“وطن” تعلن تأييدها للمرشح الرئاسي الأمريكي بيرني ساندرز

تعلمت صحيفة “وطن” منذ صدورها قبل ٢٥ عاما أن السياسات الأمريكية الخارجية وخاصة فيما يتعلق بدولة الإحتلال الإسرائيلي لا تتغير بتغير الرؤساء. قد تتغير البرامج المحلية وقد تختلف السياسات بين الدبلوماسية وشن الحروب لكن الاستراتيجية الكبرى للولايات المتحدة ثابتة وتحكمها مؤسسات ضليعة بوضع الاستراتيجيات بالإضافة إلى جهاز الإستخبارات الأمريكية الذي يشرف على مصالح وأمن أمريكا بالخارج.
وتحاول “وطن” كصحيفة أمريكية تعني بشؤون العرب الأمريكيين أن توضح مواقفها تجاه المرشحين للرئاسة الأمريكية عند كل انتخابات رئاسية دون أن تمارس دور الوصي على اختيارات العرب المهاجرين في الولايات المتحدة الذين يحق لهم الانتخاب ولكنها تقدم رؤيتها للأفضل بين المرشحين للرئاسة أو لنقل بتعبير أوضح الأقلهم سوءا.
وبعد بحث ودراسات متأنية رأت أسرة تحرير صحيفة “وطن” بأنها تقف إلى جانب المرشح الديمقراطي بيرني ساندرز في سباق الرئاسة الأمريكية من خلال معطيات عديدة نوضحها بالحقائق التالية:

من هو بيرني ساندرز

سيناتور أميركي من أصول يهودية مثّل ولاية فيرمونت في مجلس النواب قبل أن ينتخب لعضوية مجلس الشيوخ عام 2007، عارض الحرب على العراق، ودافع بقوة عن إخراج المال من السياسية.
المولد والنشأة
ولد بيرني ساندرز يوم 8 سبتمبر/أيلول 1941 في بروكلين بنيويروك وبها نشأ، وكان والداه قد هاجرا من بولندا إلى الولايات المتحدة.
الدراسة والتكوين
بعد إنهائه التعليم الثانوي في بروكلين، انتقل إلى الكلية بنفس المدينة، ثم إلى جامعة شيكاغو حيث درس علم النفس، وحصل على البكالوريوس عام 1964.
الوظائف والمسؤوليات
تولى بيرني ساندرز عام 1981 رئاسة بلدية برلنغتون، وفاز عام 1990 بعضوية الكونجرس ممثلا وحيدا لولاية فيرمونت، وكان مدرسا في جامعة هارفارد وفي كلية هاملتون، ونال عضوية مجلس الشيوخ عام 2006، وأعيد انتخابه عام 2012 بنسبة عالية.
التوجه الأيديولوجي
يصف نفسه بالاشتراكي الديمقراطي أحيانا، وبالديمقراطي المستقل أحيانا، فيما يصفه بعض المراقبين بأنه من أقصى اليسار الأميركي.
التجربة السياسية
عاش بيرني لبعض الوقت في إحدى المستوطنات في فلسطين المحتلة، لكنه عاد للاستقرار في ولاية فيرمونت.
عارض عام 1991 منح الكونغرس الموافقة لاستخدام القوة العسكرية في حرب الخليج، وبرر ذلك بخوفه من “أن المنطقة (الشرق الأوسط) لن تكون أكثر سلاما واستقرارا بعد الحرب”.
صوت ضد قانون “باتريوت” لمحاربة الإرهاب، وقال نريد حماية الشعب الأميركي من الهجمات الإرهابية، لكن بطريقة لا تقوض الحريات الأساسية، ورفض عام 2002 الحرب التي أعلنها الرئيس بوش الابن على العراق، وحذر من أنها قد تكون ضد المصالح الأميركية وتخلق حالة من عدم الاستقرار في المنطقة.
اشتغل في عدد من اللجان في مجلس الشيوخ كلجنة الميزانية، ولجنة شؤون المحاربين القدامى واللجنة الاقتصادية المشتركة.
رفض أن يمتلك 1% من الأثرياء ثروات توازي ما لدى 90% من الأميركيين الأقل ثراء، ووصف النظام الاقتصادي في بلاده بأنه “غير أخلاقي” لأنه يعمل لصالح الأثرياء.
عارض باستمرار إنفاق الأموال بشكل غير معقول في الحملات الانتخابية، معتبرا ذلك أمرا لا يحتمل، ووضع معركة إخراج المال من السياسة على رأس أولوياته.
وفي الأسبوع الأول من شهر مايو/أيار 2015 أعلن بيرني ساندرز (73 عاما) منافسة هيلاري كلينتون في الانتخابات التمهيدية داخل الحزب الديمقراطي الأميركي للترشح للانتخابات الرئاسية في يناير/تشرين الثاني 2016.

