“الخطاب المتلفز كان الثالث في هذا الشهر الذي يشير خلاله السيسي إلى وجود قوى” تهدد استقرار مصر”.
كان ذلك في سياق تقرير أوردته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية تعليقا على استخدام الرئيس المتكرر لمصطلح “قوى الشر” أو “أهل الشر”.
وحث السيسي المواطنين في كلمته الأحد على التوحد ضد “أهل الشر” الذين يسعون إلى زعزعة استقرار البلاد، قبيل يوم من احتجاجات مخطط لها اعتراضا على تنازل الرئيس لجزيرتي تيران وصنافير للمملكة السعودية.
وأضاف السيسي بمناسبة ذكرى تحرير سيناء : “لقد بذلنا جهودا هائلة لتحقيق الأمن والاستقرار، لكن ما زالت هناك قوى الشر التي تسعى لتقويض الأمن والاستقرار داخل مصر”.
كلمات الرئيس، والكلام للصحيفة، تأتي في أعقاب سلسلة من التحديات الدولية والداخلية التي أدت إلى تعبير شعبي عن الاستياء من حكمه.
وتابعت: “نزل الآلاف إلى الشوارع هذا الشهر ضد القرار الخاص بالجزيرتين الذي اتخذ خلال زيارة للملك سلمان، وهي المظاهرة الأولى ضد السيسي لا ينظمها الإسلاميون منذ صعوده إلى السلطة عبر انقلاب عسكري عام 2013”، بحسب تعبير الصحيفة.
فئات من المصريين، بينهم سياسيون ونشطاء، اتهموا السيسي ببيع أرض ذات سيادة مصرية، مقابل دعم مالي مستمر من الرياض”.
ومن وجهة نظر السيسي، فإن الجزيرتين كانت تحت الإدارة المصرية منذ 1950 بطلب من المملكة السعودية، وأنه أعاد للمملكة حقها في امتلاكهما.
وبدأت المفاوضات على الجزيرتين منذ نحو عقد من الزمان، بحسب السيسي، الذي أشار إلى أن القرار يمنح للدولتين فرصة المضي قدما في خطة لبناء جسر يربطهما عبر البحر الأحمر، بتكلفة تتراوح بين 3-4 مليار دولار.
أما منتقدي الصفقة، فقد دعوا إلى مواصلة الاحتجاجات الإثنين 25 أبريل الذي يتزامن مع ذكرى تحرير سيناء.
بعض النشطاء ذكروا أن المظاهرات تؤكد الإحباط العام من تعامل السيسي مع الاقتصاد والحريات المدنية.
واتهمت جماعات حقوقية السيسي بقمع مناهضيه، بعد حبس آلاف الأشخاص تظاهروا ضده أو تحدوا سياساته على الملأ.
وأردف التقرير: “منذ احتجاجات جمعة الأرض، تقمع الشرطة المعارضة، عبر اعتقال نشطاء وحقوقيين، وتوجيه اتهامات بالبعض بالدعوة إلى إسقاط الدولة”.
وطالب السيسي بحماية المؤسسات، معتبرا أن استمرارها ضروري لبقاء الدولة، واستدرك: “هناك من يحاول هدمها، لكن قوى الشر لن تستطيع فعل أي شيء إذا واجهناها معا”.