أحمد منصور: لا صوت يعلو على صوت الفوضى في المنطقة !!
شارك الموضوع:
نشرت صحيفة “الوطن” القطرية مقالا للصحفي البارز أحمد منصور المذيع في قناة الجزيرة علق فيه على الأوضاع التي تسود الوطن العربي لا سيما مصر, قائلاً.. أصبحت الفوضى هي الأعلى صوتا سواء على صعيد التطورات السياسية أو العسكرية في المنطقة، ففي مصر يتطاول وزير أهوج على الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم ويزايد عليه عضو برلماني يثير الفوضى هو وأبوه وكأن مصر ليس فيها سواهم فيتطاول على الله سبحانه وتعالى بينما الزنادقة في وسائل الإعلام المختلفة لا يجدون من يوقفهم وعلى الصعيد السياسي تستقبل المخابرات وفدا من حركة حماس بينما تتهم وزارة الداخلية حماس بأنها هي التي قتلت النائب العام.
مشهد يؤكد أن مصر تعيش قمة الفوضى في كل شيء، وليبيا ليست بعيدة فما يسمى بالمجلس الرئاسي الذي شكل خارج ليبيا يطالب الجميع بالتعامل معه على أنه الممثل الشرعي لليبيا بينما كل ما عداه لا قيمة له بينما تسيطر داعش والقاعدة وغيرهما على مساحات شاسعة من البلاد في مشهد دراماتيكي فوضوي عالي المستوى، وفي سوريا لازال للأسد ونظامه صوت واعتراف رسمي ودولي بينما الروس يديرون المشهد بكامله ومن ورائهم الإيرانيون بينما الأسد ليس سوى صورة، وبينما المفاوضون في جنيف يتناوشون إذا بالشعب السوري يخرج في الشوارع والميادين مستغلا الهدنة ليحيي الثورة وشعاراتها وكأن خمس سنوات من القصف والدمار والتخريب من قبل النظام السوري ثم الإيرانيين والميليشيات والروس لم تنل من عزيمتهم شيئا.
في هذا الوقت يسرب الغرب معلومات عن الفيدرالية والكونفدرالية والتقسيم، والتقسيم هنا لا يتوقف على سوريا بل تنشر نيويورك تايمز ومجلات أميركية رصينة مثل دفنس 1 تقارير عن تقسيم المنطقة كلها ويبدو المشهد في اليمن ليس أقل فوضوية من المشاهد الأخرى وإن كان التقدم العسكري ضد الحوثيين لاسيما فك الحصار عن تعز والاقتراب من صنعاء يغير الخرائط العسكرية إلا أنه لا يعني ان المعركة قد اقتربت من النهاية لأن هناك أيدي تعبث وتسعى لزيادة الفوضى.
هذه الفوضى التي تضرب أطنابها في كل مكان تجعل من العسير على أحد أن يتمكن من قراءة المشهد أو أن يتبنى سيناريو واحدا لأي شيء لأن الذي يصنع الفوضى لا يملك أن يوقفها أو يوجهها إلى حيث يريد لأن هناك عوامل كثيرة تتداخل في المشهد فتؤدي إلى نتائج ليست محسوبة، كما أن الذي يشعل أي حرب من الصعب عليه أن يوقفها أو يوجه مسارها كما يريد لذلك فإن ما يجري في المنطقة قد يقود إلى سيناريوهات تحقق وتخدم أهداف الغرب الذي أشعل هذه الفوضى وهذه الحروب، لكن من المستفيد من كل هذه الفوضى .. إنها إسرائيل .