عدو “وول ستريت”

يعبر سيناتور ولاية فيرمونت الصغيرة و”الاشتراكي” بيرني ساندرز ، عن رفضه الشديد لـ”وول ستريت” و “التفاوت الاجتماعي المتزايد” في الولايات المتحدة.

وينتقد نظاما سياسيا وانتخابيا تتحكم فيه، كما يقول، وول ستريت ومجموعات الضغط وتواطؤ رجال السياسة مع عالم المال. ويؤكد باستمرار “أن واحدا في المئة من الأميركيين الأكثر ثراء يشترون الانتخابات، وأفسدوا الديموقراطية الأميركية”.

ويريد ساندرز المدافع الدؤوب عن الطبقة الوسطى، زيادة الحد الأدنى للأجور إلى 15 دولارا في الساعة، عوض 7.25 دولارات حاليا على المستوى الفدرالي. وينادي بتأمين طبي شامل على غرار النموذج الأوروبي.

ويقول إنه يريد حكومة “تعمل من أجل الجميع ولا تقتصر جهودها على حفنة من الناس في القمة”. ويعتبر التغير المناخي تهديدا بالغ الخطورة.

ورغم دخول ساندرز المعترك السياسي منذ فترة طويلة، إلا أنه لا يزال يُعتبر دخيلا. “ليس خطيبا مفوها وليس شخصية جذابة. ولا يحرص هذا المثابر المعروف بشعره الأبيض المشعث على إسماع الناس ما يرضيهم”، تصفه وكالة الصحافة الفرنسية.

لكن بعد دونالد ترامب، فهو الذي يجتذب الجماهير الغفيرة إلى لقاءاته الانتخابية. يحبه الشباب وينخرطون بحماس في حملته التي يصفها البعض بـ”المثالية”.

مواقف بيرني ساندرز تجاه إسرائيل تثير الحيرة والارتباك

قالت صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية إنه إذا فاز السيناتور بيرني ساندرز على حساب وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون بترشيح الحزب الديموقراطي في انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة، سيكون أول مرشح رئاسي يهودي عن أحد الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة.

