( وطن- وعد الأحمد) حكمت محكمة سعودية على الشاعر الفلسطيني “أشرف فياض” بالإعدام بتهمة الردة بدايةً، ثم خُفف الحكم فيما بعد إلى السجن 8 سنوات و800 جلدة بسبب ديوان شعري له بعنوان “التعليمات بالداخل” طُبع ووُزع في بيروت واتُهم على إثره بالإلحاد.
وفي سياق التضامن مع الشاعر فياض نظم كتاب وفنانون وإعلاميون عرب حملة ضد محاكمة الشاعر، ووجه المتضامنون بياناً لـ”ايرينا بوكوفا” مدير عام اليونسكو، للتدخل في قضية الشاعر أشرف فياض.وجاء في البيان أن “هذه النظرة الضيقة للأدب والإبداع تعزّز من الظلامية الفكرية، ولا تساهم في تعزيز بناء مشهد ثقافي حضاري قائم على التعددية التي هي المحور الأساسي لتقدم الأمم وبناء حضارتها”.
ولفت البيان إلى أن “دور المثقف الفرد والمثقف المؤسسة بحاجة إلى مناخ حيوي من الحرية، للاستمرار في مسيرة التنوير الفكري القائم على احترام التعددية وحرية الإبداع”.
وحول مضمون هذه الحملة ونشاطاتها قال الفنان “أحمد داري” المشرف على الحملة ومسؤول نشاطاتها لـ”وطن” “عملنا بداية مع بيت الشعر الفرنسي وبينالي الشعر العالمي واتحاد شعراء فرنسا واتحاد الكتاب الفرنسيين، إلى جانب المنتدى الفلسطيني للثقافة والإعلام في باريس الذي أتولى رئاسته على إقامة أول أمسية تضامنية مع أشرف في بيت الشعر وسط باريس”.
ولفت “داري” إلى أن “العديد من كبار مثقفي العالم شاركوا في الأمسية ومنهم الشاعر أدونيس الذي أرسل رسالة تضامن وكذلك الشاعرعبد اللطيف اللعبي والكاتب الطاهر بن جلون، وحضرت كذلك الممثلة الفرنسية الشهيرة “جوليت بينوش” والشاعرة السورية “هالا محمد” والشاعر اللبناني “عيسى مخلوف” والشاعر التونسي “الطاهر بكري” والكاتب العراقي “كاظم جهاد” وكثير من الشعراء الفرنسيين منهم “فرانسيس كومب”.
ونوّه الفنان “داري” إلى أنه أطلق حملة واسعة باسمه للتوقيع على رسالة موجهة للسيدة “إيرينا بوكوفا” المديرة العامة لليونسكو لحثّها على كسر صمت اليونسكو والتدخل لإطلاق سراح أشرف كون اليونسكو هي المنظمة المعنية باتفاقية حماية التنوع والتعبير الثقافي الموقعه بالعام ٢٠٠٥” مشيراً إلى أن عدداً كبيراً ومهماً من المثقفين الفلسطينيين والعرب وقعوا على هذه الرسالة التي تم تسليمها لـ”بوكوفا”، وبمبادرة من بينالي الشعر العالمي صدر منذ أيام قليلة ديوان أشرف “التعليمات بالداخل” مترجماً للفرنسية، وستُقام العديد من الفعاليات بهذه المناسبة.
ولفت محدثنا إلى أنه قام بالاتصال مع عدد من البلديات الفرنسية المتوأمة مع مدن فلسطينية وعددها ٧٥، لإعطاء أشرف لقب مواطنة فرنسية شرفية، وهو اللقب الذي سبق أن أعطيت لكثير من معتقلينا ومنهم “مروان البرغوثي”.
وألمح إلى أن “الهدف من هذه النشاطات إخراج القضية للرأي العام الدولي إيماناً منا بأنها لو بقيت داخل حدود العالم العربي لن تؤثر بالضغط على القرار السعودي”.
وحول تعليقه على الحكم بحق “أشرف فياض” في حالتيه الأولى والتخفيفية قال محدثنا: “المسألة بالنسبة لي ليست بقائمة الأحكام، بالأساس لماذا يحاكم وبأي ذنب”.
وأضاف: “لو افترضنا أن المتنبي الذي ادعى النبوءة ملحد أو كافر وتم إعدامه، هو وأبو نواس سكير ودرويش ونزار و و و لما وجدنا في مكتبتنا الأدبية والإبداعية سوى قلة من الورق”. ولفت “داري” إلى أن “قضية أشرف هي قضية حق وظلم، تشبه كثيراً قضيتنا الفلسطينية، وهي قضية حق بامتياز قبل أن يتم تسييسها وتمييعها”، مشيراً إلى أن “أحكام أشرف تشبه أيضاً الحلول المجحفة التي تعرض لحل القضية تماماً لا فرق لهذا انتصرت له”.
وختم الفنان “داري” :”أناعملت باليونسكو 15 عاما كمندوب مساعد لفلسطين لهذا أتألم حين أرى قضايا بهذا الظلم في بلادنا”.
والفنان الفلسطيني “أحمد داري” المتفرغ حالياً للفن يعمل كخطاط وموسيقي وسبق أن عمل في السلك الديبلوماسي وتولى إدارة احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية ٢٠٠٩ وعمل مستشاراً في وزارة الخارجية الفلسطينية، كما كان ضمن لجان تحكيم دولية للأمم المتحدة لجائزة الموسيقي وجائزة “سيمون بوليفار” ولديه نشاطات كثيرة أخرى.