الإمارات تمول تجنيد متطوعين “قوازق” للقتال بجانب روسيا دفاعا عن الأسد

كتب: شمس الدين النقاز (وطن – خاص)

لا تزال التقارير الإعلامية العربية والأجنبية تكشف دوريا حقيقة ما تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة من تآمر مفضوح على الدول العربية التي تشهد ثورات ضدّ الظلم والّتي سرعان ما تحوّلت إلى حروب طاحنة بسبب دعم الإمارات لطاغيتي مصر وسوريا.

فلا يكاد يمرّ أسبوع إلا ويطالعنا خبراء من مختلف أنحاء العالم لكشف حقيقة ما يحدث في سوريا من تدخّل سافر في شأنها الداخلي ودعم بعض الدول العربية لروسيا ولبشار الأسد بهدف إخماد وإفشال الثورة السورية التي أضحت حربا دولية وإقليمية بين مختلف أطراف النزاع.

فقد قال المحلل السياسي الروسي فيتشسلاف ماتوزوف في مداخلته على قناة “دريم” المصرية أول أمس الجمعة “تلقينا دعما إماراتياً في عملياتنا بسوريا وكذلك تأييداً مصرياً.”

الإمارات تموّل تجنيد ميليشيات روسية للقتال في سوريا

وفي شهر أكتوبر الماضي كشفت تقارير إعلامية عربية وأجنبية نقلا عن مصادر روسية أن موسكو قد بدأت بتجنيد متطوعين من القوزاق للإنضمام إلى مليشيات روسية من أجل القتال في سوريا برعاية وتمويل من دولة الإمارات العربية المتحدة وموافقة الأردن ومصر.

ويأتي هذا التحرك الروسي ضمن اتفاق موسكو السري الذي وافق عليه 3 من قادة العرب وهم ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد وملك الأردن عبدالله الثاني وعبدالفتاح السيسي الرئيس المصري، والاتفاق يدعو الى التدخل العسكري لروسيا من أجل انقاذ نظام الأسد ومحاربة الجماعات الإسلامية المقاتلة في سوريا.

وكشفت المصادر الروسية أن الإمارات قد تعهدت بتمويل عملية تجهيز المليشيات الروسية التي يجري الإعداد لها في شبه جزيرة القرم، فقد تم فتح باب التطوع، ومن المتوقع أن يتم إرسال المليشيا خلال الأشهر القادمة لمنع سقوط نظام الأسد.

وتخوض الدول العربية الثلاثة الإمارات والأردن ومصر حربا معلنة ضد الأحزاب السياسية سواء في الداخل أو في الخارج، فقد صرفت حكومة أبوظبي مليارات الدولارات على حربها ضد الربيع العربي والإسلام السياسي، ويساعدها نظاما مصر والأردن في ذلك حيث يلاحق نظام السيسي عشرات الآلاف من شباب الثورة المصرية بالإضافة إلى الرئيس محمد مرسي الذي انقلب عليه في حزيران/يونيو 2013، كما تضيق الحكومة الأردنية على كافة الفعاليات والأحزاب الأردنية التي تؤيد الربيع العربي فيما تسمح وتدعم للأحزاب والنقابات التي تدعم الأسد بحرية الحركة والعمل.

الخماسي المهرّج (الإمارات، مصر، العراق، الأردن وإسرائيل)

من جهته رأى الكاتب البريطاني ديفيد هيرست في مقال له في موقع “ميدل إيست آي” في شهر أكتوبر الماضي، أن حلفاء روسيا الجدد هم، والإمارات ومصر و العراق والأردن وإسرائيل، وأن بوتن وجد هؤلاء الحلفاء سريعًا، مشيرًا إلى أن التدخل الروسي سيكون بمثابة المغناطيس الذي يجذب المقاتلين السنة من كل حدب وصوب.

وأكد “هيريست”، في مقال له بعنوان ” حرب بوتين المقدسة في سوريا “، أن المحلل الروسي والدبلوماسي السابق، فتيسلاف ماتوزوف صرح في مقابلة مع قناة المنار التابعة لحزب الله إن روسيا تلقت دعمًا من دولة عربية لم يسمها ولكنه ألمح بشكل عام إلى دولة الإمارات العربية المتحدة حين قال: إن “الموقف المصري المؤيد للضربات هو انعكاس لموقف أبوظبي”، وأن صوت القاهرة الداعم للتدخل الروسي هو صوت خلفي لدول خليجية أخرى غير السعودية.

وعلى إثر ذلك انضم الدكتور عبد الله النفيسي إلى قائمة المؤكدين على وجود مؤامرة عربية روسية، تهدف إلى حماية نظام الأسد في سوريا ومحاربة الجماعات الإسلامية.

ونشر النفيسي في إحدى تغريداته عبر تويتر قائلاً: “مصر والأردن والإمارات يؤيدون التخدل الروسي العسكري في سوريا لحماية نظام الأسد ومحاربة الجماعات الإسلامية”.

أبوظبي تغرّد خارج السرب

يأتي ذلك فيما أكدت مصادر خليجية مطلعة أن أبوظبي رفضت طلبا سعوديا بالتوقيع على البيان الذي أصدرته سبع دول هي السعودية وقطر وتركيا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية والذي يطالب روسيا بوقف عملياتها العسكرية في سوريا .

وأكدت المصادر أن السعودية التي تدرك دور أبوظبي في دعم العمليات العسكرية الروسية في سوريا أبدت امتعاضها الشديد من الموقف الإماراتي، واعتبرته تغريدا خارج السرب الخليجي إزاء الموقف من الأزمة السورية .

