“خاص- وطن”- نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت تقريرا لها اليوم حول النفوذ السعودي في مصر، خاصة في ظل حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكدة أن الرياض تقدم دعما واسعا لنظام السيسي على المستويين السياسي والاقتصادي.
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية في تقرير ترجمته وطن أن العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز يجري زيارة تاريخية إلى مصر ووقع عشرات الاتفاقيات الاقتصادية بين البلدين، حيث أحد المشاريع المتفق عليها بناء “جسر سلمان” الذي يربط المملكة العربية السعودية مع مصر عن طريق سيناء، وبالتالي السماح بمرور أسهل وأسرع بين آسيا وأفريقيا.
ولفتت الصحيفة في تقريرها إلى أنه في ضوء هذا الدعم السعودي غير المحدود إلى القاهرة، فإن مصر تحولت إلى محمية سعودية تقدم لها الأموال والمساندة لحماية نظام السيسي ومنع سقوطه.
وأشارت يديعوت أحرونوت إلى أن الوضع في مصر سيء للغاية، فمصر بها أكثر من 80 مليون شخص – معظمهم من الفقراء، فضلا عن ارتفاع معدلات البطالة والفساد والجريمة، كما أن الوضع الأمني والاقتصادي ضعيف جدا ويزداد سوءا بشكل مطرد منذ ثورة 25 يناير 2011، حيث تم عزل الرئيس المخلوع حسني مبارك عن السلطة، وصعد الإخوان المسلمين إلى الحكم في عام 2012، ثم وقع انقلابا عسكريا من قبل عبد الفتاح السيسي في عام 2013 وتم الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي من السلطة.
وأكدت الصحيفة أن المساعدات السعودية لمصر بعد الانقلاب العسكري الذي ارتكبه السيسي لم يسبق له مثيل، حيث تخشى المملكة العربية السعودية استيلاء “الإخوان المسلمين” على حكم مصر، ومن ثم تتوسع في الشرق الأوسط بأكمله.
وأوضحت يديعوت أحرونوت أنه وراء مبادرة بناء الجسر الذي يربط بين مصر والمملكة العربية السعودية مصالح دينية واقتصادية، عبر جسر يربط بين المسلمين في آسيا وأفريقيا، ويسهل حركة البضائع بين القارتين، ومن المفترض أن الجسر الضخم سوف يستخدم أيضا لبناء قطار من مصر إلى المملكة العربية السعودية، كما أنه يسمح بمرور السياح بين البلدين وجعل الحركة أسهل للحجاج إلى مكة المكرمة.
ومن بين الاتفاقيات الاقتصادية الموقعة بين مصر والمملكة العربية السعودية اتفاقا لإنشاء منطقة تجارة حرة في شمال سيناء، خاصة أنه أصبحت هذه المنطقة، لا سيما مناطق العريش ورفح في قطاع غزة معقلا للإرهاب، موضحة أن اهمال الاقتصاد السيناوي لسنوات عديدة من قبل النظام في مصر منذ عام 2011 خلق فراغ سياسي في المنطقة.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية إنه على سبيل المقارنة، في عام 1986 تم بناء جسر بين السعودية والبحرين، وأصبحت اليوم هي البلد الأقرب إلى المملكة العربية السعودية وتنتشر بها قواتها العسكرية، معتبرة ما حدث في البحرين سوف يتكرر في مصر أيضا لتصبح القاهرة محمية سعودية شأنها شأن البحرين.
وشددت يديعوت أحرونوت في تقريرها على أنه في الوقت الذي أنقذت فيه المملكة العربية السعودية مصر من الإفلاس ووفرت الحماية لنظام السيسي، سوف تضطر مصر لدفع ثمنا باهظا في المستقبل القريب نظير هذه الحماية، معتبرة أن السيطرة على جزيرتي تيران وصنافير هو بداية دفع هذا الثمن.