المعارض الإماراتي حسن الدقي: الثورات المضادّة مشروع أمريكي نفّذته الإمارات عبر 5 استراتيجيات

(خاص – وطن) أجرى موقع “الصدى” التونسي حوارا مع المعارض الإماراتي حسن أحمد الدقي أمين عام حزب الأمة الإماراتي والمتخصص في الإستراتيجية الإسلامية ومؤلف كتاب ملامح المشروع الإسلامي عام 2004.

 

وعرّف الدقي في حواره المعارضة الإماراتيّة بأنّها معارضة سلمية تهدف إلى توعية الشعب الإماراتي بحقيقة الدور الخطير والسلبي الذي يلعبه حكام الإمارات على الإمارات وعلى الأمة المسلمة، وخصوصا دورها الخطير في الثورة المضادة.

 

وقال الدقّي إنّه بعد سقوط المظلات الأمنية الاساسية في تونس ومصر وليبيا وتهديد الوضع في سوريا واليمن فإن حكومة الإمارات لعبت دور الإنقاذ بالاشتراك مع الحكومة الأردنية والسعودية، وعلى ضوء إعطاء إشارة بدء الثورة المضادة من قبل أمريكا كانت حكومة الإمارات من أكثر المتحمسين للعب الدور المتقدم في ضرب الربيع العربي، وقد طبقت حكومة الإمارات الاستراتيجيات الخمس الاساسية في الثورة المضادة وهي:

الاستراتيجية الاولى: إلغاء شرعية قادة الثورة وإزاحتهم من الساحة.
الاستراتيجية الثانية: شرعنة العملاء الجدد لصناعة الحكومات الجديدة.
الاستراتيجية الثالثة: إبقاء الساحات الثورية وشعوب الربيع العربي تحت الخوف الدائم والقتل والتهجير والجوع.
الاستراتيجية الرابعة: اللعب بمنح ونزع السلطة وإضفاء مصطلح الشرعية على العملاء وحرمان الثوار منه.
الاستراتيجية الخامسة: تطبيق استراتيجية الاحتواء المزدوج لساحات الربيع العربي من إظهار ولعب دور الصداقة من قبل بعض الحكومات ولعب دور العداوة من قبل حكومات أخرى.وشاركت حكومة الإمارات في وضع كل أدوات الثورة المضادة التي بلغت 12 أداة بحسب هذا المخطط.

 

وعن خريطة النفوذ الايراني وتحالفاته وهل سيتأثر بعد التقارب السعودي التركي قال المعارض الإماراتي إنّ المشروع الصفوي الإيراني تلقى ضربة خطيرة في عموده الفقري بنشوب الثورة في سوريا فقد أدت ردة فعل المشروع الصفوي على التهديد الذي فرضته الثورة أنه سقط سقوطا أخلاقيا نهائيا من خلال ممارسته للقتل، كما فشل فشلا عسكريا نهائيا فهاهي خمس سنين تمر دون أن يحقق حسما في الساحة السورية بل إنه باضطراره للاستعانة بالروس فقد أصبح تابعا لهم ومصلحتهم فوق مصلحته، والذي يهدد منطقة نفوذ المشروع الصفوي هي الثورة العربية وما أحيته من حراك جهادي ووعي سياسي وإدراك لطبيعة المشروع الصفوي العقائدية وعداوته للأمة، أما التحالف السعودي التركي فغير مرشح للتأثير على المشروع الصفوي بسبب تردد حكومات الخليج وهيمنة القرار الامريكي عليها،ولأن النظام الدولي بشقيه الغربي والشرقي يستهدف النهوض التركي ويريد تعطيله ويحتويه احتواء مزدوجا.

 

وأضاف الدقي ساحات الأمة مسارح المشاريع الدولية منذ 100 عام وليس من الآن فالأمة تخضع لمشاريع تداعي الأمم كما وصف الرسول صلى الله عليه وسلم، ويخضع هذا التداعي لمعادلة مائة عام منذ سقوط بيت المقدس عام 1917 ثم معادلة الأمم المتحدة منذ 1945 ومرحلة الحرب الباردة التي شاركت الأمة المسلمة بنقضها عندما عزم الأفغان على مواجهة الاتحاد السوفيتي وتقديم مليون ونصف شهيد حتى تهاوت أكبر دولة ملحدة عرفها التاريخ، ثم معادلة القطب الأوحد منذ 1990 التي حاولت امريكا تطبيقها وفشلت نتيجة مقاومة الافغان والعراقيين، وأخيرا معادلة الثورة العربية في السنوات الخمس الأخيرة.

 

وتابع:”يمكن الاستفادة من هذا المخطط في عرض المعادلات الزمنية التي تتحكم في الأمة، ولا تزال المشاريع المهددة للأمة بنفس عناوينها ولكن بمعاناة كبيرة وتزلزل فرضته الثورة العربية، وتلك المشاريع هي:

المشروع الصليبي بشقيه الأمريكي والأوروبي.
المشروع الصهيوني.
المشروع الروسي.
المشروع الصفوي.
المشروع الصيني.
المشروع الهندوسي.

 

أما مشروع الأمة فلا يزال في طور الحضانة والفكر حيث تسيطر الرؤى المنغلقة والتجارب المحدودة للجماعات والأداء ضمن القطر والجغرافيا.”

 

وأكّد أمين عام حزب الأمّة أنّ الأمة ذاهبة إلى حيث أمر الله عز وجل وقدر “ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين، ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون”. وإن المتتبع للمراحل التي يمر بها المستضعفون حتى يصلوا للتمكين فسوف يجدها ثلاث مراحل وهي الاستضعاف والتدافع والتمكين.

 

وأشار المعارض الإماراتي إلى أنّ سنجد بحسب الكتاب والسنة في كل مرحلة سننا تحكمها، وأن مقارنة حال الأمة الحالي بالمراحل سابقة الذكر فإنها في حال انعتاق من الاستضعاف وهي تتلبس بمرحلة التدافع شيئا فشيئا.

 

وفي رسالته إلى الشعب التونسي، قال الدقي “إن شعب جامعة الزيتونة والقيروان سوف يبقى في مقدمة الثورة العربية المباركة ولن يتخلى عنها ولن يغير مسيرته التي تهدف إلى الانعتاق من طواغيت العصر ومخلفات عهد بورقيبة الذي حاول أن يعبد الشعب التونسي للقيم الفرنسية والعلمانية الكافرة فلم يفلح هو ولا تلميذه المتوحش بن علي الذي ذهب في الإفساد والقمع كل مذهب حتى كان أول الساقطين في منظومة القمع العربي.”

 

كما ختم مؤكّدا أنّ أشواط الثورة لا تزال طويلة ولن تكون الثورة التونسية معزولة على أخواتها الثورات العربية والإسلامية في كل مكان، وإن نجاح الثورة التونسية يعتمد عل نجاح الثورة في سوريا ومصر وليبيا واليمن، فإن عوامل السقوط والتغيير متحدة على ساحات الأمة كلها.

 

يذكر أنّ وسائل الإعلام الإماراتيّة دائما ما تشنّ حملة على الدقي وتتهمه بالإرهاب وذلك لأنّه ضمن قائمة المتهمين بتشكيل التنظيم السري الإخواني في الإمارات.

Exit mobile version