نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، اليوم الجمعة، تقريراً يستعرض رحلة محرر الصحفية «بن هابورد» في مواقع سياحية رائعة بالسعودية لا تحظي باهتمام السياحة العالمية، ولا تلقى العناية الكافية من حكومة المملكة.
وزار «هابورد» جزيرة «فارسان» الواقعة في إقليم جازان جنوب السعودية، ومنطقة «مدائن صالح»، التي تعود إلى العصر النبطي، وتقع شمال غرب البلاد، لكنه أشار في تقريره إلى ضعف وسائل المواصلات والخدمات السياحية والفندقية المتاحة في تلك المناطق، وهو ما انعكس بوضوح على عدد السائحين الأجانب في المكان.
وأرجع محرر الصحيفة عدم اهتمام السعودية بتلك الأماكن السياحية بسبب اعتماد دخلها لسنوات طويلة على تصدير البترول الخام، وهوية المملكة التي تتمحور حول كونها مهد الإسلام، الذي يضم أبرز مقدساته، ويطبق تعاليم الإسلام بحزم يصل إلى حد إغلاق المحلات وقت الصلاة، ومنع تناول الكحوليات أو بيعها، وقطع رؤوس المجرمين أمام العامة، وكلها عوامل – وفقا للصحيفة – تبعد الغربيين وحتى السعوديين عن اعتبار المملكة مقصداً سياحياً.
وردا على ذلك، يقول صلاح البخيت، نائب رئيس لجنة السياحة بالسعودية: «سيجد هؤلاء الذين يحبون التاريخ والثقافة والطبيعة الكثير ليفعلونه، لكن بالتأكيد لن ترى في السعودية شواطيء يسير عليها الناس بالبيكيني».
واستعرض تقرير الصحيفة جمال معالم جزيرة «فارسان» لكنه تعجب كثيراً من عدم وجود مطاعم أو مقاهي أو حتى محلات لتأجير معدات الغطس على ساحل الجزيرة الجذاب.
وانتقل محرر الصحيفة بعد ذلك إلى شمال غرب المملكة، وتحديداً محافظة «العُلا» التي تضم «مدائن صالح» أو مدينة «الحِجر» التاريخية. وهي مدينة تنتمي إلى العصر النبطي كانت مزدهرة بالحياة والأسواق منذ 2000 عام.
وقالت الصحيفة إن «مدائن صالح» تعد أول موقع بالسعودية تضمه منظمة «اليونيسكو» إلى قائمتها للتراث العالمي.
وقال محرر الصحيفة إن زيارة «مدائن صالح» يتطلب الحصول على تصريح من السلطات السعودية، يمكن لإدارة الفندق أن تنهي إجراءاته بمجرد الحصول صورة من جواز سفر الزائر، فيحصل على التصريح ومرشد سياحي يتقاضى 800 ريال سعودي في اليوم.
ويصف تقرير الصحيفة موقع «مدائن صالح» بالرائع، وهو يشبه كثيراً مدينة «البتراء» بالأردن، التي تنتمي أيضا إلى العصر النبطي.
والمكان عبارة عن مقابر ضخمة نحتها النبطيون في الصخور، وزينوا مداخلها وحجراتها الكبيرة بتماثيل لحيوانات ونباتات وطيور.
كما يبدو الإهمال على المكان حيث تركت بعض الرصاصات ثقوباً في جدرانه، كما غطى الجرافيتي بعض مناطق المعلم الأثري.
ويقول المحرر: «مقارنة بالمواقع الأثرية في مصر لا يوجد حول المكان بائعين أو من يدعوك لركوب الجمال أو حتى شرطيين مترجلين لحراسة المكان».