ها قد دوي النفير
![](https://www.watanserb.com/wp-content/uploads/2024/09/watan-no-image.png)
غدرتم يا بني الأعجام و فعلكم على الشين شبا,بمدائن العرب عيث الردى,و الأوطان بدمع بؤس الزمان ثورة بركان غضبا.
غدرتم يا اعجام العصر,و غاب عنكم انها ارض هلالنا الخصبا,و ليس لرماحكم المسمومة ثمين صيد ولا لخيرها صك لتراث يسلب نهبا,ولو من خيرها دون كرم منا كسبتم, او نمتم بسكينة فيء شامخاتها بشما,لتركت في الجوف حر جمر لهبا.
هي التي أبت أن تفنى بريح الردى,و نار سهام شرق و غرب و اشرار الدنيا عليها تكالب و تدبدبا.
اذا ما جف السبيل و البئر ظمأ! رفعتم بيض الرايات و المصاحف فوق سمر القنا,و بكم لهفة اشتياق لعيش رغدا,اما كنتم لحدود الزوراء خلف ظلال عباءة الشيطان لحرمة الديار متى رغبا؟و بمكر الثعالب ازلامكم تنساب خلسة و بحمرة الدما و صفرة نواجز الكلاب شلبا.
و اشداق ضواري كشرت عن نيوبها فرحتم لها طربا,خلتها لا بل عرفناها من ديار اللئام سراحين اعترى جلودها الجربا, ساحت بالأرض ارهابا,ما حام حولها إلا الكثير لنتن لسع بعوض و حوام ذباب الأذنبا.
تنافخت ملاليها و زبد القيح بخبث لهاثها , بالدين محبة و على المنابر تحت قباب المساجد للقبلة جثو الصلاة اخوة و احبابا,و للروض الرحيب جوع جراد و شهية جندبا.
لا لا بل انتم جبلتم بنار المجوس و نمت بين شجاياكم شريعة ساسان دينا و مذهبا,و في قلوبكم مرض الجفى,عقود غل و نوايا الماكرينا وربا,كم ناديتم لصدى الدهر توددا أنكم حماة طائفة و مسعف مستضعفي العربا, و دفة سفينة الأمم المخلصين من حكم طغاة و ايام بالسيف عجاف و اعوام سقما, أن لم تكن ارادة الشيطان قد رأت فيكم منفسا,فلما اطفال الاوطان تتنفس شهقات دخان الموت و الاجيال تلوك اوراق الاشجار,بالطين مغمسا برماد الردى,و الحروب في بلاد النزح بحمرة الدم ثلوجها بفعل البارود تزوب مع العدم للشاربين خضبا.
كيف انقلبتم على الاعقاب؟و اي قطيعة هذه؟ بكبرياء عضد التعالي دارجين بشدة قوس لسهام الفتح سحبا؟,فيا غزاة الفرس أن تاج كسرى على جباهكم توسم وشما,رسم اليراع في صفحات زلات التأريخ و سواد مدد طرائس الحكمة و افئدة العارفين دهور و مدى.
خبى نور ساسان ولن يسطع بعدها هنا و فصيح لسان الزمان امة العربا.
سيف العدل مختزل و حد الحق فوق رقاب العدى ممتشق,هل الفقيه مرشد فارس حقا لحبل الله كان مبصرا و زمرته به تسعى و تتعصم؟أليست انفاس إبليس لحفر القبور خير مرشدا و مرتقب؟
كم اعوام مضت و نحن في حروب الموت والوجود و الوغى,و عيش الضنك لاح على الناس مزهلا,و الكل يجاهر بساعديه لمن طغى,و في أوطان بلادي رماح المآثم علينا رعبا مرهبا.
أي دين عدل و بشاعة اعجاما؟ معصومة دون خطايا, بلاد قم أهل الائمامة و غياهب محراب و سرادبا!
كيف كان هذا الغدر منكم يا دعاة صلة الارحام و عمائم في ضلالة لهاث لفرقة و بعادا,أمرهم المحال إلا ضرب الكفوف ببعضها و تلفت الابصار أمام غبار ريح سرابا, وآمال شح ضبابا.
كيف تكيد مجوس العصر برقاب الاجيال حديد جيد أو مرس و رسانا,دون رحمة,تمطرنا غرائب الموت و تسقينا القهر صرفا,رهانا تدلل لبيع سلعة الطوائف رواجا عجبا.
تفلت ارادة إبليس عليكم كفرها بارضنا,فكنتم من جوفه قيح لعاب و اذى.
في مكة مع السجود تراهم لطبول الفتنة ضواربا؟ ثم علينا تغير و تكيد توعدا عواء ذئاب جرباء أتت ديارنا جلبا.
ما أغباكم أهل العجم! احسبتم ان لمكة المكرمة ثمن بخس نضبا؟
ها قد دوت فوق الاثير نفير صيحة,احسبتم ان العربا ما لها خير ملوك الحزم تعلمكم دين اوطان العروبة ادبا؟و الله لن نترك لكم منها حبيبة رمل من ثرى بيداها,ولا تحت سماويها نور من نجمها او لمعان كوكبا.
هنا بلاد العرب فياحة للعرب,ليس فيها بعد اليوم موطن لروم ولا عجما هل فهمتم عجبا؟!