رصدت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية التحالف، الدّولي الذي تم تشكيله قبل عام ونصف لمواجهة تنظيم “داعش”، وساهمت فيه مجموعة من الدول، أغلبها أوروبية، بالإضافة إلى دول الخليج والأردن والمغرب.
وتوضح “لوفيغارو” أن الولايات المتحدة الأمريكية شاركت في الغارات الجوية على “داعش” بأكثر من 100 مقاتلة تنطلق من مختلف قواعدها الجوية بالشرق الأوسط.
بينا تحارب بريطانيا بحوالي 20 طائرة، وأرسلت فرنسا 12 طائرة، حطت في كل من الإمارات والأردن.
وتورد الصحيفة الفرنسة آخر المعطيات التي أعلن عنها، وتكشف أن الولايات المتحدة الأمريكية قامت بقصف 4942 موقعا للتنظيم، و4517 بناية كان يتحكم فيها، بالإضافة إلى 677 موقع تدريب، وتدمير 129 آلية عسكرية ثقيلة.
واستهدفت الضربات أيضا عددا من المناطق النفطية التي يسيطر عليها “داعش”، خاصة مع امتلاكه لعدد كبير من الحقول البترولية، وبفضلها يجني ما يناهز المليون دولار يوميا، من خلال الاتجار في السوق السوداء.
وقام التحالف، منذ 22 ديسمبر المنصرم، بشن 9000 غارة جوية، أكثر من ثلثها في العراق، و80 في المائة منها نفذتها الولايات المتحدة الأمريكية، في حين نسبة الغارات الفرنسية لا تتجاوز 5 في المائة.
واستنادا إلى ما نشرته وزارة الدفاع الأمريكية، فإن تكلفة التدخل العسكري، منذ سبتمبر 2014، تتجاوز 5.3 مليار دولار، وهو ما يجعل التكلفة اليومية للحرب على “داعش” تصل إلى 11 مليون دولار.
أما الضربات الجوية الروسية في سوريا، فقد تركزت، منذ الأيام الأولى، على أهداف بكل من منطقة حما وحمص واللاذقية، وذلك من أجل حماية قوات بشار الأسد.
وبعد ثلاثة أشهر من بداية هذه الضربات، يؤكد معهد الدراسات الحربية “ISW” في مونتريال الكندية أن الجزء الأكبر من المناطق التي تستهدفها روسيا، تركزت في الشرق السوري، حيث تتواجد أكبر كتائب الجيش الحر، في الوقت الذي تتهم فيه منظمة العفو الدولية روسيا بقتل عدد من المدنيين خلال هذه الغارات، وهو ما تنفيه موسكو.
وخلال الأسابيع الأخيرة، أظهر الكريملين رغبة في التقرب إلى التحالف الدولي لمواجهة “داعش”، حيث التقى وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في السادس عشر من ديسمبر الماضي، وكان موضوع اللقاء هو البحث عن اتفاق بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن حول هذا الموضوع، كما أنه منذ تاريخ 26 نوفمبر، أبدت موسكو رغبتها في التعاون مع باريس، في مجال تبادل المعلومات والتنسيق في ما بينهما.
يأتي ذلك في الوقت الذي تشير فيه آخر التقارير إلى أنه، ونتيجة للضربات التي قامت بها قوى التحالف، فإن تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” فقد ما يناهز 14 في المائة من المناطق التي كان يسيطر عليها، مع بداية العام الجاري، مقارنة مع بداية 2015.