واعتبرت المصادر أن الموقف الإماراتي يصب في اتجاه حالة الاستقطاب بالمنطقة حيث تبدو روسيا وإيران والإمارات ومصر والأردن في جانب، في حين تقف السعودية وتركيا وقطر وتقترب منهما الولايات المتحدة في جانب آخر وبما ينذر بمزيد من الاستقطاب والتدهور في أوضاع المنطقة.

روسيا تطلب من الإمارات الضغط على السعودية

وكشفت صحيفة “العرب اللندنية” في 3 من شهر فبراير الجاري، عن دعم روسيا للإمارات لكي تؤثر الأخيرة على موقف السعودية من الأزمة السورية.

وسلطت الصحيفة الصادرة في لندن بتمويل إماراتي، الضوء على لقاء ولي عهد أبوظبي الشيخ “محمد بن زايد آل نهيان” مع وزير الخارجية الروسي “سيرجي لافروف”، مؤكدة أن هذا اللقاء عكس تقاربًا في رؤية البلدين لطرق حل الأزمة السورية.

وزير الخارجية الإماراتي: إسقاط تركيا للطائرة الروسية عمل إرهابي

ونشرت وكالة الأنباء الألمانية (وام) في أواخر شهر نوفمبر الماضي تصريحات لوزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان، استنكر فيها -بحسب النص الحرفي الذي نشرته الوكالة- “الأعمال الإرهابية التي شهدتها الكثير من الدول في الآونة الأخيرة، وخاصة الطائرة الروسية التي سقطت فوق سيناء بجمهورية مصر العربية، والحادثة الأخيرة التي وقعت للطائرة الروسية العسكرية في سوريا”.

وعلت إثر ذلك، استنكر عدد من الخبراء، ما قاله وزير الخارجية الإماراتيه عبدالله بن زايد، والذي اعتبر أن إسقاط تركيا للطائرة الروسية “عمل إرهابي”، واعتبروا تلك التصريحات بمثابة خيانة للأمة.

واعتبر حسن الدقي، رئيس حزب الأمة الإماراتي، أن تصريحات بن زايد وساسة الإمارات، تتفق تمام مع سياساتهم المعروفة التي تناقض كل مصالح الأمة الإسلامية، وتتسق مع خدمتهم للاستبداد أينما كان والثورات المضادة.

كما أوضح المحلل السياسي حسن أبو هنية أنه خلال العام الأخير، ” أن الإمارات أحد الدول الراغبة في إعادة تأسيس المنظومة العربية التي كانت سائده في المنطقة، (بما يتوافق مع رؤية روسيا وكل الدول الداعمة للثوارت المضادة) وأن محاولاتها لن تنجح فالشعب السوري سينتصر على بشار والإنقلاب العسكري المصري سينهار أيضًا وستجد الإمارات نفسها غريبة في بلاد العرب”.

منذ سنوات والإمارات تدعم الأسد وتحتضن عائلته

هذا وتمثل الإمارات ملجأ لشخصيات النظام السوري فهي محل إقامة لبعض أفراد عائلة الديكتاتور السوري، من بينهم والدته أنيسة مخلوف حيث أكد السفير الأمريكي السابق لدى سوريا روبرت فورد، مغادرة والدة الرئيس بشار الأسد أنيسة مخلوف سوريا إلى دبي، ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن السفير الأمريكي، أن أم الرئيس السوري انتقلت للعيش مع ابنتها بشرى شقيقة بشار الأسد التي غادرت سورية إلى دبي مع أطفالها بعد مقتل زوجها آصف شوكت بتفجير مقر الأمن القومي.

كما يقيم في الإمارات عدد كبير من رجال الأعمال الداعمين لنظام بشار الأسد، في الوقت الذي تقوم به أبو ظبي بتسفير أي شخص له نشاط في دعم الثورات العربية.

وفي الجانب الإقتصادي تمثل الإمارات مكاناً آمناً لتهريب أموال شخصيات النظام السوري، فبعد العقوبات التي فرضت على الشركات الروسية تم تهريب 22 مليار دولار من موسكو إلى أبو ظبي للإفلات من هذه العقوبات، كما تشير المصادر إلى أن رامي مخلوف رجل الأعمال السوري وابن خالة بشار الأسد له حسابات بمئات ملايين الدولارات في مصارف الإمارات.

وفي الجانب الإستخباراتي وبحسب مصادر في الجيش السوري الحر قامت الإمارات بتزويد عناصر في الجيش السوري الحر أجهزة اتصالات، ثم زودت الإمارات نظام بشار الأسد بشيفرتها مما أدى إلى استشهاد عدد كبير من مقاتلي وقيادات الجيش الحر ممن استعمل هذه الأجهزة.

هذا وزودت الإمارات النظام السوري بوقود للطائرات الحربية، حيث نشرت عدد من وكالات الأنباء أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على شركة إماراتية، متورطة في إمداد نظام بشار الأسد بمنتجات نفطية إلى الحكومة السورية، لاستخدامها في تزويد الطائرات العسكرية بالوقود لقمع الثورة السورية.

وقال بيان صدر عن وزارة الخزانة الأمريكية؛ إن شركة “بانجيتس” – ومقرها إمارة “الشارقة” بدولة الإمارات العربية المتحدة – قامت بتوريد منتجات نفطية لسوريا منها وقود طيران منذ عام 2012 وحتى أبريل من العام الجاري (2014)، مشيرًا إلى أنه من المرجح أن تلك المنتجات استخدمت في أغراض عسكرية.

يذكر أن المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له، ذكر أن أكثر من 260 ألفا قتيل سقطوا منذ بداية النزاع في شهر مارس/آذار 2011 بالإضافة إلى مئات الآلاف من الجرحى وملايين المهجرين.

Exit mobile version