قال الدكتور أمجد الحداد، مدير مركز الحساسية والمناعة بالشركة القابضة للمصل واللقاح “فاكسبرا”، إنه حتى الآن لا توجد حالات إصابة في مصر بفيروس زيكا وأن جميع الحالات بدول أمريكا اللاتينية وخصوصا البرازيل التي على أعتاب احتضان دورة الألعاب الأولمبية.
ولفت في تصريحات اليوم إلى أن منظمة الصحة لعموم الدول الأميركية “باهو” قالا إن عدد الدول والمناطق في الأميركتين التي أعلنت عن حالات إصابة بفيروس زيكا الذي ينقله البعوض، ارتفع إلى 22 أ أي ضعف عددها قبل شهر واحد.
وأوضح أنه عادة لا يكون المرض حادا، لكن منظمة “باهو” قالت إن الفيروس زيكا قد يكون مرتبطا بمواليد في البرازيل أصيبوا بصغر في الجمجمة وتلف في المخ (صعل).
وقدم الحداد 16 حقيقة عن فيروس زيكا وتفشيه الأخير في الأميركتين: منها أن فيروس زيكا ينتمي إلى عائلة الفيروسات المصفرة أو المسببة للحمى الصفراء، ولا يوجد له مصل واق.
ظل الفيروس محصورا في أفريقيا وآسيا من الخمسينيات وحتى عام 2007، حين امتد شرقا إلى جنوب ووسط أميركا.
ينتقل الفيروس عبر بعوض من جنس “الزاعجة المصرية” (إيديس إيجبتاي)، والذي ينقل أيضا حمى الضنك والحمى الصفراء وفيروس التشيكونغونيا.
منظمة الصحة العالمية قالت إنه لا توجد أدلة حتى الآن على أن فيروس زيكا ينتقل إلى المواليد عبر الرضاعة الطبيعية.
منظمة الصحة العالمية قالت أيضا إنه تم عزل فيروس زيكا في الحيوانات المنوية للإنسان، كما أن هناك حالة عدوى محتملة من شخص لآخر خلال العملية الجنسية. لكن هناك حاجة إلى مزيد من الأدلة للتأكيد على أن الاتصال الجنسي هو وسيلة من وسائل انتقاله.
وأكد أنه لا تظهر أعراض المرض إلا على واحد من كل أربعة مصابين بالفيروس ويمكن عدم رصد عدد كبير من الحالات، وهو ما يصعب معرفة الحجم الحقيقي لتفشي المرض في الأميركتين.
وأفاد أن عادة يكون مرض فيروس زيكا غير حاد نسبيا، ومن أعراضه حكة الجلد والحمى وآلام في المفاصل والعضلات تستمر نحو أسبوع، ومن غير الشائع أن يحتاج المصابون بفيروس زيكا إلى نقلهم للمستشفى لتلقي العلاج.
كما تقول منظمة باهو إنه لا يوجد في الأميركتين دليل على أن الفيروس يمكن أن يؤدي إلى الوفاة، لكن وردت تقارير عن حالات متفرقة لحدوث مضاعفات خطيرة لدى أشخاص يعانون من أمراض أو حالات أخرى تؤدي إلى الموت.
ويقول باحثون في البرازيل ومنظمة الصحة العالمية إن هناك أدلة متنامية تربط بين الفيروس زيكا وصغر الرأس (مايكروسيفالي)، وهو خلل في النظام العصبي يؤدي إلى مواليد ذوي رؤوس وأدمغة أصغر من المعتاد.
وأشار إلى أن في شمال شرق البرازيل رُصدت زيادة كبيرة في حالات المواليد المصابين بصغر الرؤوس والأدمغة.
وقالت وزارة الصحة البرازيلية إن حالات الإصابة المشتبه بها بين المواليد بالمايكروسيفالي ارتفعت إلى 3893 حالة حتى 16 يناير/كانون الثاني الجاري.
كما يوجد في البرازيل أعلى معدل للعدوى بفيروس زيكا، يعقبها كولومبيا. كما وردت تقارير عن تفشي الفيروس في الإكوادور والسلفادور وغواتيمالا وهايتي وهندوراس والمكسيك وبنما وبراغواي وبويرتوريكو وسورينام وفنزويلا ودول أخرى.
