طيار إماراتي يكشف فساد “فلاي دبي”.. ترغمنا على العمل في “الرمق الأخير”
شارك الموضوع:
اعتبر قائد طائرة عمل سابقا بشركة “فلاي دبي” الإماراتية أنه لا مفر من وقوع كوارث لطائرات الشركة بسبب إرغام الطيارين على العمل في حالة إرهاق شديد.
وقال الطيار الذي تحدث لـ “روسيا اليوم” في الدوحة، شريطة عدم الكشف عن هويته، إن الشركة أجبرته على العمل “حتى الرمق الأخير”، رغم تقديمه شكاوى متكررة.
وتابع قائد الطائرة السابق أن الإدارة العليا للشركة كانت على علم بهذه القضية، لكنها لم تفعل شيئا لحل قضايا الطيارين.
وأضاف أنه في أحد تحذيراته الأخيرة لإدارة الشركة قبل استقالته، قال إنه لا مفر من وقوع كارثة جوية بسبب حالة الإرهاق الشديد التي يعمل بها الطيارون.
كما قدم الطيار وثائق تثبت أن الطيارين، ولا سيما الطيارين المساعدين يضطرون للقيام برحلات عديدة دون أن تكون بينها فترة استراحة تسمح لهم بالنوم الطبيعي.
وكشف أيضا أن جميع الطيارين بالشركة يواجهون تحديات خطيرة، عندما ينتقلون من رحلات نهارية إلى رحلات ليلية مباشرة، ومن ثم إلى رحلات نهارية مرة أخرى بلا انقطاع.
وأعرب الطيار عن ثقته بأن الحرمان من النوم كان السبب الرئيسي وراء وقوع كارثة طائرة البوينغ” لشركة “فلاي دبي” في مطار روستوف على الدون جنوب روسيا يوم السبت الماضي.
يذكر أن كارثة رحلة “FZ981 ” التابعة لشركة “فلاي دبي” والتي قضى فيها جميع ركاب الطائرة الـ55 والطاقم المكون من 7 أشخاص، وقعت أثناء محاولة الطائرة الهبوط في مطار روستوف على الدون جنوب روسيا.
ووقعت الكارثة يوم السبت 19 مارس/آذار في الساعة 03.41 بتوقيت موسكو، في ظل ظروف جوية صعبة جدا ورياح عاتية. ولم تتمكن الطائرة من الهبوط خلال محاولتها الأولى، وتحطمت أثناء المحاولة الثانية وانفجرت بعد اصطدامها بالأرض.
وشدد الطيار السابق بـ “فلاي دبي” على أن جداول الرحلات في شركة “فلاي دبي” لا تتفق على الإطلاق مع إيقاع الساعة البيولوجية.
ويشير جدول التحليقات لأحد طياري الطائرة المنكوبة في روستوف على الدون، اليخاندرو كروز ألافا، وهو من الوثائق المسربة التي حصلت عليها روسيا اليوم، إلى أنه عمل لمدة 11 يوما قبل وقوع الكارثة، ولم يكن له سوى يوم إجازة واحد خلال هذه الفترة. وأشار الطيار السابق تعليقا على الجدول المسرب أن ألافا خلال الفترة التي سبقت الكارثة، اضطر للانتقال بين رحلات نهارية وليلية دون منحه فترة استراحة تكفي لإعادة ضبط ساعته البيولوجية.
أكثر من ذلك، تحدثت أنباء عن تقديم قائد الرحلة المنكوبة أريستوس سوكراتوس طلب الاستقالة بسبب جدول العمل الذي لم يعد قادرا على تحمله، وفي وقت وقوع الكارثة لم تبق أمامه سوى أيام عدة من عمله في الشركة.
وتابع الطيار أن “فلاي دبي”، بدلا من محاولة حل قضايا الطيارين، خلقت جوا يثير المشاعر بالعار في نفوس الطيارين الذين اشتكوا بسبب إرهاقهم، إذ كانت إدارة الشرطة تطلق على هؤلاء عبارة “حريم السلطان”.
كما تحدث الطيار السابق عن حالات نوم خلال قيادة طائرات “فلاي دبي”. وقال إنه يتذكر حالة، عندما قدم قائد طائرة تقريرا جاء فيه أنه والطيار الثاني ناما خلال أحد التحليقات لمدة قرابة 8 دقائق. كما كانت هناك تقارير مماثلة من جانب طيارين آخرين، لكن إدارة الشركة لم تتخذ أي إجراءات لمعاجلة الوضع.
وأضاف أن الممارسة المعتادة لشركات الطيران الأخرى في مثل هذه الحالات تتضمن إجراء فحوصات طبية للطيارين للكشف عن حالات التعب المستمر والحرمان من النوم.