مذكرات على هامش الغُربة
مللتْ
وعداً كاذباً عن حلمْ
عن غيمة أقطفها من السماء
و الأيام مركبٌ
لا دفةَ لا شراع
فلتكوني رحيمة أيَّتُها الرياح
رفقاً بمسافرٍ تاهْ في ضوضاء الحرب
و الجثث و ذاكرة الدماء
أنا اليوم وحدي ، وحدي
و المسافة .. بيني و بينهم مليون جرح،
أرصفُ الذكرى تلو الذكرى علّها تُخفف شيئاً ،
عبثاً
فلا تُحمّلوني أحبائي كلّ
هذه الأعباء
رفقاً أحبائي .. رفقا ..
———————————–
أمشي في البلاد الغريبة
أتأمل الوجوه الغريبة
و هي ترمقني بازدراء
و هي تقسمني مناصفة ً
أفكرُ : أأزقة هذي البلاد مسلمة !!
أناسها ، رجالها ، نساؤها ، بالله أستحلفكم
مسلمة .. !!
و كأنّي أسفُّ الماء من عيونهم
من وجوهم ..
عبثاً أفكرُ ، و يُتعبني التفكير
فأنزوي لجرحي وحيداً
و الوحدة أرحمُ
من حنقهم ، و امتعاضهم لوجود
وجهي الغريب بينهم ..
أمسلمون !!
سألتني مئذنة عنكم
أمسلمون !!
تعالوا لنتصارح أمام مآذننا
و ساحاتِ مساجدنا ،
دُمى أنتم
أوراق ، أحجار شطرنج
أشياءَ في الشوارع ،
في المحلاتِ ،
في الساحات ، مرمية
فلا تثقبوا آذاني
تعبتُ التفكير..!
أين أمضي و أشرعتي سرقت
و أجنحتي قطعت
فأي كذبةٍ عن الدين عن الحق عن الوطن لفقتموها
لا وطن و لا مدن في المدن
أحرقتم كل شيء
أحرقتم .. جسوره
أعمدتهُ
قلبه
نبضه
و عشقهُ
أين أمضي
في زمن التيه
و أنا
إنسانٌ سلبوا منه الإنسانية ..!!