وقالت وزارة الصحة في كولومبيا إن زيكا أصاب 13500 شخص في البلاد، ويمكن أن يشهد هذا العام سبعمئة ألف حالة.
وشدد على أن رئيس كولومبيا خوان مانويل سانتوس قال إن التقديرات تشير إلى أن خمسمئة مولود سيصابون بالمايكروسيفالي.
ونصحت وزارة الصحة في كولومبيا النساء بتأخير الحمل ما بين ستة وثمانية أشهر لتفادي مخاطر محتملة ذات صلة بزيكا.
كما أن وزارة الصحة في جاميكا نصحت النساء بتأجيل الحمل ما بين ستة أشهر وعام. بينما نصحت السلفادور نساءها بتأجيل الحمل حتى عام 2018.
وفي وقت سابق من الشهر، حذرت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها النساء الحوامل بتفادي السفر إلى 14 دولة ومنطقة في أميركا اللاتينية والكاريبي فيها حالات إصابة بالفيروس.
وأقل من مائتي يوم قبل حفل الافتتاح، ومسؤولو دورة الالعاب الاولمبية في ريو دي جانيرو يعتقدون أنهم يتجهون نحو أزمة، وكذلك البلدان في جميع أنحاء العالم حيث ترتفع المخاوف ليس فقط بالنسبة للمتفرجين، ولكن للاعبيهم. DAILY MAIL
الخطوط الجوية، بما في ذلك الخطوط الجوية البريطانية ولوفتهانزا، تقدم الآن العروض للحوامل للخيار بين تغيير أو تأخير رحلاتهم إلى جميع المناطق المتضررة. وفي الوقت نفسه فإن البرازيل، تصارع للسيطرة على الموقف ، حيث تم إرسال أكثر من 3000 من عمال البلدية في الشوارع لتخليص المدينة من بؤر البعوض، على أمل الحد من انتشار الفيروس، الذي يربط العلماء بينه وبين الآلاف من الرضع الذين يولدون مع رؤوس صغيرة بشكل غير معتاد.
ذلك أن دورة الألعاب الاولمبية في ريو دي جانيرو على وشك كارثة حيث يتنامى الخوف من انتشار فيروس زيكا، الذي خلف أكثر من 4000 طفل حديثي الولادة مع رؤوس منكمشة.
ومن جانبها حذرن الجهات الطبية والدول في جميع انحاء العالم المتفرجين الإناث وحتى الرياضيات في سن الانجاب لإعادة النظر في خططهم للسفر إلى البرازيل خوفا من ما يمكن أن يحدث لأطفالهم الذين لم يولدوا بعد اجتياح البلاد من هذا المرض الذي ينقله البعوض.
أما المسؤولون الروس والاستراليون على حد سواء فقد ارتفعت لديهم المخاوف على هؤلاء النساء اللواتي يتم إعدادهن للتنافس في الألعاب الأولمبية في أغسطس، بينما العديد من شركات الطيران حول العالم التي تقدم للنساء الحوامل فرصة لتبادل أو برد تذاكرهم لتجنب السفر الى المناطق المتضررة – حيث تعتبر البرازيل هي الأسوأ.
وتابع: في الواقع، لقد حذر الأطباء من أن الفيروس لديه “القدرة على إحداث كارثة وبائية، ويمكن أن ينتشر في جميع أنحاء العالم ويصيب ما يصل إلى أربعة ملايين شخص.
واستطرد: حاليا، لا يوجد لقاح لمنح أي من الضحايا المحتملين أي حماية – بينما القضاء على البعوض الذي ينشر الفيروس شبه مستحيل.
وشدد على أن مجموعة من العوامل أدت الى أن يعترف مارسيلو كاسترو، وزير الصحة في البرازيل، هذا الأسبوع: ويقول “نحن نخسر المعركة بطريقة كبيرة.”
ولكن المنظمين يحرصون على التأكيد ان اولمبياد 2016 سوف تمضي قدما – لأن البرازيل لا تزال مقتنعة أنها سوف تسيطر على الوضع مع بداية الألعاب.
ووجه الحداد نصائح هامة منها استخدام دهانات طاردة للبعوض حيث إن النصيحة الأولى التي يقدمها الخبراء هي تجنب لسعات البعوض قدر الإمكان. وتوصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها ومقرها الولايات المتحدة بتغطية الجلد المكشوف بدهانات طاردة للبعوض مصنوعة من مواد خضعت لتجارب.
