“خاص- وطن”- قال معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي إنه خلال زيارته الأخيرة لمصر، وقعَّ ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز، اتفاقات ثنائية مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مجموعة متنوعة من المجالات، مما يعكس رغبة الرياض في تعزيز التنسيق ومساعدة القاهرة، حيث تبلغ القيمة الإجمالية للاتفاقات ما يقرب من 25 مليار دولار.
وأضاف التقرير الذي ترجمته وطن أنه من حيث الآثار المترتبة على إسرائيل، فإن أهم اتفاق تمثل في نقل السيطرة على جزيرتي تيران وتيران وصنافير من مصر إلى المملكة العربية السعودية.
وأكد المعهد الأمني الإسرائيلي أن زيارة المسلك سلمان والاتفاقات التي وقعها مع السيسي سيكون لها تأثير سلبي على وضع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وموقف مصر في العالم العربي. وفي الوقت نفسه، على الرغم من أنه يبدو أن البلدين يقضيان شهر عسل خلال الأيام الجارية، فالنزاعات بينهما لا تزال غير قليلة، فأولا وقبل كل شيء، السياسة التي تعتمدها كل منهما في العلاقة مع سوريا واليمن مختلفة تماما، فضلا عن مسألة علاج الأزمة مع جماعة الإخوان المسلمين، فالاختلافات في الرأي حول هذه القضايا يلقي بظلاله على العلاقات بين البلدين.
وأشار إلى أن مصر لها موقف مختلف تماما عن السعودية، فيما يتعلق بالترتيبات السياسية في سوريا وهي لا تعارض بشدة استمرار حكم بشار الأسد، في حين تعمل المملكة العربية السعودية على إسقاط نظامه وتنحيه كشرط مسبق لأية تسوية سياسية في سوريا، وتعتبر القاهرة النظام السوري العلماني أقل الضررين، مقارنة مع البدائل الأخرى الممكنة مثل استيلاء داعش أو غيرها من الجماعات الإرهابية على البلاد.
سبب آخر للخلاف بين الرياض والقاهرة هي نسبة المشاركة الروسية في سوريا، فبينما ترى الرياض أن هذا محاولة للحفاظ على نظام الأسد وجعل روسيا لاعبا رئيسيا في مواجهة الولايات المتحدة، القاهرة ترحب بالمشاركة الروسية وعملها على زيادة مكافحة الإرهاب. وعلاوة على ذلك، الرياض والقاهرة لا تجمعهما وجهة نظر واحدة نحو جماعة الإخوان المسلمين.
وأوضح الموقع العبري أنه على الرغم من أن مصر والمملكة العربية السعودية يتنافسان على النفوذ في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام وعلى وجه الخصوص في المعسكر السُني، مصر ليست مستعدة للتخلي تماما عن المملكة العربية السعودية، لذا حريصة على الحفاظ على آليات التواصل والتنسيق مع محاولة لاحتواء النزاع ومنع صعوده إلى السطح.
ولفت تقرير المعهد الإسرائيلي إلى أن نقطة الضعف الرئيسية في الاتفاق بين البلدين، هو الضرر الذي سيلحق بوضع السيسي واستقرار نظامه، لا سيما وأن الرأي العام المصري حساس جدا فيما يتعلق بفقدان الأراضي والتنازل عنها كما حدث في اتفاق تيران وصنافير.
واختتم الموقع تقريره قائلا إن إسرائيل لديها مصلحة واضحة في تعزيز العلاقات بين مصر والمملكة العربية السعودية، فوجود علاقة وثيقة بينهما يمكن أن تشكل أساسا للتعاون الإسرائيلي مع كل الدول الرئيسية في الكتلة السُنية التي تواجه إيران.