أربع نساء يحركن بشار الأسد إعلاميًّا وسياسيًّا
شارك الموضوع:
كان على الرئيس السوري بشار الأسد الاستعانة بحاشية من الشخصيات التي تعمل من أجل بقائه، حاشية تقدم المعونة والدعم ودورًا غير دور مقاتليه على الجبهات، فبينما كان الشبيحة ينقضون على السوريين بالقتل والاعتقال والتعذيب، كان هناك آخرون وأخريات يؤدون أدوارًا مختلفة.
أربع نسوة فضلهن الأسد على الرجال من حوله، عملن بوفاء شديد على المستوى الوطني والدولي من أجل بقاء نظامه، حددن له ما الذي يجب أن يقوله وعن ماذا يصمت، ومن يواليه ومن يعاديه، نقلن له نصائح من حلفائه كي لا يخرج عن النص، نسقن مع وسائل الإعلام الأجنبية كي تبديه رئيسًا شرعيًّا يواجه إرهابيين.
تقرير موقع “ساسة بوست” التالي يركز على أربع نساء قريبات من بشار الأسد.
بثينة شعبان
بثينة شعبانكونها حاصلة على شهادة الدكتوراه في اللغة الإنجليزية، فقد عملت بثينة شعبان مترجمة للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، لكن ولاءها الشديد للنظام السوري جعلها اليوم من أبرز الشخصيات المقربة من بشار الأسد؛ فهي مستشارته السياسية والإعلامية، ولأنها لا تطمح إلى السلطة كما يظن الأسد فهي إحدى الشخصيات الأقرب له، تراه على الأقل أربع مرات أسبوعيًّا إن لم تكن حاجة لأن تراه كل يوم.
شعبان التي تجاوزت الستين عامًا، تصر أن تدعم الأسد، ويعد هدفها الرئيس هو بقاء الرئيس في الحكم بسوريا، لذلك لا تترك مناسبة إلا تصرح بما يتوافق هوى مع النظام السوري، وقد أعربت عن ارتياح سوريا عقب توقيع الاتفاق النووي الإيراني بين طهران ودول الغرب، وقالت: “أنّ إيران وبعد هذا الاتفاق ستلعب دورًا إيجابيًا في الشرق والغرب لإحلال السلام في المنطقة والعالم”.
وقد أدت شعبان دورًا هامًا في استعطاف الغرب لصالح نظام بشار الأسد، مستغلة العديد من الأوراق ومنها الأقليات، فتبكي وهي تتحدث عنها قائلة: “ألا يخشى الغرب المسيحي على مصير المسيحيين في سوريا؟!” أو تقول خلال حوارها مع صحيفة “لوموند” الفرنسية “لماذا تفضلون الإرهابيين على الحكومة السورية؟ لماذا لا يتهم الغرب بالمنظمات الإرهابية مثل “داعش” و”جبهة النصرة” الموالية للقاعدة”.
شعبان لا تتوانى عن فعل أي شي من أجل تبييض وجه الحكومة السورية، كأن تدعي أن صور 55 ألف جثة لضحايا تعذيب النظام السوري هي صور قامت وكالة قطرية بفبركتها، أو أن عدم وصول المساعدات الإنسانية للمحاصرين في القرى السورية يقف خلفه المعارضة السورية.
وقد وصل الأمر إلى حد اتهامها بتدبير عمليات إرهابية خارج حدود سوريا من أجل خدمة النظام السوري، فقد اتهمت في عام 2012 بالإعداد للقيام “بأعمال إرهابية” في لبنان بالتعاون مع الوزير اللبناني السابق المعتقل ميشال سماحة، و”قد استدل القضاء اللبناني على دور شعبان بناء على مكالمة هاتفية مسجلة بين سماحة وشعبان يتحدثان في موضوع التفجير”.
يذكر أن شعبان تبوأت منصب وزيرة المغتربين السورية عام 2006، وهي من عائلة سورية فقيرة من مدينة حمص، ومتزوجة من العراقي الحاصل على الجنسية السورية خليل جواد.
لونا الشبل
لونا الشبللونا الشبل، واحدة من أبرز المدافعات عن نظام بشار الأسد، مذيعة قناة الجزيرة سابقًا، تركت كل شيء بعد اندلاع الثورة السورية وعجلت للوقوف إلى جانب النظام السوري، تولت مباشرة منصب رئاسة مكتب الإعلام والتواصل في الرئاسة السورية كي تتمكن من تقديم الاستشارة الإعلامية للأسد الخاصة بمسار أحداث الثورة.
