التحرير في ذكرى جمعة الغضب.. ثكنة عسكرية تحبس صرخة المصريين (فيديو)
“خاص- وطن”- تصادف اليوم الذكرى الخامسة لـ”جمعة الغضب” التي وقعت أحداثها في 28 يناير 2011، حيث كان لهذا اليوم دورا رئيسيا في إسقاط نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، لاسيما وأن القوات الأمنية عجزت خلال هذا اليوم عن مواجهة المتظاهرين في ميادين مصر، فضلا عن قطع شركة الاتصالات خدمة الإنترنت.
الشرطة تفشل والجيش يتدخل
شهد يوم جمعة الغضب خروج الملايين في مظاهرات حاشدة بمختلف أنحاء الجمهورية للمطالبة بسقوط نظام حسني مبارك، وهي المظاهرات التي واجهتها الشرطة بالرصاص الحي وقنابل الغاز وخراطيم المياه والاعتقال، كما قتلت الشرطة وأصابت المئات خاصة في صفوف المتظاهرين بميدان التحرير، وفوق كوبري قصر النيل، وكان يوم جمعة الغضب شهد نزول الجيش لأول مرة للشوارع والميادين بعد انكسار قوات الأمن المركزي والشرطة أمام المتظاهرين في الميادين المختلفة وانسحاب أفرادها.
خطاب مبارك
في مساء يوم جمعة الغضب ألقى مبارك خطابه الأول بعد ثلاثة أيام من اندلاع ثورة 25 يناير، ووقوع مئات الشهداء، قائلا إن: هناك محاولات للبعض لاعتلاء موجة التظاهرات والمتاجرة بشعاراتها. وأعلن مبارك في خطابه إقالة حكومة أحمد نظيف، وتكليف الفريق أحمد شفيق بعدها برئاسة الحكومة، ولم يلب الخطاب الأول للرئيس المخلوع أي من مطالب المتظاهرين، كما أنه جاء متأخرا وهو ما جعل المعتصمين بالتحرير وميادين الثورة يصرون على إسقاط النظام والمطالبة برحيله.
الشعب يريد إسقاط النظام
تمكن المتظاهرين الذين تواجدوا بمحيط التحرير من دخول الميدان خلال يوم جمعة الغضب، خاصة بعد أن فشلت الشرطة في التصدي لملايين المتظاهرين رغم استخدامها قنابل الغاز والخرطوش والرصاص الحي, وبعد سقوط عدد كبير من الشهداء فى صفوف الثوار, ورفع المتظاهرون لأول مرة شعار الشعب يريد إسقاط النظام، وهو الأمر الذي تحقق فعليا مع بيان التنحي الذي صدر عن المخلوع حسني مبارك خلال عام 2011.
التحرير.. ثكنة عسكرية
اليوم وبعد 5 سنوات مرت على ذكرى جمعة الغضب التي احتضنها ميدان التحرير رمز ثورة 25 يناير، تحول المشهد إلى صورة مختلفة انعكست في التشديدات الأمنية التي بلغت ذروتها داخل وخارج ميدان التحرير ومنطقة وسط القاهرة. أضف إلى ذلك التمشيطات الأمنية التي أجرتها خمس سيارات فض شغب بمداخل الميدان الذي أصبح محرما على الثوار. وبخلاف التمشيطات الأمنية يتمركز في الميدان عدد من قوات التدخل السريع التابعة لقوات الشرطة وسيارات شرطة عسكرية تتمركز عند مدخل كوبري قصر النيل الذي كان بؤرة جمعة الغضب فى 2011.
لماذا كل هذا الرعب؟
منذ يوم الخامس والعشرين من يناير الجاري تشهد القاهرة وباقي محافظات مصر انتشارا أمنيا مكثفا، دفع الكثيرين إلى التساؤل لماذا كل هذا الرعب الذي يسيطر على نظام السيسي، خاصة وأنه أقدم مؤخرا على إغلاق محطة مترو أنور السادات التي يتواجد بها ميدان التحرير، هذا بخلاف عدم السماح لأي متظاهر أو معارض بالتواجد في الميدان الذي احتضن ثورة إسقاط النظام قبل 5 سنوات.
على ضوء هذا المشهد يؤكد كثير من المختصين أن ما يفعله السيسي اليوم يعكس الحالة التي وصلت لها مؤسسات ومفاصل الدولة، فضلا عن أنها تؤكد بدون شك مدى تخوف النظام الحالي من غضب الجماهير المصرية، ولما لا وهي نفسها التي أسقطت نظام مبارك من قبل رغم تجذر أركان مبارك ورجاله في البلاد بعد أن أمضى بها نحو 3 عقود رئيسا.