وينبغي وضع الدهان بصفة دورية بعد اتباع الإرشادات الموضحة على العبوة بمجرد بداية لسعات البعوض. كما ينبغي وضعها بعد دهانات الحماية من أشعة الشمس وليس قبلها، حيث يمكن أن تعمل تلك الدهانات كطبقة واقية للدهانات الطاردة للبعوض.
كما ينبغي للدهانات الطاردة للبعوض أن تكون آمنة على صحة الحوامل، على الرغم من ذلك لابد من استشارة أطباء الولادة قبل استخدامها.
ذلك مع ارتداء أكمام طويلة حيث يتفق الخبراء على النصيحة المتمثلة في ارتداء سراويل طويلة وفضفاضة وأكمام طويلة. كما ينبغي أن تكون الملابس سميكة على نحو يحمي الشخص من لسعات البعوض.
كما توجد أيضا ملابس مخصوصة تحتوي على مادة “بيرمثرين”، وهي عبارة عن مبيد صناعي يدخل في تركيب نسيج الملابس، وذلك قد يتوافر فقط في دول معينة.
ولا ينبغي وضع أي دهان طارد للبعوض تحت الملابس، نظرا لأن الأنسجة ستمنع عملية التبخر، ومن ثم تقلل فاعليتها.
أما عن وقاية المنزل من البعوض فينصح الخبراء بالنوم في أماكن يتوافر بها “موانع للوقاية” قدر الإمكان، مثل أبواب مغلقة ونوافذ محكمة الإقفال فضلا عن الشبكات السلكية للنوافذ التي تحمي من دخول البعوض.
وخلال الليل يمكن أن توفر الناموسيات حماية إضافية. والمسألة لا تتعلق فقط بالحرص مع حلول الظلام، فبعوضة “الزاعجة المصرية”، التي تحمل فيروس زيكا، لسعتها شديدة وتفضل ضوء النهار حتى غروب الشمس.
كل ذلك مع الحذر من النباتات الموضوعة في الأواني
في الوقت الذي يعتبر فيه من المهم للغاية منع دخول البعوض إلى أماكن المعيشة، فمن المهم أيضا مكافحة تكاثرها. ويعتبر الماء بيئة تكاثر مثالية بالنسبة لها.
وتطلب الوكالة الأمريكية للحماية البيئية ودول أمريكا اللاتينية من المواطنين الحذر من المياه الراكدة التي قد تحتوي على يرقات البعوض مثل البرك والدلاء والمزهريات وأواني غذاء الحيوانات الأليفة وأقفاص الطيور والنباتات الموضوعة في أواني.
كما ينصحون بتنظيف مزاريب المياه عدة مرات في الأسبوع وتغطية خزانات المياه وأحواض السباحة حتى يجري تطهيرها بالكلور (لأن الكلور يقضي على البعوض).
ويجب التخلص من أي مياه راكدة لفترة تجاوزت خمسة أيام على أرض جافة، لأن يرقات البعوض ستموت بعد فترة قصيرة عندما تتبخر المياه. فكمية صغيرة جدا من المياه تكفي لبقاء البعوض على قيد الحياة، لذا من بالغ الأهمية ألا تكون المناطق جافة فحسب، بل نظيفة بصفة مستمرة.
وشدد على إحكام غلق القمامة حيث يمكن أن تصبح النفايات المنزلية أيضا ساحة لتكاثر البعوض بسبب المياه المتراكمة.
ويحذر الخبراء أولئك الذين يعيشون في الأماكن الخطرة بضرورة إتباع تدابير احترازية حينما يتعلق الأمر بالتعامل مع القمامة، والتي ينبغي أن توضع في أكياس بلاستيكية مغلقة.
كما يجب التخلص من الإطارات القديمة ومواد البناء الموضوعة خلف المنازل، حيث يمكن أن تصبح مأوى ليرقات البعوض.
ونوه إلى رش المبيدات حيث تفكر السلطات البرازيلية، التي ينتشر فيها وباء فيروس زيكا بمعدلات أسوأ، في التعامل مع المناطق المتضررة من خلال “رش المبيدات” باستخدام شاحنات متنقلة، وهي طريقة تهدف إلى القضاء على البعوض البالغ.