سرعان ما اجتهدت في تقييم تصرفاته وتصريحاته من أجل دعم روايات النظام الأسدي، فهي كما يقول أحد الصحفيين الأجانب “لاعب خطير، وهي تتحدث مع الأسد مرات عدة في اليوم”، لذلك لم يتردد الأسد في إرسالها مؤخرًا للمشاركة في مؤتمر “جنيف- 2″، في مدينة مونترو السويسرية مع وفد النظام السوري.
على كل وسيلة إعلامية دولية تريد مقابلة الأسد أن تمر عبر الشبل، وتعد أبرز هذه المقابلات هي مقابلة الصحافي الأمريكي “تشارلي روز” من قناة سي بي إس الأمريكية، كانت هذه المقابلة عقب الهجوم بالسلاح الكيماوي في ٢١ أغسطس 2012 – أدى لمقتل أكثر من ١٨٠٠ شخص من المدنيين معظمهم من الأطفال – إذ نسقت الشبل جيدًا لكي تخرج هذه المقابلة، وهي أيضًا تقدم الاقتراحات بشأن تحسين صورة هذا النظام، كأن تقترح بأن “يصدر النائب (الذي لم تسمه) بيانًا مصورًا أو على الأقل مكتوبًا يرفض فيه كل ما صدر عن الجامعة (العربية) اليوم”، أو تقترح ترتيب زيارة الأسد إلى مكان ما وتنصح بتوحيد الحشود لاستقبال الأسد في مكان واحد لتظهر بشكل أقوى، أو تقترح طريقة ما لظهور مناسب، وما الذي يجب عليه أن يقوله الأسد أو يشير به.
لم يقتصر أمر دعم الأسد من قبل الشبل على تقديم الاستشارات والنصائح، أشارت بعض التقارير غير المؤكدة إلى تورطها في تمويل مجموعة من العناصر المقاتلة لصالح الأسد “الشبيحة”، قدر عددها بـ400 عنصر موجودين داخل مدينة السويداء.
قبل أن تعمل الشبل في قناة الجزيرة الفضائية القطرية، كانت تعمل مذيعة في التلفزيون الرسمي السوري، وهي درزية من مواليد العام 1974، وقد أشيعت أخبار قبل أيام عن انفصالها عن زوجها الإعلامي اللبناني في قناة الميادين “سامي كليب”، وعقد قرانها بعد إسلامها بأمر من بشار الأسد من رئيس الاتحاد الوطني لطلبة سوريا عمار ساعتي، المتزوج سابقا والموالي لنظام الأسد.
هديل العلي
هديل العليلم تكن هذه الشابة السورية بارزة في محيط بشار الأسد، إذ كشفت شخصيتها في أعقاب قرصنة الرسائل الإلكترونية في بريد الأسد الخاص عام 2011، واتضح أنها تعمل مستشارة لبشار الأسد.
لم تتوانَ العلي كغيرها من النساء المواليات للنظام السوري، عن فعل كل ما بوسعها من أجل دعم النظام، رفضت عرضًا من جامعة في وارسو، وأفرغت محيطها من كل معارفها المعارضين للأسد، وبدأت تؤكد التزامها السياسي بنهج الأسد. تارة تكتب المقالات التي تنظر للأسد فهو “المصمم على تنفيذ الإصلاحات من أجل شعبه”، وهو المتصدي للـ”العصابات المسلحة التي تحاول ضعضعة الاستقرار في سورية وتقتل المواطنين”، وتقدم له النصائح التي تشمل الدعوة إلى التخلي عن غير الموالين لنظامه، أو توجيه العداء المعلن إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي، فتقول: “من الجيد دوما مهاجمة العدو الإسرائيلي وذكر الموضوع الفلسطيني لتحقيق الشعبية”.
كانت أيضًا تقوم برصد رأي الشارع في خطابات الأسد، إذ جاء في إحدى رسائلها للأسد: “قمت بجمع بعض النقاط التي أرى أنه من المهم ذكرها في الخطاب.. الإسلام، والشهداء، والإصلاحات والأزمة ومستقبل سوريا، والشباب، والشعب، والجيش، والوضع الاقتصادي، وثبات الموقف السوري وقوته، والضغوطات الخارجية، والشأن الإسرائيلي، والدول الصديقة، والدول المعادية، ورسالة تطمين للشعب، ومكان الخطاب.”
