(وطن – وعد الأحمد) أجرى كاتب سعودي مقارنةً بين السويد وبلاد المسلمين تحمل الكثير من المفارقة والغرابة عن طريقة معاملة الإنسان المقيم مهما كان جنسه أو دينه أو عرقه ما بين أوروبا وبلاد المسلمين.
وبدأ الكاتب “عبد الله الدويس”في مقالة مزلزلة بعنوان “الفرق بين السويد والسعودية” بالإشارة إلى وجود وعظ وإرشاد وخطب وقرآن وتفسير وتوحيد وفقه وسيرة، ومئات الآلاف من المساجد وعشرات الآلاف من الوعّاظ، وكل هذا –كما يقول-غير موجود في السويد، ومع هذا تتصدر السويد قائمة دول العالم في الشفافية، بينما السعودية تقبع في ذيل القائمة!
وتابع الكاتب المثير للجدل أن “رسول الرحمة ﷺ أوصى أصحابه بالهجرة إلى الحبشة..وقال: “إن فيها ملكٌ لا يُظلم عنده أحد! لم يكن في بلاد الحبشة قرآن يُتلى ولا خطب تُقرأ، ومع هذا عَمّ العدل والخير في أرضهم” في إشارة إلى استقبال البلد الأوروبي لآلاف اللاجئين السوريين بينما سُدت في وجوههم كل أبواب دول الخليج بما فيها البلد الذي يقارنه الكاتب بالسويد.
ويلمح الدويس إلى أن “مشكلة المسلمين لم تكن في نقص خطب أو تلاوة قرآن أو تدريس حديث، بقدر ما هو في التعامل بالعدل والإنصاف فالقاضي-الذي عيّنه علي بن أبي طالب رضي الله عنه- كما يقول-حكم ليهودي بدرع علي، عندما لم يستطع علي إثبات ملكية الدرع !!”.
ويمضي الكاتب قائلاً إن “الخطب والقرآن والسيرة والحديث إن لم تنعكس سلوكاً في التعامل مع الضعفاء والمساكين وإعطاؤهم حقّهم-حتى وإن لم يسألوه- فإقرأ على مناهجك السلام”.
ويتوقف الدويس عند طبيعة معاملة الإنسان في السويد الذي “لا يُعامل هناك على أساس جنسيته، بل على أساس آدميته” وفي السويد يُقرع باب بيتك في الصباح الباكر بزجاجة حليب طازج لطفلك الذي لا يحمل الجنسية السويدية ! أما بلادنا-كما يقول- فلا يقرع باب المقيم إلا الجوازات لترحيله أو تفتيشه”.
ويشرح الكاتب شروط وظروف الإقامة في السويد بالنسبة للاجىء إليها الذي يحصل على إقامة دائمة بعد المكوث 4 سنوات متواصلة.. أما في بلادنا فيجدّد المقيم إقامته ولو مكث ألف سنة مما تعدون!”. وينتظر المقيم 6 سنوات للحصول على إذن بالزواج من مواطنة! أما في بلادنا فلا يُمنح الجنسية حتى وإن حفظ القرآن والإنجيل والزبور وتاريخ الجزيرة العربية من هبوط آدم عليه السلام حتى العام الحالي”.
ويستطرد كاتب المقالة في مقارناته الموجعة مستحضراً ماقاله الإمام محمد عبدة عندما سُئل عما وجد في أوروبا بعد عودته إلى مصر، فقال وجدت إسلاماً ولم أجد مسلمين وهنا وجدت مسلمين ولم أجد إسلاماً ففي السويد–بحسب الدويس” يتعاملون بالإسلام رغم كفرهم، أما في بلاد المسلمين فنتعامل بمنهج الكفر رغم أنّا مسلمون !!”.
ويعقد الكاتب الدويس مقارنة في طريقة التعامل مع المقيم بين السويد وبلاد المسلمين فهناك–كما يقول- “لا تجد كفيلاً سويدياً يبتزّ مقيماً هندياً أوصومالياً ويطلب منه شيء دون وجه حق” ولا تسمع كلاماً فَجّاً من طفل صغير لم ينبت شاربه، ليقول لك: “إسكت ولاّ وربي أسفّرك!” كما لا تجد خادمة تعمل لمدة 24 ساعة في اليوم و7 أيام في الأسبوع”.
ويختم الكاتب السعودي مقاله بنبرة تهكم داعياً الله أن يجعل وجوده في الوطن العربي شفيعاً له يوم القيامة.