ويعتبر ذلك تدبيرا طارئا قبل تنظيم دورة الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو في أغسطس. وبدون شك قد يؤثر رش المبيدات على السكان، كما يحمل أثرا جانبيا غير طيب على صحتهم.
وعن استراتيجيات مكافحة البعوض قال الحداد إنه قد أطلقت السلطات الوطنية في عدد من دول أمريكا اللاتينية حملات للقضاء على البعوض ناقل فيروس زيكا باستخدام مساعدات تكنولوجية.
ومن بين أكثر المقترحات إثارة للجدل كان مقترح الاستعانة بحشرات معدلة وراثيا لتوليد بعوض عقيم يحد من تكاثر البعوض وانتشاره.
كما تبحث مقترحات أخرى عن حلول غير متوقعة، مثلما فعلت مدينة إيتابيتم، فقد انشأت “جيشا طبيعيا” من أسماك المياه العذبة صغيرة الحجم ووضعتها في خزانات المياه والصهاريج التي تؤوي اليرقات.
وقالت السلطات المحلية لبي بي سي في البرازيل: “الأسماك تتغذى على البيض وتمنعها من النمو”.
أما عن استخدام أجهزة مكافحة البعوض أشار إلى أن في الوقت الذي تتصدى فيه سلطات الصحة العامة للمشكلة على نطاق واسع، يمكن للأفراد أيضا استخدام أجهزة مكافحة البعوض في المنزل.
وهي مختلفة الأشكال والأنواع ومتوفرة في أنحاء العالم. وهناك بعض الأنظمة التي تحاكي جسم الإنسان من حيث انبعاث ثاني أكسد الكربون والحرارة، لذا ينجذب البعوض إليها.
كما تستخدم أنظمة لرش مبيدات البعوض التي تنتشر في بعض الدول على الرغم من أنها مثيرة للجدل لأنها قد تمثل أضرارا بالنحل والفراشات وحشرات أخرى.
ونصح بتجنب السفر بالنسبة لأولئك الذين يعيشون خارج المناطق المتضررة، ينصح الخبراء بتجنب السفر إلى هذه المناطق.
وطلبت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها من الحوامل في الولايات المتحدة تأجيل السفر إلى أمريكا اللاتينية ودول الكاريبي قدر الإمكان.
وأضافت في استشارة رسمية : “من منطلق الحيطة والحذر، وحتى تتوافر لدينا تفاصيل أكثر، ينبغي على الحوامل أن يفكرن في تأجيل سفرهن إلى أي منطقة ينتشر فيها فيروس زيكا. كما ينبغي على الحوامل اللائي يعتزمن السفر إلى هذه المناطق أن يستشرن الطبيب أو أي من جهات الرعاية الصحية”.
بيد أن منظمة الصحة العالمية لا تساند نصيحة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها عالميا.
وقالت المنظمة: “بناء على أدلة متوفرة ، لا تنصح منظمة الصحة العالمي بأي قيود على السفر أو التجارة في ما يتعلق بمرض فيروس زيكا. وكتدبير احترازي، قد تتيح بعض الحكومات الوطنية نصائح عامة تتعلق بالصحة والسفر لمواطنيها بناء على تقديراتها الخاصة”.
ونصح بالحد من الانتشار حيث ينبغي اتخاذ تدابير إضافية في حالة إصابة شخص بغية تجنب تعرضه لمزيد من لسعات البعوض خلال الأسبوع الأول من المرض، بحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
ويأتي ذلك لأن الفيروس في الدم قد ينتقل من شخص مصاب إلى شخص آخر عن طريق لسعات البعوض.
ورغم عدم التأكد من الناحية العلمية بخطر انتقال الفيروس عن طريق الاتصال الجنسي، تشير بعض الآراء إلى ضرورة استخدام الواقيات الذكرية لمدة أسبوعين من التعافي من عدوى الإصابة بفيروس زيكا، فضلا عن اتخاذ تدابير لتجنب انتقال الفيروس عن طريق اللعاب أو افرازات الجسم الأخرى.
ومرضى المناعة هم اشد خطورة من غيرهم لذا يلزم الحرص وتناول عسل النحل والليمون والثوم بكميات كبيرة وعدم السفر اطلاقا للمناطق الموبوءة.