جرح الإنسانية الأكبر!

تطل علينا ذكرى النكبة الثامنه والستون وما زال الخطر الصهيوني ماثلا أمامنا، وحلقات المؤامرة من أعداءنا ما زالت مستمرة على وضعنا الفلسطيني ومشروعنا الوطني المقدس، فما يحدث الآن في محافظاتنا وأراضينا الفلسطينية من عدوان إسرائيلي وحشي وغاشم وسافر، وتحت مسمع ومرأى من أحرار وشرفاء العالم، يشير لخطورة الوضع وهذا الأمر يتطلب منا قدرا كبيرا من الإستعداد والحذر واليقظة والمواجهة لما هو آت.

يعود يوم الخامس عشر من أيار حاملاً معه ذكرى جرح الإنسانية الأكبر، جرح فلسطين الطاهر،  فلسطين التي لم تستكين او تلين او ترفع الرايات البيضاء للمحتل منذ أن دنسها برجسه عام 1948م، فذكرى نكبة  فلسطين، يوم أن هُجِّر شعبٌ عربيٌ مظلومٌ عن أرضه، وأُعلن عن قيام دولة الشر والعدوان المسماة اسرائيل، ومنذ ذاك العام وحتى يومنا الراهن يعاني الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة ويلات هذه الغدة السرطانية، فالسرطان الإسرائيلي مرضٌ مميتٌ لا حل له سوى استئصاله من الأرض الفلسطينة والعربية.

مقالات متعلقة

تمر ذكرى النكبة والتي يستذكرها المجتمع الدولي بإستحياء، وكأنها مجرد حدث عابر في التاريخ، فلقد مرت قرابة سبعة عقود على ذلك اليوم المشؤوم، يوم أقرت الشرعية الدولية بإنهاء الإنتداب البريطاني على فلسطين وإقامة ثلاث دول على أراضيه، وفقاً لقرارها المرقم 181 في عام 1947 وهو القرار المعروف بقرار تقسيم فلسطين المشؤوم، والذي يشكل نقطة سوداء في جبين المجتمع الدولي، الذي ما زال عاجزاً عن تمكين الشعب الفلسطيني، من التمتع ولو بالحد لأدنى من حقوقه بموجب ذلك القرار، في وقت منحت فيه دولة إسرائيل كل الفرص والإمكانات التي سمحت لها بالتمدد عرضاً وطولاً في الأراضي الفلسطينية، على حساب الوجود الفلسطيني، وأصبح الإستيطان السرطاني، هدفها الأول والأخير.

لقد أغلق الكيان الصهيوني وزعماءه ومن ورائها أمريكا، بما تقدمه من دعم شبه مطلق لها، كل الطرق والسبل أمام المجتمع الدولي في تمكينه الشعب الفلسطيني، من التمتع بحقوقه التي أقرتها الأمم المتحدة، الأمر الذي لم يجد فيه الشعب الفلسطيني، من سبيل غير الإتجاه الى تدويل القضية الفلسطينية، إستناداً للقرارات الأممية، وفي مقدمتها حق تقرير المصير، وحق العودة، وهو الخيار الأكثر واقعية في الظروف الراهنة، الأمر الذي أكده الرئيس الفلسطيني الأخ محمود عباس في خطاباته، وتعتبر الشروط الثلاثة التي أعلنها للعودة الى المفاوضات، بمثابة مفاتيح عملية يمكن من خلالها، التوصل الى حلول أكثر واقعية لحالة الجمود التي تعاني منها قضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، في نفس الوقت، الذي تسبر فيه، حدود المصداقية لنوايا الأطراف التي يهمها إيجاد الحلول الواقعية، للقضية الفلسطينية، طبقاً لقرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها دولتا أمريكا وإسرائيل، وهو ما أجمله الرئيس الفلسطيني الأخ ابو مازن فيما يأتي: إن العودة الى المفاوضات تتطلب ثلاثة شروط هي: وقف النشاطات الاستيطانية، وإطلاق سراح الأسرى وخصوصاً الدفعة الرابعة من أسرى ما قبل أوسلو، ومفاوضات لمدة عام ينتج منها تحديد جدول زمني لإنهاء الاحتلال خلال مدة لا تتجاوز نهاية عام 2017.

إن صراعنا حاليا مع حكومة الإحتلال الصهيوني، هو ما يتركز حول محاولته كسر الإرادة الفلسطينية وإستحقاقاته السياسية، ليقع هذا الإستحقاق في شباك الحلول الإسرائيلية الطويلة الأمد، والتي تنطوي في حقيقة الأمر على شطب القضايا المركزية لشعبنا الفلسطيني، الأمر الذي يرفضه شعبنا وقيادتنا الوطنية الفلسطينية دوما، سواء بالأفكار التي وردت لدى” شامير وشارون وبيريس وباراك مرورا بأولمرت وتسيفي ليفني” أو بالأفكار الأكثر تعنتا وصلفا والتي ترد الأن في عقلية نتنياهو.