وأشارت الصحيفة إلى أن مواقف ساندرز تجاه إسرائيل تثير الحيرة والارتباك، ويقول ستيف رابنوفيتس أحد المستشارين الإعلاميين لهيلاري كلينتون أن سجل تصويت ساندرز لصالح اسرائيل ضعيف للغاية.
وأضاف رابنوفيتس، إنه لم يُسمع ساندرز مطلقًا يتحدث عن إسرائيل خلال حملته الانتخابية، وهو الأمر الذي يثير الاندهاش، على حد قوله.
وقد صوَّت السيناتور ساندرز مرات عدة، كما أدلى ببعض التصريحات التي تميل إلى انتقاد إسرائيل لكنها لم تثر غضب الجماعات الموالية لإسرائيل.
ويقول البعض – بحسب الصحيفة – إن مواقف ساندرز تجاه اسرائيل مُحيرة نظرًا لأنه ابن رجل يهودي هاجر من بولندا بعد أن ذاقت أسرته القمع على أيدي النازيين، كما أنه قضى بعض الوقت يعمل في إحدى المستوطنات الاسرائيلية.
وتقول الصحيفة “إن رئيس مؤسسة السلام في الشرق الاوسط ماثيو داس يرى أن قاعدة الديمواقراطيين الذين يدعمون إسرائيل آخذة في التقلص، ولكن الحزب الديموقراطي لا يزال يعتمد على شبكة قوية من المتبرعين الأثرياء اليهود من بينهم حاييم سابان أحد أقطاب هوليوود، وجاك روزن رئيس المؤتمر اليهودي الأمريكي الذي يعقد آمالًا كبيرة على المرشحين عندما يأتي الحديث عن إسرائيل.
وأضافت الصحيفة إن هيلاري، التي تخشى من فوز ساندرز في الانتخابات التمهيدية المقرر إجراؤها في ولايتي ايوا ونيوهامبشير الأسبوع المقبل، شنت هجومًا عنيفًا ضد تصريحات ساندرز المتعلقة بإيران التي وصفتها بأنها أكبر عدو لإسرائيل، كما أشارت خلال حملتها الانتخابية أخيرًا الى تصريح ساندرز الذي اقترح فيه أن القضاء على تنظيم داعش يتطلب تحالفًا دوليًا يضم إيران لإرسال قوات برية لمحاربة داعش.
وقالت هيلاري – خلال مقابلة مع الإذاعة العامة الوطنية الامريكية – إن ساندرز يريد أن يرى قوات إيرانية في سورية معربةََ عن اعتقادها بأن هذا يمثل خطأ فظيعا وذلك بسبب القُرب الجغرافي من إسرائيل.
من جانبه أكد مايكل بريجز المتحدث باسم ساندرز ان المرشح الرئاسي الديموقراطي دافع باستمرار عن حق اسرائيل في البقاء منذ بداية عمله السياسي، وأشار إلى أن السيناتور ساندرز صوَّت للتشريع الخاص بتعزيز مكانة اسرائيل اقتصاديًا وعسكريًا بالأمم المتحدة، كما يؤيد حل الدولتين الذي يسمح لإسرائيل بالحفاظ على طبيعتها كدولة يهودية وديموقراطية حسبما ذكر بريجز. وقال إن ساندرز يؤمن بأنه من الممكن المحاربة من أجل أمن إسرائيل وقيام دولة فلسطينية في الوقت نفسه.
وتقول الصحيفة إن ساندرز لم يُخفِ منذ بداية عمله السياسي شعوره بالإحباط إزاء معاملة السلطات الإسرائيلية للشعب الفلسطيني، فقد وصف ساندرز خلال مؤتمر صحفي عقده عندما كان عمدة مدينة بيرلنجتون عام 1988 المعاملة الوحشية الإسرائيلية للمتظاهرين الفلسطينيين بأنها عار.
وأضاف، أن مشهد كسر الجنود الإسرائيليين أذرع وأرجل الفلسطينيين يستحق الشجب والإدانة، وقال “بعد أشهر فإن سياسة إطلاق الجنود الإسرائيليين النار على الفلسطينيين فهو أمر غير مقبول وأنه من الخطأ أن توفر الولايات المتحدة أسلحة لإسرائيل”.
وفي عام 1991، صوّت ساندرز لصالح حجب مبلغ 82.5 مليون دولار من المساعدات الامريكية لإسرائيل ما لم توقف نشاطها الاستيطاني بالضفة الغربية وقطاع غزة، وهو مشروع قانون رفضه الكونجرس حينئذ، وبعد عشر سنوات – بحسب الصحيفة – كان العضو اليهودي الوحيد بالكونجرس الذي لم يؤيد قرارًا بإدانة الفلسطينيين والتعبير عن التضامن مع إسرائيل عقب هجومين انتحاريين نفذهما فلسطينيون.
وفي يوليو 2014 أثناء الحرب على غزة، كان ساندرز واحد من بين 21 من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي الذين لم يؤيدوا مشروع قانون لدعم حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الهجمات الصاروخية، وفي أوائل عام 2015 عندما أُعلِن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو سيلقي كلمة أمام الكونجرس الأمريكي كان ساندرز أول عضو بمجلس الشيوخ يعلن عدم حضوره هذه الجلسة.

Exit mobile version