على الصعيد الخارجي أيضًا عملت العلي؛ فقد شكلت وسيطًا يخدم الأسد على صعيد العلاقات مع إيران وأوصلت العديد من الرسائل إلى بريد الأسد الخاص، ونقلت نصيحة مدير قناة العالم الإيرانية حسين مرتضى أنه “من مصلحة النظام السوري ألا يوجه المسؤولية عن تفجيرات السيارات إلى عناصر من القاعدة”.
العلي من مواليد “القرداحة”، المدينة السورية التي تعد مسقط رأس آل الأسد، وهي علوية الطائفة، درست العلوم السياسية في جامعة مونتانا في الولايات المتحدة، وهي لا تخفي إعجابها بشخصية الأسد وظهوره وكاريزميته كما تقول. وكما تنقل صحيفة “ذي غارديان” إن هديل كانت تسمي رئيسها الأسد في تعليقاتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك “دودي” وهو ما يكشف التزامها الشخصي والسياسي القوي تجاهه والحرص على بقائه”.
شهرزاد الجعفري
شهرزاد الجعفريشهرزاد الجعفري هي ابنة سفير سوريا في الأمم المتحدة بشار الجعفري، التي منحها منصب والدها خط اتصال مباشر وسريع مع النظام السوري، فعجل اقترابها من بشار الأسد. عملت مباشرة بعد اندلاع الثورة السورية مستشارة متطوعة له.
لقد أدت دورًا هامًا في توجيه بشار الأسد بملاحظاتها المستمرة حول خطاباته ومقابلاته وما الذي يمكن أن يترك انطباعات إيجابية عند مؤيديه وأمام العالم، وطالبته بأن يكون عقلانيًا عند إطلاق الإصلاحات، وقد ساعدها تطوعها الجزئي في اليونيسيف بأن تشكل حلقة وصل بين نظام الأسد ووسائل الإعلام الأجنبية التي سعت لإجراء لقاءات مع الأسد، كما سهل من توسيع دائرة علاقاتها تدريبها السابق في شركة العلاقات العامة الأمريكية “براون ليودز جايمس”.
ومن بين الرسائل التي أرسلتها للأسد في محاولة لتلميع صورته أمام العالم، رسالة حثته على تصميم موقع إلكتروني، وكانت تحت عنوان “الموقع الإلكتروني الرسمي- المسودة الأولى”، إذ عرضت فيها عدة اقتراحات كما قالت: “بعد البحث في صفحات عدد من الشخصيات المعروفة وقادة الدول، أقترح العمل على أهداف أساسية لصفحة إلكترونية رسمية.. ولاحقًا يمكننا إضافة المزيد من الأقسام إن احتجنا إليها.”
ونصحته، كما هديل العلي، أن يركز على عدائه تجاه دولة الاحتلال الإسرائيلي، وتذكر صحيفة “الغارديان” اللندنية أن الجعفري مع صديقتها العلي، زارتا إيران وأعدتا قائمة توصيات للسلوك حيال الإيرانيين.
يذكر أن الجعفري نشأت في مدينة القرداحة الساحلية، المعروفة بغلبة طائفتها العلوية، ودرست بين عامي 2006 و2008 العلوم السياسية في جامعة مونتانا في بوزمان (الولايات المتحدة)، وبعد تخرجها عادت إلى سوريا، فدرست تخصصًا آخر هو الأدب الإنكليزي بجامعة دمشق.
ميرفت عوف
للإخوة العرب الذين لا يعرفون تفاصيل الوضع في سوريا : بثينة شعبان و هديل العلي من الأقلية العلوية ، شهرزاد الجعفري علوية/ شيعية ، و لونا الشبل درزية . منذ 1963 ، الأغلبية المسلمة السنية في سوريا محكومة من تحالف أقليات و الغرب مؤيد لذلك الظلم الفادح رغم أنه يتشدق بما يسميه حقوق الإنسان. انظر للمنظومة الغربية من سياسيين و حكومات و أجهزة إعلام لتراهم يثيرون أتفه الأحداث للكلام عن اضطهاد الأقليات في بلادنا مع أن الذي يجري اضطهاده و قمعه هو الأغلبيات من السكان. إحدى أسباب طول فترة الثورة في سوريا هو الإصرار العنيد من الغرب (و خادمتهم روسيا) على أن تبقى الترتيبات في سوريا كما هي . لكن الله كبير و ما في أكبر منه ، فهذا الظلم لن يدوم و أدعياء الحضارة سينكشفون فالدهر دولاب يدور . هؤلاء فقط حاقدون على أهل الإسلام و لا شيء آخر.