إن الموقف الأمريكي المنحاز الآن تجاه اسرائيل والذي يعطي ويساعد نتنياهو بإجرامه وعدوانه، ويتجه بالعنف نحو المنطقة جمعاء وخصوصا الشعب الفلسطيني، ضمن عملية مفتوحة من خلال، إجبار شعبنا الفلسطيني على التنازل عن سقفه السياسي، وإضعاف قوى وأركان القيادة الفلسطينية لتصبح آيلة للسقوط بمعادلة ممكنة أو سهلة، وتنطلق هذه المحاولة من صلف القوة والتفرد، وخاصة في ظل العلاقات الدولية الجديدة وإنهيار أغلب النظم العربية السريعة والسهلة، وطغيان الإعتبارات والمصالح المتعلقة بوضعية ودور اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة واوروبا، الولايات المتحدة تفتح الباب على مصراعيه، وبالمقابل فإن القيادة الفلسطينية وشعبها وقواه الوطنية أيضا تبذل كل المجهودات ولكن على قاعدة واحدة الجاهزية التامة لمواجهة قدرهم الذي قدرة الله لهم، وسلاحهم الاساسي في هذه المرحلة الحاسمة هو تصميمهم وإستعصاء الرقم الفلسطيني الصعب، وإنه لا فارق في نهاية الأمر بين نهاية ونهاية إلا بالكرامة والإباء والشموخ والفداء والإستشهاد، فلقد أظهر الشعب والقياده الفلسطينية، ثباتا حازما إزاء حقوقهم الوطنية المقدسة والتي تهمهم، وما زال الموقف الأسطوري موجودا لدى القيادة الفلسطينية وعلى راسها الاخ الرئيس ابو مازن والمستمرة في ثباته في كل الظروف والأوقات، لأنهم يعون ويدركون جيدا أن المطلوب إسرائيليا وأمريكيا يخترق الحد الأدنى لحقوقهم الوطنية الفلسطينية.

لذلك يجب إن ينصب نضالهم الآن على عدم الوقوع في مراهنة نتياهو وحكومته ومستوطنيه في إستهداف وتخريب وإضعاف الجبهه الداخلية الفلسطينية والبيت الوطني الفلسطيني، والتمسك بقوة بترتيب وتعزيز وتقوية الداخل الفلسطيني من خلال الإسراع فورا في إنهاء الإنقسام البغيض وإتمام المصالحة فورا بين حركتي فتح وحماس وتشكيل حكومة وحدة وطنية قوية، والسير على خط متوازن ودقيق بالمحافظة على أعلى درجات التفاهم الفلسطيني الفلسطيني، وفي الأحيان الأخرى على نوع من أنواع الإستجابة لبعض الإستحقاقات الوطنية، لتجنب العزلة الدولية مع قضيتنا أو التعارض مع العالم أجمع.

إن الصمود الفلسطيني الأسطوري في وجه أعتى ترسانة عسكرية إسرائيلية على وجه البسيطة، يجب أن يتجسد في نيل الحرية والكرامة والإستقلال، وفي إنجاز أهداف هذا الصمود المتمثل بحقوقنا. فمن الطبيعي أن تتم مواجهة هذا الصلف والتعنت الإسرائيلي بصلابة وعنفوان، لذلك يجب أن يكون الكل الفلسطيني واعين ومتمسكين بقرارات الأخ الرئيس أبو مازن وعلى القيادة والفصائل والقوى الإسلامية  والوطنية، تجنب الفخ الكبير الذي يحاول نتنياهو وعصابته في الحكومة الإسرائيلية أن يوقعوهم به.

وهنا يجب أن ندرك ونؤكد على أن خط الإنتفاضه الباسلة والمقاومة المشروعة للإحتلال هو الخط الاساسي لصمود ووحدة شعبنا الفلسطيني، وأن تنقية هذا الخط من الشوائب في التفاصيل هنا وهناك، ومن سلبيات في الأداء أحيانا هو أمر أساسي، كذلك يجب أن نلتزم بقيمنا النضالية من ناحية، وبضبط الأداء والعمل والتكامل من الناحية الأخرى، بكل معانيها، لأن القيم النضالية الإنسانية هي من خصائص المقاومة المشروعة والنضال العادل، ولان ضبط الأداء من مستلزمات خوض الصراعات، فلا يجوز أن تتعارض مجهوداتنا، وأن تصب جميعها في اللحظة المطلوبة في قناه التوجه المطلوب، وإلا فإن تعارض مجهوداتنا يؤدي إلى فقدان اهدافنا وتدمير إمكانيات الحصاد الذي تم أنجازه، وبالتالي يرتد بالنتائج السلبية الخطيرة علينا، وعلى الكل العربي أن يدرك ان أوراق قوتنا الأساسية ما زالت بأيدينا، وأن شعبنا الفلسطيني غير قابل للخضوع أو الخنوع أو الإنحناء أو الإستسلام، وأن الحرب النفسية ومحاولات التدمير المعنوي وفرض بعض الطروحات والأفكار في مزادات التخبط السياسي والإشاعة والتخويف، هي زبد سيذهب جفاء، وهي أعراض سيغمرها بحر الصمود الفلسطيني.

