي، ضد المسلحين الحوثيين، قدمت الولايات المتحدة بعض المساعدات، رغم وجود اختلافات خفية حول إصرار السعودية أن الحوثيين هم امتداد للعدوان الإيراني”.
والأهم من ذلك، أن المملكة العربية السعودية تعترض بشدة على الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى.
كما أن السعودية تصر على أن إيران ستواصل جهودها لتطوير السلاح النووي، وهو ما تنفيه بشدة الإدارة الأميركية، وتبرر واشنطن ذلك بالتزام إيران بالاتفاق الذي يقوضها من تطوير أو امتلاك أي سلاح نووي يهدد المنطقة.
مؤاخذات أميركية على السعودية
وتعبر الإدارة الأميركية، من جهتها، في كثير من الأحيان عن “مخاوف بشأن الممارسات القضائية السعودية، خاصة في قمع المعارضة السياسية السلمية”، حسب الصحيفة الأميركية.
ويقول مسؤولون في الإدارة الأميركية إن تصرفات السعودية ستكون لها تداعيات في المنطقة وفي جميع أنحاء العالم الإسلامي.
وترى واشنطن أنه رغم العوائق التي شابت علاقتها بالرياض، الا أنها تحسنت نوعا ما منذ تولي الملك سلمان قيادة المملكة بعد وفاة الملك عبد الله.
وفي الآونة الأخيرة، عملت الإدارة الأميركية جاهدة لاعادة العلاقة بين السعودية وإيران من أجل المبادرة الدبلوماسية لإنهاء الحرب الأهلية في سورية ومحاربة تنظيم داعش في سورية والعراق.
وخلال الشهر الماضي، جلست طهران والرياض معا لأول مرة على طاولة واحدة ووافقتا على الصفقة التي صاغها وزير الخارجية الأميركي جون كيري، لتعزيز المحادثات بين المعارضة السورية وممثلي نظام بشار الأسد تمهيدا لتشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات في نهاية المطاف.
المصدر: واشنطن بوست (بتصرف)