قناة ‘الجديد‘: سعد الحريري مندوب لبنان الدائم في الرياض ونصر الله بياع كلام !

(وطن – وعد الأحمد) على طريقة مسلسل الأطفال الشهير “غرانديزر” أو”الصحون الطائرة” قدّمت قناة “الجديد” اللبنانية مقدمة لنشرة أخبار عصماء لم تخرج عن دائرة الكلام المجازي الرنان الذي لطالما اشتُهرت به، تعليقاً على إعدام رجل الدين الشيعي “نمر باقر نمر” واصفة إحراق السفارة السعودية بـ” الاستيعاب الديبلوماسي” وناقلة عن روحاني توعّده بـ”ملاحقة الفاعلين” وسط “الشرارات الغاضبة التي تطير من إيران إلى المملكة “العادمة”–حسب وصفها- وفجأة تقفز مقدمة النشرة لتحدث عن “الأمين العام لحزب الله” الذي يقدم أكثر الخطابات نارية تجاه السعودية– فهو هنا كما يُخيّل للمشاهد لا يمتلك من رد سوى الكلام الأجوف على مبدأ الإعرابي الذي قال عندما سرق اللصوص إبله “ذهبوا بالإبل وأوسعتهم شتماً”.

وتتابع نشرة الجديد بكثير من التبجح الأجوف وبأدنى مستوى من الحياء الذي يُفترض أن تتمتع به قناة إعلامية أن نصر الله يسمي ظلمها -أي السعودية- بالأحرف الأبجدية الأولى والأخيرة– دون أن توضح المقصود- لتكمل أنه “لا يعدم حرفاً لإدانة “أدائها” لكنه -كما قالت- “لفت انتباه الشيعة في العالم إلى عدم تحويل هذا الموضوع إلى قضية سنية شيعية ولا يجوز وضعه في خانة أهل السنة والجماعة والذهاب من خلال هذا الدم إلى فتنة مذهبية.

فالقناة تفترض هنا أن ما يُراق على يد الإيرانيين وجماعة نصر الله ذاته في سوريا منذ أكثر من أربع سنوات هو “ماء مسكوب”، وتابعت أن في هذا “خيانة لدماء الشيخ “النمر” وخدمة لأهداف “القتلة” وقبل الركون إلى الحكمة في درء الفتنة”.

وتمضي مقدمة النشرة بنبرة أقرب إلى الاستهزاء مكرّسة فكرة “الكلام الغوغائي الذي اعتاد نصر الله ترديده” دون أن تنتبه، مشيرة إلى أن زعيم حزب الله “حكم” على السعودية بمئة ألف جلدة من “العيار الخطابي الثقيل” الذي افتتحه –كما قالت بنعي لزمن المجاملة مع المملكة–وكأنها تتحدث عن علاقات بين دول وليس عن زعيم عصابة إرهابية من شذّاذ الأرض.

ونصر الله بحسب “قناة الجديد” “جرّد المملكة من شبه جزيرتها واصفاً وجهها الحقيقي بأقسى العبارات”.

وتتابع أنه “توقف طويلاً عند إصرارها على إعدام النمر في هذه الظروف التي تمر بها المنطقة وكان بإمكانها –حسب قوله – أن تبقيه مسجوناً لسنوات، متحدثاً عن وجود متأملين بـ”تعقل سعودي” واعتدال وذهاب إلى حوار سياسي ومفاوضات لذلك جاء الإعدام صادماً.

والتفتت الجديد في نشرتها “العصماء” إلى “سعد الحريري” واصفة إياه بـ “مندوب لبنان الدائم في الرياض” لمجرد أنه قال إن “النمر-هو مواطن سعودي-يخضع كسائر المواطنين السعوديين والمقيمين في السعودية لأحكام القوانين السعودية وليس مواطناً إيرانياً تنطبق عليه قواعد الباسيج والحرس الثوري”.

وعادت مقدمة النشرة لترى أن نصر الله “قال ما يعتمره القلب من سنين أما الحريري فردّ “وظيفياً” بوصفه حامل الجنسية السعودية أولاً”.

وبعد أن تشرّق الجديد وتغرّب في نشرتها “الصميدعية” تركن إلى الحكمة اللبنانية “على الأرض ياحكم” لتقرّ بأن “حدود العاصفة محلياً إلى إنحسار ووأن إيران تنحو إلى تغليب الحكمة” لتختم أن “إتباع طرق التعقل– بالنسبة لإيران طبعاً- لا يلغي صوراً “شائنة” طبعت نظام الحكم في المملكة”.