في هذا اليوم، ونحن نعيش الذكرى الثامنة والستين للنكبة الفلسطينية، ينبغي علينا أخذ الدروس والعبر من التاريخ، وأن نقيم ظروفنا جيدا، وأن ندرك المخاطر المحدقة بنا وبقضيتنا جيدا، والذي يتطلب أمانة المراجعة لما هو سلبي، والإستمرار فيما هو إيجابي لصالح الوطن والقضية، وان نحافظ على وطننا وشعبنا ومؤسساتنا  ومقاوماتنا برموش عيوننا، وأن نستمر في الصمود وفي رسوخ الإرداة والتصميم، وأن ندرك إنه كلما اقتربنا من نهاية النفق ولاح لنا بصيص النور، ازداد الإحتلال الصهيوني وقادته ومستوطنيه صلافة وتعنتا وسفالة.

آخر الكلام:

إن استمرار الانقسام والإصرار على الدوران في فلكه هي أكثر ما يهدد شعبنا ومشروعه الوطني، وقد أصبحت تداعياته خطرا كارثيا ينذر بتمكين القوى المعادية من الانقضاض على حقوق شعبنا الوطنية وتبديد الهوية الوطنية الفلسطينية الجامعة لشعبنا في كافة أماكن تواجده، وإضعاف مقومات صموده، الأمر الذي وجد تعبيراته في العديد من المظاهر التي باتت تثير قلقا في أوساط شعبنا وفي المقدمة منها حالات القتل والإنتحار وهجرة العديد من ابناء شعبنا خارج الوطن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
situs slot togel
slot gacor
https://kaisarpoker.missteeninternational.us/ https://www.phprentacar.ro/doc/superkaisar/ https://kaisarpoker.camaraayacucho.org.pe/
kaisarpoker
kaisarpoker
grafindo.id
kaisar-poker.banksyariahdanamulia.co.id
kaisarpoker
kaisarpoker
kaisarpoker
kaisarpoker
kaisarpoker
kaisarpoker
kaisarpoker
situs anti rungkat
kaisarpoker
kaisarpoker
bandar slot
kaisar poker
situs anti rungkat
kaisarpoker
kaisarpoker
kaisarpoker
kaisarpoker
kaisarpoker
kaisarpoker
situs anti blokir
kaisarpoker
kaisarpoker
kaisarpoker
Link Alternatif Terbaru Global
kaisarpoker
kaisarpoker
kaisarpoker
kaisarpoker
sudirman168
kaisarpoker
slot asia
terminal4d
situs toto slot
kaisarpoker
situs anti rungkat
situs slot togel
slot anti rungkat
bandar bola slot
bocoran parlay
situs slot pakai qris
slot bet 200
slot gampang maxwin
slot asia
slot gacor
slot anti lag
situs anti blokir
slot gacor sudirman168
kaisarpoker anti rungkat
sudirman168
slot asia
slot gampang scatter kaisarpoker
kaisarpoker
slot dana sudirman168
scatter hitam
slot online kaisarpoker
situs slot sudirman168
slot gacor sudirman168
rtp slot sudirman168
slot asia gacor
scatter hitam mahjong wins 3
sudirman168
sudirman168
sudirman168
sudirman168
situs sudirman168
sudirman168
sudirman168
slot gacor
scatter hitam
scatter hitam
scatter hitam
toto slot
scatter hitam
sudirman168 login
sudirman168 link alternatif
slot gacor dana
slot dana sudirman168
situs sbobet
sudirman168
situs sudirman168
terminal4d
slot dana
slot dana gacor
slot dana gacor
slot dana
bandar slot
slot gacor
Situs toto slot hari ini
slot togel
slot asia
slot asia Sudirman168
slot asia Sudirman168
slot asia Sudirman168
slot asia
slot asia sudirman168
Daftar situs slot togel terpercaya 2024
slot asia sudirman168
slot asia & scatter hitam
slot asia
slot asia
situs slot asia sudirman168
situs plinko online
toto slot 4d
situs slot
slot apk
slot togel
slot asia sudirman168
slot asia sudirman168
situs slot toto
slot toto 4d
slot toto gacor
toto slot gacor
toto slot
SITUS SUDIRMAN168
https://www.watanserb.com/